في الأزمة اليمنية.. الحل العسكري لا مفر
الخميس 10 يناير 2019 20:00:09
رأي المشهد العربي
كافة المؤشرات والأحداث على أرض الواقع تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن ميليشيات الحوثي الانقلابية لا عهد لها، وأن الإرهاب الحوثي نبتة شيطانية، زرع بذوره في أرض اليمن الذي كان قبلهم مستقرا، لكن بعد 4 سنوات، أثبتت كافة المشاورات التي تعقدها الأمم المتحدة أن التفاوض مع أبناء الملالي مضيعة للوقت.
عدد الخروقات الكبيرة التي قامت بها ميليشيات الحوثي لاتفاقات السويد وغيرها من قبل يؤكد أن هذه الميليشيات عندما أقدمت على توقيعها لم تكن تنوي الالتزام بها أبدًا، بل إن تلك الخروقات بدأت بعد التوقيع بسويعات قليلة، وهو ما يرجح أهمية عودة العمليات العسكرية من جديد وتنفيذها بغطاء دولي، لأن الاستمرار في تلك الأكاذيب الحوثية بمثابة مضيعة للوقت.
وكشفت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن أن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران مستمرة في خروقاتها لاتفاقات السويد التي من بينها وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وبلغ الرقم الكبير المعلن من التحالف للخروقات 200 خرق منذ بدء الاتفاق، بمعنى 100 خرق في الأسبوع، أي أكثر من 14 خرقًا في اليوم الواحد منذ توقيع الاتفاق بين هذه الميليشيات والحكومة بواسطة الأمم المتحدة في السويد.
وقد رفعت السعودية والإمارات واليمن رسالة بشأن تلك الخروقات الكثيرة إلى مجلس الأمن الدولي مؤخرًا، مؤكدة أن المتمردين الحوثيين يمتنعون عن الالتزام باتفاق السويد، وأنهم شنوا هجمات بما في ذلك استمرار إطلاق النار من قناصتهم على الشعب، وإطلاقهم صواريخ باليستية متوسطة المدى في الحديدة حتى بعد الموافقة على الاتفاق، وكان عن قصد من الدول الثلاث وضع مجلس الأمن في الصورة لتؤكد أن ما يقوم به المجتمع الدولي من مساعٍ بشأن التفاهم مع هذه الميليشيات الانقلابية لا طائل منها، ولا يرتجى منها الخير لليمن وشعبه.
الحل العسكري
وقال محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر إن اتفاق السويد قدم فرصة ثمينة إلى الحوثيين، وكان بمثابة طوق نجاة لخروجهم وإنقاذ عناصرهم من الحديدة بعد قرب القوات المشتركة والمقاومة من عمل كماشة عليهم وحصارهم في الميناء فقط.
وأضاف أن ميليشيات الحوثي الانقلابية استهترت باتفاق السويد من أجل الضغط وتمرير الانسحاب الوهمي، موضحًا أن الميليشيات تمارس سياسة التحايل تجاه تنفيذ الاتفاق، في استمرار واضح لعدم الالتزام بالاتفاقات الدولية، وذلك بغية إبقاء سيطرتها على ميناء الحديدة.
ورأى محافظ الحديدة أن فرصة كاتفاق ستوكهولم لن تتكرر، وأن ميليشيات الحوثي إذا أضاعتها، فستندم ندمًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن إصرار الحوثيين على البقاء هو انتحار جماعي لمجاميعهم، لا سيما أن خروجهم من المدينة لا مفر منه.
وتابع أن الانقلابيين يرفضون إحلال السلام، ويماطلون في تنفيذ بنود اتفاق السويد، بداية من عدم الالتزام بإعادة الانتشار، ورفض نزع الألغام التي تعيق مرور المساعدات، إلى جانب مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.
وطالب محافظ الحديدة المجتمع الدولي، لا سيما الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بضرورة الرد بقوة على مسرحية الحوثي، وأن تضع حدًا لهذا الاستهتار والتعنت الذي يفاقم مأساة المدنيين اليمنيين.
المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث بعد تكرار فشل التفاوض مع الميليشيات عليه أن يتعظ من أفعال الحوثي السابقة معه، ولعل أبرزها أن تلك الميليشيات جعلت هذا المبعوث ينتظر في جنيف ثلاثة أيام من أجل حوار ومحادثات مع الحكومة الشرعية تحت رعايته، ولكنها لم تحدث، فقتلت تلك المحادثات في مهدها، لذلك لا فائدة من زيارته لقادة المتمردين ولقائه بهم، فاليمن لن يستقر وهذه الميليشيات لن تجنح للسلم أبدًا طالما تتلقى الأوامر والتوجيهات والدعم من النظام الإيراني المعروف بمراوغاته وكذبه على الجميع وأطماعه في المنطقة.
كل مراوغات الحوثي أكدت أن اتفاق السويد ما هو إلا حبر على ورق بالنسبة للميليشيات الموالية لإيران، وأن الأخيرة لم ولن تلتزم بأي اتفاق أو معاهدة أو صلح، فليس في يدها الحل والربط، بل هي تنقاد من النظام الإيراني فقط دون سواه، لذلك فإن الأمم المتحدة بكل أجهزتها لن تنجح في تغيير الوضع اليمني الحالي، وإن زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن لميليشيات الحوثي ما هي إلا مضيعة للوقت، وهذا ليس في صالح الشعب اليمني الذي لا يزال يعاني من تلك الميليشيات، وستستمر هذه المعاناة إن أصر المجتمع الدولي على اعتبار أن ميليشيات الحوثي جماعة يمكن التفاهم أو التحاور معها، والوثوق فيها في اتفاق هي طرف فيه، والدليل اتفاق السويد.