محادثات السويد ـ هل تنجح في وضع نهاية للحرب في اليمن؟
تشكلّ محادثات السلام اليمنية المرتقبة في السويد أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
توجه وفد الحكومة اليمنية إلى السويد اليوم (الأربعاء الخامس من ديسمبر 2018) لإجراء محادثات سلام مع الحوثيين المتحالفة مع إيران في مسعى جديد من الأمم المتحدة لإنهاء حرب جلبت الانهيار الاقتصادي والمجاعة.
وكان وفد الحوثيين قد وصل أمس إلى ستوكهولم برفقة الموفد الدولي الى اليمن مارتن غريفيث.
ولم تعلن الأمم المتحدة بعد موعدا محددا لانطلاق المحادثات، فيما ذكر مصدر حكومي أنها ستبدأ الخميس.
ودفع النزاع البلد الفقير نحو أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم، ما جعل نحو 22 مليون يمني (ثلاثة أرباع عدد السكان) في وضع صعب إذ يحتاجون إلى مساعدة غذائية، وبينهم حوالى 14 مليونا نصفهم من الأطفال يواجهون خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
واثارت صور أطفال يمنيين يعانون من سوء التغذية بأجسادهم النحيلة للغاية والعاجزة عن الحركة استنكارا وغضبا في العالم،.
وتقول المحللة في "مجموعة الأزمات الدولية" إليزابيث ديكنسون لوكالة فرانس برس "ما لدينا الآن هو فرصة متاحة -ربما الأفضل منذ شهور- للبدء أخيرا في محادثات سلام".
وتضيف "خطر المجاعة أثار اهتماما دوليا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن السؤال يبقى حول ما إذا كانت الضغوط الدولية ستكون كافية لدفع المتمردين والحكومة لخوض المفاوضات "بشكل جدي".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الشهر الماضي "إذا تمكننا من وقف الحرب في اليمن، فسنكون أنهينا أكبر أزمة إنسانية تواجهنا في العالم".
في سبتمبر الماضي، فشلت محاولة لعقد جولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة التوجه الى جنيف من دون الحصول على ضمانات بالعودة سريعا الى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان.
وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق حول التشارك في السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت.