قطر وإيران.. وآلية تمهيد الطريق لعودة داعش بالعراق (تقرير)
الأربعاء 9 يناير 2019 03:58:26
تأتي التفجيرات التي تشهدها مدينة تكريت العراقية في محافظة صلاح الدين، لتؤكد عودة تنظيم داعش الإرهابي الممول قطريًّا بقوة مجددًا إلى الأراضي العراقية، وذلك ليفتح الذرائع أمام الميلشيات الطائفية المسلحة لاستهداف القوات الأمريكية بحجة مقاومة الإرهاب.
ولكن هذه المرة، تسعى قطر ومن خلفها إيران لإحداث الفوضى وإثارة الفتنة من خلال الإيقاع بين القوات الأمريكية وأبناء أهل السنة، خاصة أن الاستعدادات الأمريكية لبناء قواعد عسكرية جديدة في كركوك وصلاح الدين، تضع حدًّا أمام جرائم الميليشيات الشيعية المسلحة.
وكانت العديد من التقارير الدولية قد كشفت عن تورط بعض الشخصيات القطرية في دعم الجماعات الإرهابية في العراق بشكل مباشر، ويأتي على رأسهم عبد الرحمن بن عمير النعيمي، المتهم بتحويل 1.5 مليون دولار شهرياً إلى مسلحي «القاعدة» بالعراق.
وبحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام مختلفة عن رئيس المجلس الموحد لعشائر بغداد والمحافظات الـ 6 رعد السليمان، أغدقت قطر أموالها بسخاء في العراق في سبيل إثارة القلائل وتقويض جهود الاستقرار.
وعندما نجح تنظيم داعش الارهابي في السيطرة على مدينة الموصل في 2014، حرصت قناة الجزيرة القطرية على الترويج للتنظيم الإرهابي ولقياداته، بزعم أنه تنظيم إسلامي يهدف لحماية المكون السني.
وبعدما تمكن الجيش العراقي من تحرير الموصل بالكامل وتطهيرها من عناصر التنظيم الإرهابي، عثر بعض الجنود على لوحات سيارات صادرة من قطر، وكشف مسؤول إحدى اللوحات في معرض بغداد الدولي الذي أقيم بعد تحرير الموصل.
كما اكد شعلان الكريم، شيخ عشائر البوعيسي، أن قطر مارست التخريب في العراق منذ عام 2003، مؤكداً أن الدعم القطري للإرهاب في بغداد لم يتوقف.
وأن الدوحة دعمت تمويل الميليشيات بالمال والسلاح، وتسببت في إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء المكونات العراقية. كما أوضح أن قناة الجزيرة الإرهابية، دعمت أهداف قطر وإيران لخدمة تنظيم "داعش"، وعملت على تحسين صورة التنظيم الإرهابي بالإصرار على استخدام مسمى "الدولة الإسلامية" عند نشر بياناته التخريبية، فضلاً عن أنها عملت على إدارة مشهد الانقسام الطائفي من خلال خطابها الإعلامي، مكررة ما حدث في زمن حكومة علاوي عندما قامت القناة بزيادة وتيرة سموم الطائفية، وتحريضها للشباب للقتال، وبثت أفلاماً تابعة لـ« تنظيم القاعدة» والفصائل التي تميل للتنظيم، والتي تحرض على العنف والاقتتال.
ويرى مراقبون للمشهد العراقي، أن داعش الممولة قطريا عادت مِن جديد وهي من تقف وراء هذه الانفجارات في تكريت؛ لكي تبرر تقدم الحشد الإرهابي نحو القواعد الأمريكية وتحويل المعركة مجددًا بين السُنة والأمريكان.
وكانت وزارة الصحة، أعلنت عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن “الحصيلة النهائية لانفجار سيارة مفخخة في مدينة تكريت بلغت قتيلين وإصابة ستة آخرين”.
من جهته، أكد مركز الإعلام الأمني في بيانه، إن “القوات الأمنية وخلال عملية التفتيش في سيطرة الأقواس بمدينة تكريت اكتشفت السيارة المفخخة والتي هي من نوع بيك آب، وقام الإرهابي الذي يقودها بتفجيرها وهو بداخلها”.
وأفاد مصدر أمني في وقت سابق، بأن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 10 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في سيطرة الأقواس بمدينة تكريت شمالي محافظة صلاح الدين.
وتشهد محافظة صلاح الدين المستعادة من تنظيم داعش، استقرارًا أمنيًا نسبيًا، إلا أنها تشهد خروقات أمنية بين فترة وأخرى، تسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
يشار إلى أن وسائل إعلام محلية وعالمية، قالت إن القوات الأمريكية تعتزم إنشاء ثلاث قواعد عسكرية في محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وأوضحت وسائل الإعلام، أن القاعدة الأولى ستكون في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين داخل قاعدة الصينية الواقعة قرب المصفى مقر لواء 14 سابقًا، فيما ستكون القاعدة الثانية في منطقة الفتحة الفوج الثاني سابقًا، بينما القاعدة الثالثة ستتواجد في (كي وان) بمحافظة كركوك.
وأشارت، إلى أن شركات أمريكية ستباشر عملها في إعادة بناء البنية التحتية لمحافظة صلاح الدين.
وهددت ميليشيا عصائب أهل الحق الطائفية، المقربة من إيران، باستهداف القوات الأمريكية في العراق.
وأكدت الميليشيا التي يتزعمها الإرهابي قيس الخزعلي، أنها رصدت انتشار وتحركات جديدة للقوات الأمريكية داخل العراق، مهددة بضرب تلك القوات في حال عجزت الحكومة والبرلمان عن التصرف.
وقال الإرهابي جواد الطليباوي، المتحدث العسكري باسم الميليشيا، إنه لا يخفى على أبناء الشعب، أن تجوال الجنرال أوستن، في شوارع بغداد، يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد، وهو تعد وتحد لإرادة الشعب الرافضة لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية.
وأضاف في بيان صدر عنه: “إننا ننظر بعين الغضب إلى الجولة التي قام بها نائب قائد عمليات الجيش الأمريكي في شوارع بغداد.
وحذر مراقبون، أبناء أهل السنة من الانسياق وراء الدعوات المضللة التي تشنها وسائل الإعلام الموالية لإيران، من أن القوات الأمريكية هي قوات محتلة، مشددين على ضرورة تقديم كل أنواع الدعم للجنود الأمريكيين في مواجهة داعش والميلشيات الطائفية.