بالحملات الإعلامية المضللة.. هكذا تسعى إيران للنيل من شموخ الإمارات (تقرير خاص)

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 00:05:00
بالحملات الإعلامية المضللة.. هكذا تسعى إيران للنيل من شموخ الإمارات (تقرير خاص)

ينتهج الإعلام الإيراني، بتوجيهات من أعلى سلطة في طهران، وبالتنسيق والتعاون مع الإعلام القطري والتركي والإخواني، أسلوبا عدائيا تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشن حربا إعلامية متواصلة تهدف إلى الإساءة لصورة الإمارات وإنجازاتها في كافة الأصعدة والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، عبر نشر التقارير والمقالات والتصريحات المزيفة والتي تتضمن مصطلحات سوقية تنتهك أخلاق مهنة الصحافة والإعلام، وتؤذي ناشريها أكثر من المستهدفين، بسبب انكشاف نهجها الخادع، واستخفافها بالعقول، وتزييفها للحقيقة، وتناقضها مع الواقع، واستخدامها لكلمات وعبارات بذيئة تكشف رداءة عقول كاتبيها ومطلقيها وتبتعد كل البعد عن قوانين وأعراف وأخلاق مهنة الصحافة والإعلام.


وأوردت وكالة رويترز للأنباء تقريراً رصد قيام إيران بنشر أخبار مضللة حول العالم، بهدف التأثير في الرأي العام العالمي لصالحها، مستخدمة نحو سبعين منصة إخبارية، ناطقة بست عشرة لغة منها العربية، ومستهدفة خمس عشرة دولة حول العالم.
المعلومات التي كشفت النقاب عنها وكالة رويترز للأنباء، عبر عملية استقصائية شارك فيها خبراء أمن وشركات إعلام وصحفيون، أكدت أن أكثر من خمسمئة ألف شخص يزور تلك المواقع المضللة شهرياً، في خمس عشرة دولة حول العالم.

من جانبه قال الدكتور مجاهد توفيق، الخبير الإعلامي وعضو اتحاد الإعلاميين العرب، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، إن الدلائل جميعها تشير إلى وجود مخطط ونهج إعلامي إيراني مدروس ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو توحيد الرؤية والخطاب الإعلامي الإيراني ضد دولة الإمارات، وإجبار كافة المؤسسات الإعلامية الإيرانية والتابعة لإيران إلى تبنيه، مشيراً إلى أن هناك تنسيق كبير وتعاون واسع بين الإعلام الإيراني من جهة، والإعلام القطري والإخواني من جهة أخرى، إذ ثمة تشابه كبير في اختيار الموضوعات ووصياغة التقارير المزيفة بين هذه الأطراف، والتي تهدف من خلالها للإساءة إلى دولة الإمارات.

وأضاف "توفيق"، أن هناك حركة ترجمة فعاله تقوم بها وسائل الإعلام الإيرانية للتقارير والأخبار المنشورة ضد دولة الإمارات في وسائل الإعلام القطرية والإخوانية لتعيد ترجمتها والترويج لها خاصة في الداخل الإيراني.

وتابع أن طهران بدأت إطلاق تلك المواقع عام ألفين واثني عشر، عبر محرك رئيسي تديره المخابرات الإيرانية، ويتبع لمؤسسة الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي "آي.يو.في.إم" التي تتخذ من طهران مقرا لها.

وعلى صعيد متصل، كشف محللون أن إيران تنتهج هذا الخطاب الإعلامي ضد دولة الإمارات لأسباب عديدة أهمها أن دولة الإمارات متمسكة بحقها في استعادة الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) التي احتلتها إيران، ومنذ إعلان قيام دولة الإمارت وهي تكرر المطالبة باستعادة الجزر المحتلة في كل المؤتمرات الدولية والإقليمية، وهذا المطلب يثير غضب إيران كثيرا، ويجعلها تهاجم الإمارات دائما.

ومن أهم الأسباب هو قوة وفعالية دولة الإمارات في مجال مكافحة الإرهاب، ومشاركتها في تحالفات دولية وإقليمية وعربية لأجل محاربة الإرهاب، الأمر الذي أزعج كثيرا إيران باعتبار ذلك يحد من نفوذها وتدخلاتها في المنطقة، ويقطع الطريق أمامها في تمويل ودعم أدوات زعزعة أمن واستقرار المنطقة، لا سيما في اليمن، حين سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية إلى مساندة الحكومة الشرعية والشعب اليمني ضد الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

وقد لوحظ تصاعد حدة الخطاب الإعلامي الإيرانية ضد دولة الإمارات وباقي دول التحالف العربي الداعم للشرعية الذي أفشل المخطط الإيراني في محاولة ابتلاع اليمن وتفريس عروبته.

كذلك كانت ولا تزال لدولة الإمارات العربية المتحدة مساهمة كبيرة وفعالة مع باقي دول الخليج في دعم حكومة البحرين ضد المعارضة التي تدعمها إيران، وتسعى من وراء دعمها إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد وإخضاعها للنفوذ الإيراني، إضافة إلى الدور الذي لعبته الإمارات من خلال بنائها علاقات قوية مع دول القرن الأفريقي في قطع الطريق أمام الأطماع الإيرانية في السيطرة على البحر الأحمر.

وبشكل عام فقد نجحت دولة الإمارات وبالتعاون مع قوى وتحالفات إقليمية وعالمية في محاصرة الإرهاب الإيراني، وأنشطة الحرس الثوري، وقطع الطرق أمام طهران لنشر ثورتها الخمينية و توظيف المذهب الشيعي لأهداف سياسة توسعية، وهو أكثر ما أثار غضب إيران من دولة الإمارات التي لا تزال تعمل جاهدة على إفشال المشروعات الإيرانية المدمرة للدول العربية.

وفضح حجم التنسيق الإعلامي بين إيران وقطر المخطط المسبق في إشعال الأزمة مع الدول العربية، حيث توحدت التقارير والرؤية الإعلامية بشكل عام بين الطرفين ضد الدول المقاطعة، و الهدف هو محاولة إشغال الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها السعودية والإمارات بأزمتها الجديدة مع قطر عن محاربة أنشطة إيران الإرهابية والتوسعية في المنطقة، فكانت الأزمة القطرية أيضا أحد أهم أسباب تشديد الحرب الإعلامية التي تشنها إيران على دولة الإمارات، فإيران لديها حقل غاز مشترك بين مع قطر تعمل على استغلاله لمصالحها الاقتصادية، كذلك فإن طهران تريد أن يكون لها تدخل ونفوذ في منطقة الخليج وتسعى إلى استخدام قطر كأحد أهم الأدوات لتحقيق ذلك.

وتهدف إيران أيضا من حملتها الإعلامية على الإمارات هو محاولة تشويه صورتها في الداخل الإيراني، حيث أكدت تقارير عديدة أن غالبية الشعوب الإيرانية يتطلعون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها على أنها الأنموذج الأول في العالم من حيث التنمية والتطور والتقدم وتحقيق الإنجارات، ويرون من قادة دولة الإمارات المثل الأعلى في إدارة شؤون البلاد داخليا وخارجيا، ما جعل لدولة الإمارات التأثير الأكبر في صياغة الرأي العام الإيراني المحلي، وطهران تخشى من نتائج مقارنة الشعوب الإيرانية بين قيادات بلادهم وقيادات دولة الإمارات والتي ستقود إلى غضب شعبي من النظام الإيراني قد يؤدي إلى ثورة عارمة تطيح به.