التحالف يدق ناقوس الخطر.. والهدنة تتهاوى
يرفض التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، بقيادة المملكة العربية السعودية، تحويل مسار السلام الذي قطع خطواته الأولى في مشاورات السويد الأخيرة، وسيلة لتمكين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، وفرصة لإعادة تجميع قواهم، بعد ما تعرّضوا له من ضغط عسكري شديد في مناطق الساحل الغربي من قبل التحالف والقوات اليمنية المشتركة التي يدعمها.
ووجّه التحالف رسالة قوية في هذا الشأن بإعلانه، الأربعاء، توجيه ضربة جوية استهدفت معدّات حربية في مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمرّدين.
وقال التحالف في بيان إنّ غارة شنّها طيرانه، وهي الأولى بعد الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها في مشاورات السويد، أسفرت عن تدمير طائرة دون طيار ومنصة إطلاق، مشيرا إلى أنّ “تدمير الطائرة جرى أثناء الإعداد لإطلاقها، وتمّ بذلك منع هجوم إرهابي وشيك ،مؤكدًا أن “الميليشيا الحوثية تستخدم مطار صنعاء كثكنة عسكرية في مخالفة للقانون الدولي الإنساني”.
ويقول متابعون للشأن اليمني إنّ من المحتمل أن يدفع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة التحالف إلى إعادة إطلاق الحملـة العسكرية في المـدينة باتجاه مينائها.
ووفقًا لصحيفة "العرب" من المفترض أن تصل إلى اليمن خلال الأسبوع الحالي بعثة من الأمم المتحدة لترؤس لجنة عسكرية تضم ممثلين عن القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف، والمتمردين الحوثيين، لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.
التحالف العربي يحذر من أن بطء الأمم المتحدة في دخول مسرح العمليات بالحديدة يهدد بانهيار الهدنة الهشة القائمة هناك
والأربعاء، قال سكان في المدينة المطلة على البحر الأحمر لوكالة فرانس برس إنهم سمعوا في المساء أصوات طلقات مدفعية، لكن الهدوء عم المدينة لاحقا.
إلا أن مصدرا في التحالف قال إن المتمردين خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، معتبرا أن “هناك مؤشرات على الأرض بأنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق”.
وتابع ذات المصدر أن القوات اليمنية التي يدعمها التحالف “ترد للدفاع عن نفسها عند الضرورة وحين تحصل على موافقة بذلك”، مضيفا “سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات الأولية غير مطمئنة”.
وحذّر من أن الاتفاق قد يفشل بسبب هذه الخروقات وفي حال تأخرت بعثة الأمم المتحدة في بدء عملها على الأرض. وأوضح “في حال استلزم دخول الأمم المتحدة إلى مسرح العمليات وقتا طويلا، فإنها ستفقد هذه الفرصة وسيفشل الاتفاق”.
ورغم هذه التحذيرات، قال مصدر في الأمم المتحدة إنّ “الاتفاق متماسك”، مضيفا “نثق في نية الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على إعادة الانتشار”.
وبشأن ملف تبادل الأسرى والذي قد يمثل موضع الاختراق الأوضح في جهود السلام، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، إن الطرفين المتحاربين في اليمن تبادلا قوائم تتضمن إجمالي 16 ألف اسم لأشخاص يعتقد أنهم معتقلون، ومن المقرر أن تفرج جماعة الحوثي والحكومة اليمنية عن الأسرى في الوقت ذاته الشهر المقبل.
وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة، برئاسة الأمم المتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة، لكن تباينات في تفسير بنود الاتفاق سرعان ما ظهرت، مشكّلة تهديدا إضافيا للتعجيل بنقضه.