بعد أوبك.. لماذا امتدت أذرع الاخطابوط القطري نحو إفريقيا ؟ (تقرير)

السبت 8 ديسمبر 2018 20:27:13
بعد "أوبك".. لماذا امتدت أذرع الاخطابوط القطري نحو إفريقيا ؟ (تقرير)






تستمر قطر بقيادة نظام الحمدين في رحلة البحث عن شركاء ينقذوها من الوحل الذي علقت فيه بعد التحليق خارج السرب العربي، ودعمها لجماعات إرهابية وشراكتها مع إيران في مخططات تخريب المنطقة العربية، والذي جعل دول الرباعي العربي تعلن مقاطعتها لحين عودتها عن تلك الأعمال المشبوهة.
وتلك المرة بحثت قطر عن فريستها داخل القارة الإفريقية، لتقع دولة افريقية جديدة تحت شبكة الإرهاب القطري، حيث وقّعت شركة قطر للبترول الحكومية، اتفاقية مع شركة إكسون موبيل للاستحواذ على حصة تبلغ 10 %، في ثلاث مناطق تنقيب بحرية في حوضي أنغوشي وزامبيزي في موزمبيق شرق إفريقيا، والتي شهدت اعمال ارهابية لتنظيم يشبته في حصوله على دعم قطري.
وقالت قطر للبترول الحكومية، إنها وقعت اتفاقية مع شركة إكسون موبيل للاستحواذ على حصة تبلغ 10 %، في ثلاث مناطق تنقيب بحرية في حوضي أنغوشي وزامبيزي في موزمبيق .
وبحسب بيان، اليوم السبت، أنه بموجب الاتفاقية «ستكون الأطراف المشاركة في المناطق الثلاث هي إكسون موبيل (المشغّل) بـ 50 %، والشركة الوطنية للهيدروكربونات بموزمبيق 20 %، وشركة روسنيفت 20 %، وقطر للبترول 10 %».
و«قطر للبترول» شركة مملوكة للحكومة القطرية ومسؤولة عن مختلف الاستثمارات في مراحل صناعة النفط والغاز داخل البلاد، وخارجها، كاليونان وماليزيا.
 ووفقًا لدراسة أجرتها شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» المتخصصة في الخدمات المهنية، فإن موزبيق تكتسب أهمية كبيرة نظرًا لما تمتلكه من نفط وغاز ، مما يجذب إليها العديد من الاستثمارات الأجنبية، ولكن ظهور تلك الجماعات تسبب في خوف المستثمرين من الهجمات التي تقوم بها حركة أهل السنة والجماعة .
ويرى مراقبون ان دخول قطر  موزمبيق، ياتي ضمن نتائج الاستثمار فى الإرهاب، فهناك شبهات في دعم قطر  لتنظيم  «أهل السنة والجماعة»، ويشتبه في أنهم متشددون خططوا لإقامة قواعد في موزمبيق المجاورة التي قتل فيها عشرات الأشخاص في هجمات نفذها مسلحون العام الماضي.
وتسعى حركة «أهل السنة والجماعة» للسيطرة على المنطقة الشمالية (المنطقة الحدودية بين موزمبيق وتنزانيا). وبحسب الشرطة فإن هؤلاء العناصر كانوا يهدفون لإقامة معسكرات تدريبية للمتطرفين المناصرين لهم، وتدريبهم علي الأسلحة الجديدة.
وشنت الحركة  المتشددة في مايو 2017 عدة هجمات أودت بحياة 35 شخصًا مدنيًّا وتنوعت عملياتها من قطع الرؤوس وحرق المنازل، مما أدي إلى ذعر العاملين بشركة أناداركو، وهي شركة متخصصة في أعمال النفط والبترول، وعلى هذه أصدرت السفارة الأمريكية الموجودة هناك تحذيرًا لرعاياها وضرورة مغادرة البلاد.
وفي مايو 2017 نشرت صحيفة الشرق القطرية، تقريرا  يضخم الأزمات داخل مومبيق، حيث اشارات إلى  غضب داخل قرية «بالما» مصب نهر روفوما على طول الساحل الشمالي بموزمبيق، بعد ارتفاع العمالة الاجنبية والكشف عن احتياكطات هائلة من الغاز الطبيعي في القرية.
وفي استغلال للازمات واثارة المشاعر الوطنية ضد حكومة موزمبيق، ذكر التقرير ان الحكومة فيموزمبيق استدانت سرا ملياري دولار لتعزيز الدفاع عن سواحلها، وأثار الكشف عن هذه «القروض الخفية» أزمة مع صندوق النقد الدولي ومعظم الجهات المانحة التي علقت مساعداتها المالية.
وأدت هذه القضية ايضا إلى تعقيد موقف الشركة الوطنية للمحروقات المساهمة ماليا في المشروعين الكبيرين لاستغلال الموقع. فهي تملك 15% من مشروع الأمريكية«اناداركو» وعشرة بالمائة من مشروع الايطالية «ايني» وعليها بذلك دفع مليارات الدولارات للتمويل، والأخطر هو أن هذا الإقتراض أدى إلى سلسلة من الصدمات أضرت بكل اقتصاد البلاد الذي يواجه صعوبات أصلا.
ويرى مراقبون أن قطر تسعى دائما لخلق جماعات متشددة وإرهابية في مناطق التي تنافسها في تصدير الغاز الطبيعي وتقضى على حصتها في السوق العالمي، من أجل تعطيل هذه الدول عن منافستها او الدخول شريك في استثمارات الغاز والنفط بهذه الدول، وهو  ظهر في سوريا وليبيا وغيرها من الدول التي دمرت على يد الإرهاب القطري.
وجاءت تلك الاتفاقية عقب انسحاب قطر من منظمة الدولة المصنعة للنفط (أوبك)، الاسبوع الماضي، لتؤكد أن قرارها جاء تنفيذاً لمساعي قطرية للخروج من سياسة "أوبك" التي تقلل الانتاج، وتجعل من أعضاء المجموعة ملتزمين بسياسة المنظمة الخاصة بأكبر مصدري النفط في العالم، وهو ما يؤثر على ميزانية قطر التي تتراجع في ظل مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصرن في الخامس من يونيو 2017. 
وقد سجل انتاج النفط في قطر خلال شهر يونيو نحو 611 ألف برميل يوميا، مقابل 594 ألف برميل في مايو أي بزيادة قدرت بنحو 2.86 % وفق أرقام صادرة عن بنك قطر الوطني.
وإلى جانب ما سبق فإن «الخروج من أوبك» يتيح لنظام الحمدين التحرك بسهول في سوق النفط، عبر بيع 611 ألف برميل يوميا، من النفط بعيدا عن قيود المنظمة الدولية، ويأتي ذلك مع جمع الحمدين تمويل بقيمة 12 مليارات دولار على الأقل من بيع الصكوك. 
ويتوقع مراقبون أن يكون الخروج من «أوبك» أحد أدوات نظام الحمدين من أجل سد عجز الميزانية المتصاعد، وكذلك دفع مقابل الحماية التركية الإيرانية، وكذلك مواصلة تمويل الإرهاب في المنطقة، وفقا لتقرير مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية الذي حمل عنوان «قطر وتمويل الإرهاب» وصدر فيثلاث اجزاء في 2014 و2017، فإن قطر تعتبر أكبر مصدر للتبرعات الخاصة للجماعات المتطرفة في سوريا والعراق.