أبرزهم الصماد وأبو عدي وأبو مقداد.. 2018 عام الحصاد لرؤوس المليشيات
رأي المشهد العربي
تعرضت مليشيات الحوثي الإرهابية لانتكاسات كبيرة خلال عام 2018 المنصرم، وخسرت العديد من قياداتها وعلى رأسهم صالح الصماد رئيس ما يُسمى "المجلس السياسي الأعلى للحوثيين".
ولقي الصماد مصرعه مع عددٍ من مرافقيه في 19 أبريل الماضي بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي في مدينة الحديدة، وشكل مصرعه ضربة كبيرة للمليشيات باعتباره من قيادات الصف الأول لها والمطلوب الثاني؛ خلف زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي؛ في القائمة السوداء التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتضم 40 شخصا من قيادات ومسؤولي مليشيا الانقلاب.
وتعرضت المليشيا الحوثية خلال 2018، لأكبر عملية استنزاف في مقاتليها الذين تساقطوا في جبهات مختلفة، كما فقدت السيطرة على جبهات نوعية بمحافظات شبوة والضالع ولحج، جنوبي البلاد، وصعدة والحديدة والبيضاء، شمالي البلاد.
ورغم حالة التكتم الشديد التي تفرضها المليشيا في الكشف عن قتلاها، يبرز إسم سفر الصوفي المطلوب رقم 15، وأحمد دغسان (22)، ومبارك المشن الزايدي (33)، وعلي ناصر قرشة (40)، كأبرز الأسماء التي تم القضاء عليها، فيما لا تزال الشكوك تحوم حول قيادات أخرى.
جبهة الحديدة احتلت صدارة الجبهات في استنزاف وحصد أرواح قيادات الحوثي الميدانية تليها صعدة ثم البيضاء وتعز وحجة والضالع ومأرب على التوالي.
وعلى المستوى العسكري تعرضت المليشيات لهزائم كبيرة على يد الجيش والمقاومة في عدد من الجبهات حيث تمكنت قوات العمالقة في مدينة الحديدة الاستراتيجية، في تحقيق انتصارات عديدة على المليشيات وأجبرتها على الموافقة على الجلوس للمفاوضات التي راعتها الأمم المتحدة في السويد .
نتائج الضغط والعمل الجماعي العسكري أدى إلى انسحاب المليشيات من الحديدة والتغير الملاحظ في لغة المليشيات إلى الجنوح إلى الاستسلام.
وشمل الضغط العسكري لقوات التحالف استهداف القيادات ومراكز القيادة والسيطرة وطرق وقوافل الإمداد ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار وإحباط عمليات الهجوم بالزوارق البحرية المفخخة.
أكثر من أربعة عشر جبهة انهزمت فيها المليشيات أمام زحف قوات التحالف والتي جعلت الحوثى يدرك أن مصير الحديدة بات محسومًا لصالح قوات التحالف والشرعية.
تهاوى قوات المليشيات في جبهات صعدة ومأرب وصنعا والبيضاء وتعز وحجة وميدى، أوهن قواتهم فى الحديدة وأحبط مقاتلوهم ومهد الطريق للتوقيع فى مشاورات السلام.
وتعد أشهر يونيو وأغسطس ونوفمبر، الأكثر تسجيلا لقتلى الحوثيين خلال العام 2018، وربما طيلة السنوات الأربع الماضية منذ الانقلاب وفق تقديرات مصدر مطلعة.
ومن بين أهم القادة الميدانيين الذين قتلوا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يبرز إسم علي محمد بدير المكنى "أبو عدي" قائد ما يُسمى فرقة التدخل السريع، وعلي أحمد المعوضي المُكنى بـ"أبو مقداد" قائد ما تُسمى كتيبة "قوات النخبة"، ومبخوت صالح سلامة مساعد قائد الأمن المركزي في صنعاء، ومحمد عبد الرقيب المنصور قائد "كتائب البدر" التي تلقت تدريبات في إيران.
ويعد أكبر اختراق حققته قوات الشرعية بدعم من التحالف الداعم لها فهو تقليص السيطرة الحوثية على الأرض في الساحل الغربي، وفي مناطق واسعة من محافظة صعدة، وهو الأمر الذي أجبر الميليشيات المدعومة من إيران على الرضوخ لتبادل الأسرى والمعتقلين وفتح الممرات الإنسانية في محافظة تعز، وهو الاتفاق الذي شدد عليه القرار الأممي "2451" الداعم لاتفاقات السويد، التي يرى فيها كثير من المراقبين للشأن اليمني الخطوة الأولى نحو إحلال السلام واستعادة الشرعية واستئناف العملية السياسية الانتقالية بموجب القرار الأممي "2216".
وفي 13 يونيو، شن التحالف العربي حملة عسكرية ضخمة لانتزاع السيطرة على ميناء الحديدة من قبضة الحوثي فيما سيطرت القوات المشتركة على العديد من المناطق الاستراتيجية في المدنية ودفعت المليشيات إلى الهروب في أماكن بعيدة وطلب الهدنة.
وفي نفس اليوم طلبت بريطانيا اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الأخيرة في اليمن بعد الهجوم العسكري على مطار الحديدة.
وفي 15 يونيو دعا مجلس الأمن في جلسته الطارئة لإبقاء ميناء الحديدة اليمني مفتوحًا في ضوء استمرار عمليات قوات التحالف للسيطرة على الميناء.
وخلال نوفمبر المنصرم، استهدف التحالف العسكري العربي قاعدة الديلمي الجوية ومواقع لإطلاق الصواريخ في صنعاء، كما تقدمت قوات التحالف باتجاه مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
وفي 7 نوفمبر رفض زعيم الحركة الحوثية في اليمن عبد الملك الحوثي الاستسلام لقوات التحالف بالرغم من إقراره بهزيمة قواته في معركة الحديدة.
واستطاعت القوات المشتركة بإسناد من التحالف العربي، تكبيد الميليشيات الحوثية آلاف القتلى والجرحى منذ انطلاق عمليات تحرير الحديدة والساحل الغربي.
ونجحت كذلك في تضييق الخناق على الميليشيات في الجزء الشمالي من السهل الغربي، حيث مديريات ميدي وحرض وحيران في محافظة حجة الحدودية، مستعيدةً أغلب مناطق المديريات الثلاث مع تقدمها باتجاه مديرتي مستبأ شرقًا وعبس جنوبًا.
كما التهم عام 2018 أيضا أرواح المئات منهم، بينهم خبراء عسكريون من إيران ولبنان والعراق، وفقا لمصدر مسؤول في الجيش.
ولقي ما يزيد عن 570 من القادة الميدانيين لمليشيا الحوثي مصرعهم خلال الفترة من يونيو وحتى منتصف نوفمبر 2018 فقط.