سياسة « الأرض المحروقة » .. شعار مليشيا الحوثي بعد اتفاق السويد
رأي المشهد العربي
تمارس مليشيا الحوثي الانقلابية كافة الانتهاكات ضد الإنسانية، وتتشابه الجماعة الإيرانية مع تنظيم داعش الإرهابي في انتهاج سياسة «الأرض المحروقة» وهي دمار كل شيء يمرون عليه.
وتلجأ المليشيا الانقلابية كعادة كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش حين يتأكدون أنهم خاسرون لا محالة، وأن مسألة دحرهم من الأراضي التي احتلوها باتت قريبة جدًا، إلى نهب جميع الثروات أو دمار ما لم يتمكنوا من سرقته.
الحوثي وداعش
وعلى خطى «داعش» يسير الآن مسلحو ميليشيا الحوثي الإرهابية باليمن؛ فعقب النجاحات الساحقة التي حققتها القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أدرك الحوثيون أن أمر دحرهم وتحرير الأراضي التي احتلوها مسألة لن يتجاوز تحقيقها الأسابيع القليلة إلا أن التزام قوات المقاومة المدعومة من التحالف بهدنة الحديدة التي تأتي تحت رعاية الأمم المتحدة خلال مشاورات السويد، يحول دون ذلك، لذا لجأ الحوثيون إلى سياسة التدمير.
ويُعد اتفاق السويد، الذي وقع عليه الحوثيون، هو البداية الحقيقة لانتهاج الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران لسياسة «الأرض المحروقة»؛ فبعد أن نجحت القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي، في تضييق الخناق ومحاصرة مسلحي ميليشيا الحوثي في كل المدن والمحافظات التي يحتلونها، لجأ هؤلاء الإرهابيون إلى الخداع لكسب مزيد من الوقت أملًا في أن يُرسل إليهم «نظام الملالي» مزيدًا من الدعم المادي والعسكري.
وجاء نجاح التحالف العربي، في تجفيف منابع إرهاب الحوثي المالية والعسكرية القادمة إليهم من إيران، عقب إحكام السيطرة على الحدود والموانئ؛ ضربة قاصمة للميليشيا الإرهابية، جعلتهم يدركون أنهم مهزومين لا محالة، وأن أمر بقائهم في اليمن أصبح مجرد وقت، ولذا (وكعادة كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية) لجأ الحوثيون إلى نهب الثروات وتخريب الموارد الطبيعية والمنشآت في المدن التي يوجدون بها.
وقبل أن يجف حبر اتفاقية السويد، بدأ الحوثيون تنفيذ مخططهم فعليًا، وذلك حين قاموا بعد انتهاء مشاورات السويد بيوم واحد، بعملية نهب موسعة، استولوا خلالها على معدات ووثائق في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى مصادرة بضائع يملكها تجار ومستثمرون.
كما كرر الحوثيون نفس أعمالهم الإجرامية التي اقترفوها في الحديدة؛ حين قاموا بعمليات نهب وسلب موسعة في صنعاء، استولوا خلالها على الكثير من ثروات المدينة، وسرقوا العديد من المنازل، وخربوا العديد من المنشآت.
عملية نهب واسعة
وواصل الحوثيون عملياتهم التخريبية، وذلك حين استقدموا، مسلحين جدد، وراحوا ينهبون ويدمرون كل مؤسسات الدولة في مدينة الحديدة غربي البلاد، ثم شنوا هجمات مسلحة في كل أرجاء المدينة.
ولم يكتف مسلحو ميليشيا الحوثي الإرهابية، بكل أعمالهم التخريبية السابق ذكرها في الحديدة وكافة المدن التي تقع تحت سيطرتهم؛ بل مارسوا عمليات سلب ونهب على نطاق واسع استهدفوا خلالها سرقة المساعدات الإغاثية المخصصة لأبناء الشعب اليمني المحاصرين.
ويركز مسلحو ميليشيا الحوثي الإرهابية، بشكل أكبر في تنفيذ مخطط سياسة الأرض المحروقة، على تخريب مدينة وميناء الحديدة؛ نظرًا لتميزها بموقع استراتيجي متميز، وتضم ثاني أكبر ميناء في البلاد، كما أنها تُعد المعقل الأخير للحوثيين على البحر الأحمر، وهو ما يجعل تحريرها من أيدي الميليشيا الإرهابية، حدثًا شديد الأهمية.
وشهدت الحديدة خلال الأسابيع الماضية، توسعات من جانب الميليشيات الانقلابية في عمليات النهب المنظم للمؤسسات، وتم إرسال تلك المسروقات بالشاحنات، تجاه مدينتي صعدة وصنعاء، شمال البلاد حيث يتمركز قادة الميليشيا.
ولم تقتصر انتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن على إلحاق الأذى بالمدنيين فحسب، بل امتدت آثارهم التخريبية للمرافق العامة من مدارس ومستشفيات ومخازن أغذية وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وطالت أخيرا المساجد التي زرع فيها الانقلابيون الألغام والعبوات الناسفة.
وأظهر تسجيل مصور للمكتب الإعلامي لقوات ألوية العمالقة في الحديدة، غرب اليمن، قيام الميليشيات الانقلابية بتفخيخ أحد المساجد بالمدينة، بعد قصفه وتدمير مأذنته بالكامل، وتخريب أجزاء كبيرة منه.
وزرع الحوثيون عددا من العبوات الناسفة داخل جدران المسجد وخزائنه، في حين تركوا ألغاما داخل باحاته الرئيسية وعلى مداخله، بعد تمكن قوات المقاومة المشتركة من طردهم من المنطقة.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تفخخ فيها ميليشيات الحوثي الإيرانية المساجد في اليمن، ففي 18 سبتمبر الماضي حوّل الانقلابيون مسجدا في قرية الجريبة السفلى بمديرية الدريهمي في الحديدة إلى ثكنة عسكرية، واعتلى قناصة سطحه وأحرقوا غرفة الإمام.
وفي 23 أكتوبر الماضي، أكد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، تستخدم المساجد مواقع عسكرية.
وقال المالكي حينها، إن استخدام المساجد كملاجئ للتحصن فيها من قبل الميليشيات، يخالف القانون الدولي والأعراف.
وعلى مدار سنوات الانقلاب على الشرعية في اليمن، عمدت ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى نهب محتويات الكثير من المساجد، في انتهاك صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.