الجنرال الهولندي في مواجهة أبناء الملالي.. من يحسم معركة الحديدة؟
رأي المشهد العربي
رغم وصول كبير مراقبي الأمم المتحدة إلى الحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، كثفت مليشيا الحوثي الانقلابية من هجماتها الإرهابية واختراقاتها للهدنة، واستهدفت منازل المواطنين في المدينة بقذائف الهاون.
وتستمر إيران في دعم الحوثيين بالأسلحة، رغم توقيع اتفاقات السويد وصدور القرار الدولي 2451، وهو ما يُصعب مهمة كبير مراقبي الأمم المتحدة في إنهاء الأزمة بالحديدة، حيث إنه لم يعد أمام مليشيا الحوثي الإيرانية إلا تجرع السم والانسحاب من الحديدة ومينائها، وإلا فإن القادم سيكون أمرّ، ولن تقوى على الصمود أمامه أو مواجهته سواء من قبل القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي التي تلتزم حتى الآن الهدنة ووقف إطلاق النار، أو من المجتمع الدولي الذي عقد العزم على ضرورة إنهاء هذه الظاهرة الانقلابية.
وقد تزامنت أولى خطوات طرد عملاء الملالي مع بدء رئيس فريق الأمم المتحدة المكلّف بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت مهمته في المدينة، من خلال زيارة مينائها الإستراتيجي الذي يعتمد عليه ملايين السكان للحصول على الغذاء، ومع انعقاد الاجتماع الأول للجنة تنسيق إعادة الانتشار فإنه يتوجّب على الانقلابيين الانسحاب من مدينة الحديدة بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل.
ومن المؤكد أن تنفيذ اتفاق الحديدة وطرد الجماعة الإرهابية العميلة منها، سوف يتبعه تطبيق هذا النموذج في محافظات أخرى مثل صنعاء وتعز، لتطهير اليمن من هذا الكابوس، ووضع نهاية لانقلاب دموي أراد خطف اليمن وتحويله إلى بؤرة للإرهاب، إلا أنه أخفق في تنفيذ مشروعه التدميري بفضل أبناء اليمن، ومساندة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات.
وتركزت محاولات تسلل الحوثيين على جبهة الجيش في سوق الحلقة وسيتي ماكس شرق المدينة، وسط استمرار المشاورات لتحديد زمان ومكان عقد أول اجتماع للجان المشتركة لتنفيذ اتفاقية السويد.
وأكد القيادي في ألوية العمالقة مأمون المهجمي أن الخروقات لم تتوقف، ورصدنا 167 انتهاكا منذ بدء الهدنة، قائلا: إن المليشيا كثفت هجماتها الإرهابية التي شملت مركز المدينة والمديريات التابعة له، واستخدمت في هجماتها مختلف أنواع الأسلحة ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين من القوات، وجرحى من المدنيين الذين قصفت منازلهم في مديرية حيس وقرية منظر.
واعتبر أن تراجع هجمات الحوثيين بعد الهدنة، لا يعود إلى التزامهم، بل إلى سحب عناصرهم لتغطية الفراغ في جبهات أخرى، فيما بقية العناصر لا تزال تمارس الاعتداء بشكل يومي.
بدوره، كشف المتحدث باسم لواء العمالقة وضاح الدبيش أن القوات المشتركة تجهز أكثر من 5 آلاف رجل أمن لإحلالهم مكان مليشيا الحوثي والقوات الحكومية في الحديدة، لافتا إلى أن غالبيتهم من منتسبي أجهزة الأمن المركزي والشرطة قبل الانقلاب وأقصتهم المليشيا من وظائفهم بعد سيطرتها على الحديدة، وجميعهم يتمتعون بخبرات عسكرية وتدريب عال.
وأوضح الدبيش أن هذه القوات ستملأ الفراغ بعد انسحاب الحوثي من الحديدة ومديرياتها؛ وفقاً لاتفاقية السويد على مرحلتين، وستكون من مهامها تأمين مداخل ومخارج المدينة والمحافظة والمنشآت الحكومية.
ولفت إلى أن تلك القوات جاهزة وتم رفدها بكافة الإمكانات العسكرية والمتطلبات الأمنية لتنفيذ مهامها، متوقعاً أن يتم استدعاؤها عقب عقد اجتماع اللجنة المشتركة والشروع في نزع الألغام الحوثية.