روسيا العميل المزدوج في استهداف إسرائيل لمعاقل إيرانية بسوريا (تقرير)
كشفت التطورات التي شهدتها الساعات الأخيرة على الساحة السورية، أن الأنباء التي ترددت قبل أيام حول عودة التنسيق العسكري الروسي – الإسرائيلي، بشأن العمليات العسكرية في سوريا، هي أنباء دقيقة، على الرغم من الحديث عن كون الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي تتم من خارج المجال الجوي السوري، وبالتحديد من الأجواء اللبنانية.
ويتطلب قصف أهداف إيرانية داخل سوريا من الجو، سواء من المجال الجوي اللبناني أو السوري، معلومات استخبارية دقيقة على الأرض، وفي الوقت الحقيقي، بشأن هذه الأهداف، ومن غير المعروف إذا ما كانت آلية التنسيق بين روسيا وإسرائيل تتطرق لهذا الشق من التعاون.
حيث من غير الممكن أن تقدم إسرائيل على قصف أهداف دون التيقن من أنها ليست روسية، تمامًا على غرار جهود منع الاحتكاك الجوي بين الطرفين.
ونشر الإعلام الإسرائيلي قبل 4 أيام تقارير تفيد بأن إسرائيل وروسيا استئنفتا منظومة التنسيق المشترك فيما بينهما، بشأن عمليات سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية.
والتقى وفد عسكري روسي مع وفد إسرائيلي، الخميس الماضي، لبحث الملف، وترأس الوفد الإسرائيلي قائد لواء العمليات العميد يانيف عاسور.
واستهدفت المباحثات ليس فقد استئناف العمل بنظام التنسيق المشترك بشأن الهجمات التي تشنها إسرائيل داخل سوريا، ولكن أيضًا تحسين آلية التنسيق لمنع الاحتكاك بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، وهي الآلية التي تم التوافق عليها منذ بدء التدخل الروسي في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2015.
ويتبع الإعلام الإسرائيلي في الشهور الأخيرة نهجًا ثابتًا للحديث عن أزمة كبيرة وقيود مفروضة على سلاح الجو الإسرائيلي بشأن العمليات في سوريا، منذ واقعة إسقاط طائرة التجسس الروسية في أيلول/ سبتمبر 2018.
ويبدو أن هذه الأنباء أعطت انطباعًا للإيرانيين أن بمقدورهم تكثيف شحنات السلاح إلى سوريا، فيما تبين أن إسرائيل استغلت الرواية الخاصة بالقيود المفروضة عليها، ووجهت خلال الفترة الأخيرة ضربات ضد أهداف عسكرية إيرانية في سوريا.
وتطرق موقع “واللا” العبري، مساء الأحد، للغارات التي شهدتها الساعات الأخيرة قرب مطار دمشق الدولي، وذكر أن المضادات الجوية الروسية تصدت لهجوم نفذته 4 مقاتلات إسرائيلية، واعترضت صواريخ أطلقتها باتجاه بناية قريبة من المطار، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن الجيش الإسرائيلي “أبلغ القوات الروسية في سوريا عن الهجوم بشكل مسبق”.
وألمح الموقع إلى أن حديث وسائل الإعلام الروسية عن عدم وقوع خسائر يمنح الروس المجال لنفي أية تقارير من شأنها أن تتسبب في إهانة للجانب الروسي، ولا سيما وأن وزير الدفاع سيرجي شويغو كان قد تطرق مؤخرًا للهجمات الإسرائيلية، وزعم أن هناك جهودًا لتعزيز نظم الدفاع الجوي في سوريا.
ولفت موقع “واللا” إلى أنه من غير المستبعد أن يكون الاجتماع بين الوفدين الإسرائيلي والروسي، قبل أربعة أيام، قد ناقش السماح لإسرائيل بضرب أهداف تابعة لإيران و”حزب الله” في سوريا، ومكافحة التواجد الإيراني هناك، من دون تدخل روسيا في إمكانية أن يقوم الجيش السوري بالرد، ليس عبر توجيه نيرانه للمقاتلات الإسرائيلية نفسها، ولكن عبر إسقاط الصواريخ التي تطلقها المقاتلات.
وفي السياق ذاته، توقع المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي ميلمان، بصحيفة “معاريف”، أن يستمر الوضع على حاله لفترة طويلة، حيث ستواصل إيران محاولات ترسيخ أقدامها في سوريا ونقل السلاح إلى “حزب الله” ولا سيما الصواريخ الدقيقة، ومكوناتها، والصواريخ المضادة للطائرات.
وستواصل إسرائيل غاراتها من أجل إحباط هذه الجهود، لكن هناك عنصرًا إضافيًا دخل المعادلة، وهو الجيش السوري، الذي زادت ثقته في نفسه، وسيعمل على اعتراض الصواريخ الإسرائيلية والرد على الغارات.