من قطر لإيران.. اليمن بين فكي الإرهاب
الاثنين 14 يناير 2019 19:59:00
رأي المشهد العربي
كشف هجوم العند في محافظة لحج الستار عن تورط دول بعينها في دعم الإرهاب بالمحافظات المحررة، ولم يعد خافيًا على أحد الدور التخريبي الذي تمارسه قطر في اليمن بهدف تعزيز سلطات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
الإرهاب القطري
وبحسب مراقبين، فإن تصاعد هجمات المليشيات في الآونة الأخيرة في المناطق المحررة يحمل بصمات الدعم القطري التخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار، واستمرار الدوحة في تمويل تنظيم «القاعدة» الإرهابي بملايين الدولارات، ودعم التنظيم الدولي الإرهابي للإخوان.
وطبقًا لتقارير إعلامية، فإن قطر كانت سباقة في دعم التمرد الحوثي في شمال اليمن منذ عام 2004، وأمدت أيضًا خلال السنوات الماضية تنظيم «القاعدة» بالأموال، عبر دفع فدى لإطلاق سراح أجانب، ومرات كثيرة تحت شعار العمل الإنساني ودعم مؤسسات خيرية تم تشكيلها لغرض تمويل التنظيم، ولم يقتصر الدعم المالي القطري على مؤسسات تابعة لـ«القاعدة»، بل شمل مؤسسات حوثية ترفع شعار العمل الخيري، وأنفقت الدوحة في الشهور الأخيرة من عام 2018 أكثر من 500 مليون دولار لدعم الحوثيين عسكريًا بعدما سمحت لأذرعها الإخوانية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح بدخول المليشيات الحوثية وسيطرتها على الشمال اليمني.كما كثفت قطر دعمها الإعلامي لجماعة الحوثي، من خلال تدريب عناصرها الإعلامية، أو الترويج لخطاب الجماعة التي بدورها سارعت إلى إعادة فتح مكتب قناة «الجزيرة» في صنعاء، وأصبح القيادي البارز في الجماعة محمد علي الحوثي بوقًا إعلاميًا.
وأكدت مصادر قبلية يمنية وجود تفاهمات غير معلنة بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة» في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، ومنها محافظة البيضاء التي تعد ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية.
وقالت المصادر إن العديد من قيادات «القاعدة» تعيش في البيضاء في ظل أمن وحماية جماعة الحوثيين التي لم تعد عرضة لهجمات «القاعدة» في أي من مناطق سيطرتها، فيما تصاعدت الهجمات الإرهابية للتنظيم في مناطق نفوذ الحكومة والتحالف العربي.
بصمات إيران
وتعد الطائرات بدون طيار أحد أنواع الأسلحة التي ترسلها إيران للحوثيين لدعمهم، حيث يكمن استخدامها لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف اليمنيين وأمن الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر وكذا دول الجوار.
ولفتت عملية الهجوم الحوثي بطائرة مسيرة على قاعدة العند العسكرية في لحج الاهتمام إلى الطائرات المسيرة واستخدامها في المعركة داخل اليمن.
وكان الحوثيون قد شنوا هجومًا باستخدام طائرة مسيرة عن بُعد على حفل عسكري في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوبي البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا بينهم قيادات عسكرية بارزة.
وجاء الهجوم بعد يوم من تصريح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بأن الأطراف المتحاربة ملتزمة إلى حد كبير بوقف إطلاق النار المتفق عليه الشهر الماضي بشأن ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر.
وكانت مليشيات الحوثي قد أعلنت تدشينها العام 2019 بسلاح جوي جديد متطور، وذلك بعد استهدافها قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج جنوبي البلاد.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية، فإن الحوثيين استخدموا طائرات مسيرة في ضرب أهداف عسكرية للتعويض عن المنظومة العسكرية الجوية التي دمرها التحالف العربي.
وكانت الدفاعات الجوية قد تمكنت من إسقاط العديد من الطائرات الحوثية المسيرة من دون طيار في مأرب والساحل الغربي وحجة وصعدة والبيضاء وعدن، بعد استهدافها من منصات الباتريوت وفي أكثر من جبهة.
وحذر خبراء من خطورة وجود هذه الأسلحة المتطورة في أيدي الحوثيين، وأن خطرها لن يقتصر على استهداف محافظات يمنية وتهديد الملاحة البحرية الدولية والأمن الإقليمي بشكل عام، بل سيمتد إلى دول الجوار.
وكان تقرير لمؤسسة أبحاث التسلح في النزاعات (كار) قد أكد أن الطائرات بدون طيار التي يملكها الحوثيون في اليمن هي صناعة إيرانية تمامًا.
وقالت «كار» - وهي منظمة لمراقبة حركة الأسلحة التقليدية في مناطق النزاعات، ممولة من الاتحاد الأوروبي ومقرها لندن - في دراسة سابقة بعنوان «التكنولوجيا الإيرانية تنتقل إلى اليمن» إنها درست 7 طائرات بدون طيار حوثية طراز (قاصف-1) ومحرك طائرة بدون طيار.
وأشارت إلى أن قوات التحالف صادرت 6 من الطائرات بدون طيار في أكتوبر الماضي على طريق تهريب إيراني عبر إحدى الدول، بينما عُثر على طائرة أخرى بعد هجوم شنه الانقلابيون قرب عدن باليمن الشهر الماضي.
وذكر التقرير أن الطائرة بدون طيار - التي يطلق عليها الحوثيون اسم (قاصف 1) - متطابقة مع مواصفات وصور طائرة إيرانية تدعى أبابيل تي (Ababil -T) مصنعة في إيران.
واعتبر التقرير أن وجود الطائرات بدون طيار المصممة إيرانيًا في اليمن لا يؤكد فقط الدعم المادي الإيراني لمليشيات الحوثي، ولكن أيضًا دورها في تمكين المليشيات للقيام بعمليات غير متوقعة ومتطورة على نحو متزايد.
ووفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الِأمريكية، فإن برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني على غرار نظرائها الغربيين سري.
وتنتهك إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة من خلال محاولة تزويد مليشيات الحوثي بأنظمة طائرات مسيرة وصواريخ أرض-جو متقدمة.