برعاية الحكومة.. السرطان التركي القطري يخترق اليمن

الجمعة 18 يناير 2019 19:55:00
برعاية الحكومة.. السرطان التركي القطري يخترق اليمن


رأي المشهد العربي

جاء إرسال تركيا وفدًا أمنيًا رسميًا إلى العاصمة عدن مؤخرًا، للمرة الثانية خلال بضعة أسابيع، والوفد الأخير على مستوى نائب وزير الداخلية، ليثير العديد من التساؤلات حول أسباب الرغبة التركية في التقرب من اليمن في هذه الآونة.
العودة التركية أمنيًا واستخباراتيًا إلى اليمن من بوابة عدن، وبعد غياب وانقطاع طويل، تبدو لافتة وغير مريحة، نتيجة للدور التركي والقطري الخبيث في المنطقة.
إن توجه تركيا لليمن أمنيًا واستخباراتيًا له أهدف خفية تتمثل في دعم جماعة الإخوان الإرهابية وخلايا قطر.
وفي تعز، ينشط الهلال الأحمر التركي، على خلفية اعتبارات وتوجهات داعمة للتواجد الإخواني القطري التركي.
وحاولت أنقرة أن تتخذ من المساعدات الإنسانية التي تقدّمها بعض مؤسساتها الخيرية لشرائح محدودة من اليمنيين مدخلًا إلى الساحة اليمنية وإيجاد موطئ قدم لها، لكنّ تلك المساعدات تظل -وفق ما تبيّنه الأرقام والإحصائيات- ضئيلة في حجمها، ولا تضاهي ما تقدّمه كلّ من الإمارات والسعودية لليمنيين من مساعدات إنسانية واقتصادية وتنموية بلغت قيمتها مليارات الدولارات.
وزار نائب وزير الداخلية التركي اليمن، وتحدث عن توجيهات أردوغان بتواجد فريق تركي في اليمن لدراسة الاحتياجات، ورحب وزير الداخلية اليمني بالتنسيق الأمني مع تركيا، دون أن يعي أن مسؤوليته الحقيقية هي حماية البلاد من هذا التدخل الشيطاني.
ويتخوف مراقبون من محاولة التقرب التركي للحكومة اليمنية، لا سيما أن النظام التركي لديه علاقة استراتيجية وثيقة مع النظام الإيراني الداعم للحوثيين، وكذلك النظام القطري الممول لجماعة الإخوان التي باتت تعمل مع المليشيات الحوثية لتنفيذ أجندات دولية في اليمن.
وقال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي -خلال لقائه رئيس الوزراء اليمني في قصر المعاشيق بعدن- إن اليمن يحظى دائمًا بحرص واهتمام القيادة التركية.
وأضاف أن الحكومة التركية تتابع باهتمام التطورات السياسية والميدانية في اليمن، وتدين استهداف قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج.
واستنكر الإعلامي جمال الحربي قيام تركيا -بالتنسيق مع النظام القطري- بالبحث عن دور لها في الملف اليمني من خلال الإخوان وبعض الأطراف في الحكومة.
 وقال الحربي، في تغريدة عبر موقع التدوينات المصغرة (تويتر): "لا تدرك بعض أطراف الحكومة اليمنية خطر التدخل التركي الذي أثبتت الأحداث في سوريا وليبيا أنه لا يجيد سوى إرسال الإرهابيين وسفن الموت المحملة بالأسلحة".
وسارع نشطاء وإعلاميون يمنيون وخليجيون إلى مطالبة الحكومة والتحالف العربي باتخاذ موقف من التدخل التركي في اليمن، محذرين من أجندة خفية تتفق مع إيران.
الاهتمام التركي بالساحة اليمنية لا ينفصل عن السياسات العامة لحكومة حزب العدالة والتنمية تجاه المنطقة العربية، والقائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد باستخدام وكلاء محليين يمثّلهم في اليمن حزب الإصلاح الذراع المحلية لجماعة الإخوان.
ولم تتردّد دوائر سياسية يمنية في اتهام تركيا بالعمل على التمكين لفصيل يمني بعينه، وهو جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح الذي تأوي أنقرة عددًا من رموزه وتوفّر لهم المنابر الإعلامية للهجوم على دول التحالف العربي، وعلى رأسهم الناشطة توكّل كرمان المعروفة بحدّة مواقفها ضدّ جميع خصوم الإخوان الفكريين والسياسيين.
وعبَّر نشطاء يمنيون عن غضبهم من الطابع الرسمي الذي اتخذته زيارة المسؤول التركي الذي حظي باستقبال رئيس الوزراء معين عبد الملك ووزير الداخلية أحمد الميسري، مؤكدين أن الحكومة ساندت الدول التي تستهدف التحالف العربي باستقبالها للمسؤول التركي.
وكان هدف كل من قطر وإيران وتركيا الأساسي إفشال خطط التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والذي شاركت فيه الدوحة بالفعل، وذلك قبل أن ينهي التحالف تلك المشاركة في الخامس من يونيو عام 2017.
وعملت قطر على مسارين من انضمامها لهذا التحالف: الأول يتمثل في دعم المتمردين ماليًا ومعلوماتيًا وإرسال الإحداثيات بما يجعلهم قادرين على الاستمرار والتهرب من ضربات مقاتلات التحالف العربي، والثاني يتمثل في اختراق مكونات الشرعية.
والمليشيات الحوثية ليست أداة قطر الوحيدة في اليمن لبلوغ المآرب، بل تواترت الأدلة بشأن الدور القطري المهم جدًا في تمويل خزانة فرع القاعدة في اليمن بملايين الدولارات.
وكذلك لم تبخل قطر بدعم قياديين من تنظيم الإخوان الإرهابي، خدمة لمشروعها الذي تصر عبره على الانسلاخ عن محيطها الطبيعي العربي.
ويواصل الحلف الشيطاني مخططاته الإجرامية والتخريبية في اليمن لتعزيز نهجه المعتاد في تقويض أمن دول المنطقة، ولتحقيق تعزيز سلطة مليشيات الحوثي التي نهبت مقدرات اليمن وأدخلته في فوضى وصراع حتى حولت حياته لجحيم.