شبح المجاعة يهدد اليمن.. المليشيات تنهب والحكومة محلك سر
جاء إعلان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بحصوله على أدلة تكشف عن سرقة مليشيات الحوثي الانقلابية للمساعدات الإغاثية المقدمة لليمن،والاستيلاء على شحنات الطعام من أفواه الجائعين،لينذر بخطر كبير يعرّض حياة الملايين من الشعب اليمني إلى خطر المجاعة.
بيان برنامج الغذاء العالمي أكد أن مليارات الدولارات تُنفق على المساعدات الغذائية لليمن، لكنها تُسرق من أفواه الجوعى؛ ما جعل ملايين اليمنيين على بُعد خطوة الآن من المجاعة.
وطالب برنامج الغذاء العالمي بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن، بعد الكشف عن أدلة تثبت حدوث هذه الممارسات من قِبل مليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد.
وقالت التقارير الأممية إن أكثر من22 مليون شخص أصبحوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم أكثر من 11 مليونًا بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت أن قرابة 18 مليون يمني في جميع أنحاء البلاد لا يعرفون كيف يحصلون على وجبتهم القادمة يوميًا.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة -في تصريحات سابقة- أنه كل 10 دقائق، يموت طفل دون سن الخامسة في اليمن بسبب مرض كان من الممكن تفاديه، فيما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو مليون و800 ألف طفل يمني يعانون من سوء التغذية.
الحكومة لم تتأخذ بدورها أي إجراء لحماية قوت الناس، ولولا إعلان برنامج الغذاء العالمي لهذه الفضيحة، ما كانت الحكومة لتحرك ساكنًا، حيث اكتفت ببيان على لسان وزارة الخارجية يشيد بالإجراءات التي أعلنها برنامج الغذاء العالمي لإيقاف عبث المليشيات الحوثية بالمعونات الإغاثية.
ولفت البيان إلى أن "صمت وتجاهل بعض المنظمات العاملة في المجال الإغاثي في اليمن شرعن ممارسات المليشيات الحوثية المتمثلة في نهب المساعدات، واعتقال وتهديد العاملين في المجال الإنساني، واستخدام شركاء محليين يعملون لصالحها، وتسخير المعونات لدعم مقاتليها في الجبهات، وهو ما يخل بمصداقية العمل الإنساني، ويعقد الوضع، ويطيل أمد الحرب في اليمن".
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني-في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية- إن بيان برنامج الغذاء العالمي يشير إلى أن مليشيات الحوثي تمارس التجويع المتعمد للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها لتزيد من معاناتهم، وهو ما يعطيها فرصة لاستغلال هذه المعاناة عبر المحافل الدولية لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
وأضاف أن المليشيات الحوثية تتعمد حرمان ملايين اليمنيين من المرتبات، ومصادر كسب الرزق، والمساعدات التي تُقدم من الدول المانحة؛ مما يزيد من معاناتهم، ويدفع كثير منهم للمشاركة في الحرب، بعدما فتحت باب التجنيد والالتحاق بالجبهات كخيار وحيد لكل من فقد مصدر دخله.
وتابع الإريانيأن مليشيات الحوثي استحدثت كيانات ومنظمات محلية تابعة لها، وبعضها ذات طابع ديني طائفي، تعمل على تلقف المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية وتعيد توجيهها لأنصارها وللمقاتلين في الجبهات، أو تستغلها لنشر فكرها المتطرف بين المواطنين اليمنيين، وبهذا تصبح هذه المساعدات سببًا في إطالة أمد الصراع والمعاناة بدلًا من أن تكون مصدرًا للحياة.
ودعا وزير الإعلام المنظمات إلى تعزيز الشفافية في أعمالها، والعمل على نقل مكاتبها في أقرب وقت ممكن إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ بما يساعدها على ممارسة أعمالها بكل شفافية وحيادية ودون قيود تفرضها مليشيات الحوثي الانقلابية.
وفي السياق، أكد بيان برنامج الغذاء العالمي أن السعودية والإمارات والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أنفقت في العام 2018 أكثر من 4 مليارات دولار كمساعدات في اليمن.
وكشفت دراسة استقصائية أجراها برنامج الغذاء العالمي على مستفيدين مسجلين عن أن العديد من سكان صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية.
وفي مناطق أخرى، حُرِم الجوعى من حصصهم بالكامل، في وقت يعتمد فيه الملايين على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، وكشفت مراجعة أجراها برنامج الغذاء العالمي خلال الأشهر الأخيرة عن تلاعب المليشيات الانقلابية في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية.
وخلال حملات الرصد التي أجراها برنامج الغذاء العالمي، قام مسؤولو البرنامج بجمع عدد من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة التي تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصصة.
واكتشفوا أيضًا أن مسؤولين من مليشيات الحوثي يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين، ويتم تزوير سجلات التوزيع، ومنح المساعدات لأشخاص غير مستحقين لها، وبيع بعضها في الأسواق لتحقيق مكاسب.
وهدّد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي مليشيات الحوثي الانقلابية بأنه في حال عدم امتناعها عن مثل تلك الممارسات، "فلن يكون لدينا خيار إلا التوقف عن العمل مع الذين يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه"،قائلًا: "سنواصل التحقيق والعمل على معالجة هذه الثغرات التي أدت إلى ما حدث من سوء استخدام للمساعدات الغذائية".
وثمّن وزير الإعلام الموقف الصادر عن برنامج الغذاء العالمي الذي كشف عن تلاعب مليشيات الحوثي بالمساعدات الغذائية، وسرقتها من أفواه الجوعى، وتزوير كشوفاتها، وتوزيعها على أتباعها وغير المستحقين، لافتًا النظر إلى أن التقرير -وإن تأخر- يشير إلى حرص المنظمة على وصول المساعدات لمن يستحقها.
التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات سارع بدوره إلى إنقاذ اليمنيين من خطر المجاعة، حيث أعلنيوم الأربعاء إصدار 10 تصاريح لسفن متوجهة إلى الموانئ اليمنية، إضافة إلى 138 تصريحًا لعبور مواد إغاثية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط تعطيل من قِبل مليشيات الحوثي، في خرق واضح لاتفاق السويد.
وأوضح التحالف أن السفن المتوجهة إلى ميناءي الحديدة والصليف تحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية.
وأضاف: "لا تزال هناك 4 سفن تنتظر دخول ميناء الحديدة منذ 12 يومًا"،منوهًا بأنه تم إصدار 31 تصريحًا جويًا، وتصريح واحد بري، و87 تصريحًا لحماية القوافل.
وعلّق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيةالدكتور أنور قرقاش على تقرير برنامج الغذاء العالمي، قائلًا: "إن تقرير برنامج الغذاء العالميحول متاجرة المليشيات الحوثية بالمساعدات الغذائية العاجلة للشعب مهم، ويوثّق هذه الممارسات، والحقيقة أنالحوثي في حربه ضد الدولة والشعب اليمني استخدم العنف والأطفال والألغام والغذاء، وآن الأوان للمنظمات الأخرى أن تكون بنفس الوضوح".
وأضاف:"وإليكم تصريح مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزليحول الممارسات الحوثية الذي يبيّن أن هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجوعى، في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، هذا أمر شنيع، يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".