تعرف على أبو طلحة الإرهابي الذي قتله الجيش الليبي
الجمعة 18 يناير 2019 20:12:05
أعلن الجيش الليبي، اليوم الجمعة، مقتل المدعو عبدالمنعم الحسناوي الملقب بـ"أبو طلحة الليبي" بمنطقة القرضة الشاطئ، في عملية بالجنوب الليبي، وفق قول مصدر بمكتب إعلام كتيبة شهداء الزاوية.
وعبدالمنعم سالم خليفة بلحاج الحسناوي من مواليد بلدة القرضة، التي تتبع إداريًا مدينة سبها في الجنوب الليبي.
وكانت الأجهزة الأمنية الليبية قد ألقت القبض على الحسناوي عام 1996 برفقة مجموعة أخرى عند محاولتهم اغتيال الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي في براك الشاطئ برفقة محمد عبدالله القريو وعبدالرزاق الترهوني، اللذين قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهرًا من اختبائهما في تاجوراء.
وفي عام 2013 غادر الحسناوي” أبو طلحة” إلى سوريا، وكلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية “جهادية” قاتلت ضد النظام السوري، وأسس برفقة كثيرين جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، وعاد إلى مدينة الشاطئ برفقة زوجته السورية الجنسية، عقب إطلاق عملية الكرامة عام 2104.
وبعد مشاركته عام 2011 للمعارضة الليبية المسلحة في قتالهم ضد قوات القذافي، برز اسمه مرة أخرى كأحد أبرز قيادات الجماعة في الجنوب، وتحصّل على دعم من المؤتمر الوطني العام وتحديدًا لجنة الدفاع والأمن القومي التي ترأسها عبد الوهاب القايد.
وأسس “أبو طلحة”، كيانًا مسلحًا يحمل اسم “مجلس شورى قبيلة الحساونة”، في مدينة الشاطئ، وذلك على غرار ما تعرف بـ”مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا”، التي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم القاعدة .
وقبل عودته إلى ليبيا عام 2014، أعلنت بغداد مقتله في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد، إلا أن ظهوره مجددًا جنوب ليبيا فند هذا الإعلان.
وكان “أبو طلحة” يشرف على خط إمداد خلفي “مجلس شورى ثوار بنغازي”، ويتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوباري ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية بالتعاون مع شخص يدعى “أنور صوان”.
وتربط “أبو طلحة” علاقات متينة مع قيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وخلال تلك الفترة استشعر أعيان قبيلة الحساونة التي تسكن مدينة الشاطئ الخطر نتيجة محاولة استقطاب “أبو طلحة” عددًا من شبابها العاطلين عن العمل وحتى المراهقين إلى تشكيله المسلح الجديد.
كما أن مصادر أكدت أن أعيان القبيلة وأهالي هؤلاء الشباب مارسوا ضغوطًا اجتماعية وقبلية لعلمهم بخطورة هذا الشخص، وتشكيل كيانات عسكرية مؤدلجة قد تزج باسم منطقتهم في مشاكل هم في غنى عنها، وقد نجحوا بالفعل في تحييد عشرات الشباب عنه.
وفي عام 2016 شن طيران مجهول غارات جوية استهدفت 3 منازل في منطقة القرضة الشاطئ ليس من بينها أي منزل مملوك فعليًا للحسناوي، واثنين منها كانا مستأجرين من مواطنين لا علاقة لهما بأي تنظيم متشدد أو تشكيل مسلح، ويعيشان خارج المنطقة، وهما منصور الغويل وحمد الغويل، وأدت هذه الغارات إلى مقتل ثمانية أشخاص نقلوا إلى مستشفى برقن، ثلاثة منهم على شكل أشلاء من بينهم عضو دار الإفتاء الشيخ نادر العمراني، قبل أن يتم اقتحامه من قبل مسلحين نقلوا الجثث والأشلاء إلى جهة مجهولة، إضافة إلى إصابة سيدة فلسطينية ونجلها بجروح متوسطة نقلوا على إثرها للمستشفى وهم من عائلة مدرس فلسطيني يقطن المنطقة من سبعينيات القرن الماضي .
وأعلنت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة، التابعة للجيش الليبي، في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير الجاري، انطلاق عمليات تحرير الجنوب، حسب تعليمات القائد العام المشير خليفة حفتر .
وطالبت الكتيبة أهالي الجنوب البقاء في المنازل، وإغلاق النوافذ والابتعاد عن مواقع وتمركزات العصابات الإجرامية، فور وقوع الاشتباكات حرصًا على سلامتهم من رصاص الغدر .
ويعيش الجنوب الليبي منذ سنوات انفلاتًا أمنيًا، وارتكاب جرائم خطف وسرقة مواطنين ومسافرين والاعتداء عليهم.