من يفاوض من في جنيف؟

حين ظهر علي محسن الأول مرة منذ فراره صوب السعودية وتجنيب العاصمة اليمنية التدمير، بعد ان سلمت أكثر من عشرة ألوية من قوات الفرقة الأولى مدرع العاصمة اليمنية للحوثيين، قلت ان الهدف من ظهوره هو انقاذ الحوثيين وليس هزيمتهم، لأن هزيمة الحوثيين تعني له هزيمة للزيدية السياسية التي يتكئ عليها.
نظرا لأسماء وفد الشرعية المفاوض، بات من الواضح ان من يحاور الحوثييين هم الاحمريون "اتباع الأحمر".
هذا الوفد يؤكد ان ايقاف القتال بات وشيكا.. لماذا.. لأن الأحمر استطاع وخلال ثلاثة اعوام من الحفاظ على الزيدية السياسية من الهزيمة، وحان اليوم إيقاف القتال وتوظيف الجهود لاستكمال السيطرة على شبوة وحضرموت.
"الزيدية السياسية" التي يريد الأحمر استمرار هيمنتها على كل اليمن، هذه الزيدية التي تهيمن على مأرب السبئية وتقتل شيوخها وزعماء قبائلها، هي ذاتها من يسعى الأحمر اليوم إلى اعادتها للهيمنة على الجنوب، بالاتفاق مع اطراف الزيدية الأخرى من الحوثية.

أصبح لدى الاحمر بعض المرتزقة الجنوبيين امثال "ياسين مكاوي"، الذي تم الدفع به للحديث باسم الجنوب، في حين يقوم أخر يدعى فؤاد راشد بمهمة أخرى، تتمثل في صرف النظر عن احقية القضية الجنوبية في الحل.
راشد هذا مهمته الحديث للبعثات الدبلوماسية الغربية عن وجود خلافات جنوبية، جنوبية، وان مطلب الجنوبيين هو توحيد كل الكيانات وليس الحصول حق التمثيل.
في حين ان الزيود يرتبون وضعهم ويعيدون ترتيب الصفوف، يقوم راشد وبعض أصحابه بالحديث عن ان مطلب الجنوبيين اليوم هو الحوار من اجل الحصول على قيادة تمثل الجنوب.
وتنتهي مهمة فؤاد راشد وياسين مكاوي ومن سار في فلكهم، بسيطرة الأحمر واحتلاله لكل محافظات الجنوب وأبرزها المهرة وشبوة وحضرموت وأبين.
الوفد الشرعي المفاوض يدحض مزاعم "انتصار هادي للقضية الجنوبية"، لكن ما هي صفة عسكر زعيل في الحكومة الشرعية، ام انه طرف مفاوض نيابة عن تيار تركيا التي يقيم فيها.