سعوديون يطالبون مجلس الأمن بإحالة تجنيد الأطفال إلى المحكمة الجنائية الدولية
ناشد خبراء حقوقيون ونشطاء سعوديون مجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم ميليشيا الحوثي المتعلقة بتجنيد الأطفال في الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين أن حالات تجنيد الأطفال من قبل الميليشيا قد تضاعفت عشرات المرات عما كانت عليه في بداية اندلاع المعارك، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا من الأطفال.
وقال رئيس الجمعية السعودية لحقوق الإنسان، الدكتور مفلح القحطاني، إن عمليات تجنيد الأطفال في اليمن من قبل جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني تشهد تصاعداً كبيراً، حيث ارتفعت وتيرة توزيعهم على خطوط التماس في الجبهات للمشاركة المباشرة في العمليات القتالية واستخدامهم وقوداً للحرب العبثية.
وأضاف أن على المجتمع الدولي سرعة التحرك لوقف المحرقة التي يتعرض لها أطفال اليمن والتي تعد بحكم القوانين الدولية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أن قوانين الحرب تعتبر تجنيد أو استخدام الأطفال تحت سن 15 عاماً جريمة حرب يتحمل مرتكبوها المسؤولية الجنائية بشأنه.
جريمة حرب
ومن جهته قال أستاذ القانون الدولي الإنساني د. عمر بن محمد الثبيتي، إن إصرار الحوثيين على تجنيد أطفال اليمن رغم المناشدات الدولية والإقليمية يعد جريمة حرب تستوجب التدخل من قبل محكمة الجنايات الدولية، وعلى المعنيين سواء الحكومة الشرعية أو منظمات المجتمع المدني المحلية أو الدولية التي وثقت هذه الحالات أن تنسق مواقفها وأن تقدم كل الأدلة والوثائق التي جمعتها حول هذه الجريمة في ملف موحد إلى محكمة الجنايات الدولية وحث مجلس الأمن على تعيين مدعٍ عام يختص بجرائم الحرب في اليمن.
وأوضح أن الفقرة (هـ) من المادة الثامنة من نظام محكمة الجنايات الدولية تنص على أن (تجنيد الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر إلزامياً أو طوعياً في القوات المسلحة أو في جماعات مسلحة أو استخدامهم للمشاركة فعلياً في الأعمال الحربية ) يعتبر من ( الانتهاكات الخطيرة الأخرى للقوانين والأعراف السارية على المنازعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي).
وشدد الثبيتي على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لوضع حد لهذه الانتهاكات والجرائم الخطيرة، وتقديم مرتكبيها ومن يقف وراءهم إلى المحكمة الجنائية الدولية وإيقاع العقوبات المناسبة على كل من تورط فيها.
خداع وتضليل
أما المفكرة وعضو لجنة حقوق الإنسان السعودية د. سهيلة زين العابدين حماد، فقد ذكرت أن بعض الأطفال المجندين قد تم خداعهم من قبل ميليشيا الحوثي بالادعاء أنهم لن يشاركوا في القتال طويلاً، ولكنهم سيسهمون في حمل الأسلحة والذخيرة وتجهيز الإمدادات اللازمة للجنود، وهذه الأعمال أيضاً تعد تجنيداً للأطفال وترتقي إلى جريمة حرب، وهؤلاء عانوا من ويلات الحرب المرعبة.
وقالت إن مجرد استخدام الأطفال في ميدان المعركة حتى لو كان بطريقة غير مباشرة كنقل الذخائر والمؤن، أو نقل وتداول الأوامر أو استطلاع وجلب المعلومات أو القيام بالعمليات التخريبية أو أعمال التجسس والاستخبارات أو غيرها من النشاطات التي لها علاقات بالمعارك، كل ذلك يعد جريمة حرب.
الحوثي أوقع بـ50 طفلاً دفعة واحدة
كشفت وثيقة حوثية مسربة أسماء أطفال مجندين من مدرسة واحدة قتلوا في جبهات الحوثيين. وقال المحامي والناشط الحقوقي، عبد الرحمن برمان، إن 50 طفلاً من مدرسة "العلم والإيمان " بمديرية بني حشيش، قتلوا جميعاً بعد أن جندهم الحوثيون وأرسلوهم إلى جبهات القتال. ونشر برمان في تغريده على حسابه بموقع " تويتر "، كشفاً بأسماء الأطفال الذين قتلوا من هذه المدرسة وحدها.