مشاورات السويد أنقذت المليشيا وشرعنتها
ياسر اليافعي
- الريال اليمني ينهار وغياب الحلول يعمق الأزمة!
- التحالفات غير الوطنية، طريق الحوثيين إلى السلطة!
- ما الفائدة من حضور الرئيس الزبيدي في الأمم المتحدة؟
- علي عشال الجعدني
ما حدث في السويد هو شرعنه للحوثيين، بعد الخسائر الكبيرة التي تلقوها خلال السنوات الثلاث الماضية، وبعد ان شعروا بخطورة اقتراب قوات العالقة من السيطرة على الرئة التي يتنفسون منها " مدينة الحديدة " قبلوا الدخول في مشاورات لتحقيق مكاسب اقتصادية حقيقة لهم بهدف الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه .
وفي الأساس لم تخسر مليشيا الحوثي شيئاً، لأن مدينة الحديدة نارياً تحت سيطرة قوات العمالقة والتحالف العربي وكانت المسألة مسألة وقت لإكمال السيطرة عليها، وبالتالي كانت المليشيا تفقد اهم مواردها الاقتصادية في وقت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وغضب شعبي سينفجر في وجها أي لحظة بسبب عدم دفع الرواتب لأكثر من عامين لموظفي الدولة في المحافظات التي سيطرون عليها .
ما حدث في السويد هو تمكنهم من حل اكبر مشكلة كانوا يعانون منها وتهدد بانتفاضة شعبية مقابل انسحابهم المحدود والمشروط من مدينة الحديدة، حيث ستبقى لجانهم مشرفة على المدينة ومينائها، كم ستبقى قوات الامن التي معظم عناصرها من مليشيا الحوثي تدير الأمن في المحافظة وتشرف على الأمن فيها، مقابل خروجهم من مشكلة دفع الرواتب حيث ستتكفل الشرعية بدفع رواتب الموظفين وحل أزمة الغضب الشعبي التي كانت وحدها كفيلة بالعصف بالمليشيا ان تم استغلالها الاستغلال الأمثل من قبل الشرعية .
رفضت المليشيا تحويل مطار صنعاء الى مطار داخلي، ورفضت فك الحصار عن تعز، ورفضت الانسحاب من أماكن أخرى، لأنها في الأساس غير جادة في عملية السلام فقط هي تريد تنقذ نفسها، من عزم قوات العمالقة والحد من خطرهم كونهم الأكثر شراسة والأكثر جدية في القتال ولا شي سيوقفهم.
ويبدو ان الرئيس هادي هو الخاسر الأكبر من هذه المشاورات وما سيأتي بعدها، كون احد ابرز شروط الحوثيين بموافقة حزب الإصلاح الذي لايهمه غير الوصول الى السلطة، انتقال السلطة من الرئيس هادي اما الى نائب رئيس توافقي او مجلس رئاسة .
ومن هنا أتوجه بنصيحتي لمن هم حول هادي مازال في الوقت متسع تمسكوا بقضيتكم بناسكم بأهلكم لا بالأشخاص لانهم زائلون .
يكفي حرب إعلامية قذرة على كل ما هو جنوبي، يكفي عبث من خلال إثارة المناطقية وتحريض المناطق على بعضها ..
يكفي تحريض على الأجهزة الأمنية المختلفة .
ويكفي ويكفي
احترموا من وقف معكم في أصعب اللحظات، واحترموا التضحيات الكبرى التي قدمها هولاء لأجل قضيتهم
فكروا في المستقبل بنظرة مستقبلية شاملة وليس اقصائية يخطط لها تاجر وطفل .