حصاد مشاورات السويد.. جهود التحالف تُطيح بالحوثيين خارج الحديدة
رأي المشهد العربي
انتهت مشاورات السويد، الخميس الماضي، بشأن الأزمة اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وسط جهود مثمرة من التحالف العربي الذي حقق انتصارا كبيرا في الوصول بالأزمة إلى بر الأمان.
جهود التحالف
وأثمرت جهود التحالف في الساحل الغربي بإعلان الأمم المتحدة انتهاء محادثات السويد باتفاق نص على انسحاب ميليشيات الحوثي من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من مدينة ريمبو السويدية، الخميس، أن الاتفاق حول مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر غرب اليمن بين الحكومة وميليشيات الحوثي يتضمن انسحاب المتمردين من المدينة ومينائها.
ومنذ انطلاق العمليات في محافظة الحديدة، دأب التحالف العربي والحكومة الشرعية على التأكيد على أهمية انسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة، ومن الميناء الذي حوله الحوثيون المرتبطون بإيران إلى منصة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر واستلام الأسلحة الإيرانية.
إصرار التحالف على تحرير الميناء وهو شريان الحياة بالنسبة للملايين، يأتي أيضا في إطار حرصه على إيصال المساعدات إلى اليمنيين بعد أن كانت الميليشيات تعمد إلى نهبها والتحكم بها، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية حادة.
ويؤكد الاتفاق الأخير في السويد على أن التحالف "أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية حفاظا على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية"، حسب ما ذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش.
وتعكس الاتفاقيات نجاح الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف والقوات المشتركة على الحوثيين في الحديدة خلال الشهور الأخيرة.
وكان هدف التحالف العربي منذ تدخله في اليمن قبل 3 سنوات بناء على طلب من الحكومة الشرعية، خلق المناخ الملائم للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي "توصلنا إلى تفاهم مشترك فيما يخص تعز، وهذا سيؤدي إلى فتح ممرات إنسانية وإدخال مساعدات"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستلعب دورا بهذا الشأن.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الجلسة الختامية للمباحثات في السويد، عن سعادته بالتقدم الذي حققته المشاورات اليمنية، قائلاً "مستقبل اليمن في أيديكم، لدينا فرص يجب اغتنامها.. كانت محادثات صعبة لكننا حققنا نتائج إيجابية".
الأمم المتحدة
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الاتفاق بشأن مدينة الحديدة غربي اليمن بين الحكومة اليمنية والحوثيين يتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار وانسحابا عسكريا.
وقال غوتيريش للصحفيين: "هناك وقف لإطلاق النار أعلن عنه في محافظة الحديدة بأكملها، وسيكون هناك انسحاب لكافة القوات من المدينة والميناء".
وأوضح أن الأمم المتحدة ستتولى دور "مراقبة الميناء، بينما ستشرف قوى محلية على النظام في المدينة".
من جانبه، أشار وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إلى أن "اتفاق الحديدة إنجاز، لأنه يتضمن انسحاب الحوثيين للمرة الأولى منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل أكثر من 4 سنوات".
اتفاق الحديدة
ووفق مصادر حكومية يمنية، فإن اتفاق الحديدة يقضي بانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يوما، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها.
وأكدت المصادر، أن الاتفاق ينص أيضا على انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال أسبوعين.
ومن المقرر أن تتشكل لجنة للإشراف على إعادة انتشار القوات اليمنية في الحديدة بإشراف من الأمم المتحدة، على أن تتولى السلطات المحلية الإشراف على المدينة وفق القوانين اليمنية.
وستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، هذا إلى جانب عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها.
وينص الاتفاق أيضا، أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.
تبادل الأسرى
وسلم كل طرف قائمة تضم أكثر من 16 ألف شخص من الأسرى والمخطوفين، للأمم المتحدة، بواقع (8500) شخص من المعتقلين المدنيين والمختطفين لدى الحوثيين، و(7500) أسير لدى قوات الجيش.
وتولى الفريق الأممي المعاون للمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، عملية تسليم قوائم كل طرف إلى الطرف الآخر، تمهيدًا لتنفيذ الآلية الخاصة بتبادل الأسرى والمختطفين، والتي تم تحديدها بستة أسابيع، مع إمكانية إضافة أسماء جديدة قد تكون غابت عن اللوائح الأولية المقدمة.
وتظهر تقارير حقوقية دولية ورسمية أن عدد المختطفين والمعتقلين في السجون الحوثية، بلغ أكثر من 18 ألف معتقل ومختطف، بينما لا يزال أكثر من 8 آلاف منهم في السجون والمعتقلات السرية للجماعة الانقلابية.
وشملت كشوفات الحكومة جميع المعتقلين الذين وصلت أسماؤهم إلى لجنة الأسرى والمعتقلين، ومن ضمنهم المعتقلون من الطائفة البهائية وعائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إلى جانب جميع فئات الشعب اليمني الذين تضرروا من الحوثي.
مشاورات قادمة
ويعتقد أن تبدأ الجولة السادسة من مشاورات السلام اليمنية، في النصف الثاني من يناير المقبل؛ دون تحديد دولة بعينها لاستضافة هذه المحادثات، وفقًا لما أكده مصدر مطلعة.
وانطلقت مشاورات السلام اليمنية في قلعة جوهانسبيرج بإحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم، في محاولة لإيجاد حل سياسي لبلد يئن تحت انقلاب المليشيا التابعة لإيران منذ ما يزيد على 4 أعوام.
يشار إلى أن هذه المشاورات حملت أول لقاء بين طرفي الأزمة، منذ أكثر من عامين، بعد انهيار آخر جولة من المحادثات في 2016 بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المفاوضات.