جارديان: الحوثيون يؤججون التوتر في اليمن
ترجمة خاصة لـ(المشهد العربي)
سلّطت صحيفة (جارديان) البريطانية الضوء على أن مليشيات الحوثي الانقلابية - الموالية لإيران – تهدد بشن مزيد من الهجمات بطائرات مسيرة، عقب الهجوم الدامي الأسبوع الماضي على عرض عسكري للقوات الحكومية الذي أودى بحياة سبعة أشخاص؛ الأمر الذي يؤجج التوتر بين طرفي الصراع، ويهدد جهود الأمم المتحدة للتوسط في عملية السلام في اليمن.
ونقلت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) – عن المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع قوله: "إن الهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في محافظة لحج - الذي أسفر عن مقتل عدة أشخاص - هو عملية مشروعة"، مشيرًا إلى أن المليشيات تقوم ببناء مخزون من الطائرات المسيرة المصنعة محليًا.
وأضاف سريع، للصحفيين في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية: "سيكون لدينا في القريب العاجل مخزون استراتيجي لشن أكثر من غارة بطائرات مسيرة في جبهات معارك متعددة في نفس الوقت".
وأشارت الصحيفة إلى أن بيان الحوثي يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا المضي قدمًا نحو السعي إلى تفويض معزّز لمهمة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في منطقة ميناء الحديدة، على الرغم من اتهامات الحكومة اليمنية - المدعومة من السعودية - بأن الحوثيين لم ينفذوا الاتفاقات المبرمة بين الطرفين خلال المحادثات التي عُقدت في عاصمة السويد ستوكهولم الشهر الماضي.
وقد تُوفي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء محمد صالح طماح، جراء إصابته في الهجوم الحوثي بطائرة مسيرة على قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج، حيث كان الهجوم خارج منطقة وقف إطلاق النار، لكن أدانته الولايات المتحدة الأمريكية على أنه خرق لروح اتفاق ستوكهولم.
وفي تطور آخر مثير للقلق، قاطع المفاوضون الحوثيون اجتماعًا لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار (لجنة تنسيق إعادة الانتشار)، قائلين: "إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن يستخدم اللجنة لتنفيذ مخططات أخرى".
ومع ذلك، تخطط بريطانيا لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل لمنح فريق الأمم المتحدة في الحديدة تفويضًا جديدًا بعد انتهاء التفويض الحالي في 21 يناير الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن التفويض الجديد سيمنح مهمة الأمم المتحدة - التي يُشرف عليها الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت – صلاحيات معزّزة لمراقبة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وإعادة الانتشار المتبادل للقوات من الحديدة، وميناءَي سليف ورأس عيسى.
وستناقش البعثة أيضًا مع الطرفين كيفية مراقبة الأمن في مدينة الحديدة والموانئ من خلال "قوة أمنية محلية جديدة وفقًا للقانون اليمني"، وهي عبارة غامضة في اتفاق ستوكهولم يفسرها الطرفان بشكل مختلف حتى الآن، إذ تقول الحكومة اليمنية إن المقصود من الاتفاق هو أن تبدأ قواتها في مراقبة المدينة، وهو أمر يرفضه الحوثيون الذين يسيطرون حاليًا على المدينة، ويُعد ميناء الحديدة شريان الحياة للمساعدات بأنحاء اليمن.
ومن المحتمل أيضًا أن يؤدي القرار الجديد إلى زيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة القادرين على مراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار، بوجود فريق كامل مكوّن من 75 شخصًا، وقد يتم اختيار المراقبين من بعثات الأمم المتحدة الأخرى الموجودة في اليمن أو إرسالهم إلى البلاد لهذا الغرض المحدد، حيث يتهم كلا الجانبين الآخر بممارسة انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار.
ولا تزال القضايا الرئيسية تتعلق بالحصول على الإمدادات الإنسانية، وإدارة ميناء الحديدة، وانسحاب المليشيات الحوثية من المدينة، وتشكيل قوة أمنية جديدة، ولن ينكر الكثير من الدبلوماسيين أن الاتفاق يتم الوفاء به جزئيًا فقط، حتى لو كانوا يقولون إن مستويات العنف في المنطقة قد انخفضت.
وتُعد منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية هي واحدة من بين العديد من المنظمات التي تخشى أن يؤدي الغموض حول وقف إطلاق النار إلى انهياره، وقد حذرت رئيسة قسم السياسات والمناصرة لدى أوكسفام في العاصمة اليمنية صنعاء دينا المأمون مؤخرًا، قائلة: "توجد مشكلة في الاتفاق الفعلي، وهو أمر غامض في الواقع، كان ينبغي على الأمم المتحدة أن توضح هذه القضايا الأساسية التي تكمن في صميم الاتفاق: من الذي يحتاج إلى تسليم ماذا ولمن".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "بصفتها مراقبة للوضع في اليمن في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، فإن المملكة المتحدة مصممة على دعم الاتفاقات المهمة التي تم التوصل إليها في ستوكهولم نهاية عام 2018، وسيكون القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي بإنشاء بعثة أممية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة بمثابة خطوة أخرى إلى الأمام، هذا صراع من صنع الإنسان، وستكون له حلول من صنع الإنسان، نحن نعمل بجد لدعم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، ونحث جميع الأطراف على الحفاظ على دعمهم لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة".
واعتبرت الصحيفة أن إحدى الصعوبات تكمن في أن وقف إطلاق النار لا يشمل جميع أنحاء البلاد، لذلك فإن هجوم الحوثيين على قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج باستخدام طائرات مسيرة لم يكن من الناحية الفنية خرقًا لاتفاق استكهولم، ولكنه يعمل على زعزعة الثقة بين الجانبين.
وقد أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الهجوم الحوثي، قائلة إنه يمثل خرقًا لروح وقف إطلاق النار، وحثت جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على أنفسها في السويد، بالامتناع عن العنف والأعمال الاستفزازية.
ويقوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حاليًا بجولة في الخليج، حيث يقيِّم مدى استعداد السعوديين لمنح اتفاق ستوكهولم مزيدًا من الوقت لتنفيذه.
لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنــــــا .