علاقة هادي والإخوان.. بدأت قوية وتقهقرت إلى درجة الانقلاب

الأحد 30 ديسمبر 2018 20:00:00
علاقة هادي والإخوان.. بدأت قوية وتقهقرت إلى درجة الانقلاب
رأي المشهد العربي  
دخلت العلاقة بين حزب الإصلاح الإخواني والرئيس عبدربه منصور هادي في نفق مظلم خلال الفترة الأخيرة وهوما ظهر جلياً من خلال مجلس النواب والتمرد الخاص بالإخوان على توجهات هادي.
وكشفت مصادر عن سر انقلاب قاده حزب الإصلاح خلال الفترة الأخيرة على هادي ومساعيه لإعادة تفعيل مجلس النواب، مشيرةً إلى أن حزب الإصلاح رفض مساعي الرئيس هادي في تنصيب محمد علي الشدادي رئيساً للمجلس بصورة رسمية، حيث أقدم الحزب على تكوين اصطفاف مكون من كتلته البرلمانية وآخرين موالين له لإحداث انقسام كبير داخل المجلس.
ولفتت إلى أن حزب الإصلاح صعد من الانقسام داخل المجلس وبات يسعى ليكون القوة الأكبر للهيمنة على المجلس وتنصيب شخص موالي له وفرض الأمر الواقع على الرئيس هادي، يأتي هذا في الوقت لذي عقدت الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح اجتماعاً لها في مقر تواجدها بالرياض، حيث أعلنت عن انتخاب قيادة جديدة للكتلة البرلمانية في مجلس النواب.
والعلاقة بين هادي والإخوان مرت بمراحل مختلفة بدأت بتحالف قوي بين علي محسن الأحمر ومنصور هادي منذ عام 2012، لكن يبدو أن المرحلة الحالية تشهد تخبط كبير بين الطرفين.
وظلت علاقة الأحمر وهادي قوية ومتينة مقارنة بالمعاملة المهينة التي كان صالح وأبناءه يعاملون بها عبدربه منصور هادي، لكن جاءت ثورة الشباب وحاول هادي الإنسلاخ من نظام صالح لكن السفارة البريطانية التي يرتبط بها هادي نصحته بالبقاء ليكون وريثًا لنظام صالح وحامي التوازن مع القوى الإسلامية التي يرتبط بها الجنرال علي محسن.
واستخدم علي محسن الأحمر كل ثقله وتأييده الشعبي والسياسي والعسكري لدعم هادي في مواجهة أعدائه لكن الأمور بدأت خلال الفترة الأخيرة تدخل في مرحلة جديدة خاصةً مع رفض هادي ممارسات الإخوان والتي وصلت لأقصاها .
وقالت مصادر يمنية إن هادي يعمل حاليا على تصويب العلاقة مع دول التحالف العربي ورفع الغطاء عن المسؤولين الحكوميين الذين قادوا حملة على الإمارات تحت مظلة الحكومة اليمنية لفائدة الإخوان ومن ورائهم قطر.
وأشارت المصادر إلى أن جماعة إخوان اليمن عملت على استثمار التركيز السعودي على قضايا إقليمية ودولية متعددة في نفس الوقت للإيهام بوجود فجوة بين الرياض وأبوظبي، لكن حاول هادي توجيه رسالة قوية إلى جماعة الإصلاح بأن السعودية ليست متفرغة للمناكفات، وأن رؤيتها للملف اليمني ترتبط بضوابط كبرى بينها حماية الأمن الإقليمي والوقوف في وجه التمدد الإيراني.
-ومن الواضح أن الرسالة قد وصلت إلى الإخوان الذين اعتراهم قلق كبير عبرت عنه مواقفهم وتغريداتهم، سببه أن السعودية حثت هادي على عدم التمادي في مسايرة الحملة الإخوانية في موضوع عداوتها للإمارات، لكن يبدو أن هادي بدأ في تعديل بوصلته نحو الإمارات والسعودية وإعطاء ظهره إلى الإخوان بصورة كبيرة.
وبعيداً عن الأزمة التي توسعت خلال الأزمة الأخيرة فإن الدور الإخواني بدأ ينحصر فعلياً في تقديم المساعدات الإنسانية.
ويبدو أن الدور الإخواني في اليمن يحاول تقمص الشكل الإنساني من أجل خداع المنظمات والقوى التي تراقب الصراع في الداخل.
ونفذت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، في اليمن خلال ست سنوات 93 مشروعا في مجالات مختلفة.
وتلك الوكالة لها دور رئيسي في انتشار الإخوان داخل اليمن من خلال تنفيذ مشاريع خيرية تحمل اسم تركيا والإخوان.
وافتتحت الوكالة مكتبًا لها في اليمن عام 2012، والذي نفذ 93 مشروعا في مجالات عدة على رأسها الصحة والتعليم والزراعة والبنية التحتية، بين 2012 – 2018.
والمشاريع التي نفذها المكتب شملت كافة القطاعات لضمان وصول الشعارات الإخوانية لكافة المنازل فقد تضمنت 25 مشروعًا في مجال التعليم، و15 مشروعًا صحيًا، و8 ثقافيًا، و23 في مجال البنية التحتية، و17 في مجال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى 5 في القطاع الزراعي والحيواني.
والمتابع للمشهد يتضح له أن ذهاب الإخوان ومنظماتها نحو البعد الإنساني هو قلة حيلة في ظل انقلاب حكومة هادي عليها.