التنكيت..وسيلة اليمنيين لمحاربة مليشيا الحوثي
في الوقت الذي دمرت فيه مليشيا الحوثي الانقلابية اليمن من خلال الحرب التي اندلعت شراراتها عام 2015، حرص الشعب اليمني على التعايش من خلال التنكيت والسخرية من المليشيات الموالية لإيران.
وعرفت السخرية السياسية قديما عن طريق الأديب والكاتب المصري الراحل عبدالله النديم والذي أصدر صحيفته الشهيره "التنكيت والتبكيت" عام 1881 ميلادية لمحاربة الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي لمصر.
وباتت السخرية السياسية هى المتنفس الوحيد لشعوب الدول التي تشهد اضطرابات سياسية وحروب فغالبا، مايضطر السكان للتعبير عن مافي قلوبهم عن طريق ما يسمى بـ"النكتة".
وفي ظل الحرب التي تشهدها اليمن نالت الفكاهة النصيب الأكبر في النقد السياسي وأصبحت متنفس اليمنيين للتعبير عن معانتهم ومعارضة الانقلاب الحوثي الذي اغصب الدولة وشن على اليمنيين حربا أرهقت الشعب وجعلته يعاني الويلات في المناطق التي سيطرت عليها المليشيات.
نكات سياسية
شملت النكات الساخرة شخصيات وقيادات تنتمي لمليشيا الحوثي التي عينتهم في مناصب عليا وهم لا يفقهون شيئا في إدارتها ولا يملكون أي شهادة تؤهلهم لإعتلاء هذه المناصب بل بعضهم لا يستطيع القراءة ولا الكتابة، وآخرون أطفال عينتهم الحركة بموجب انتماءهم إليها أو الانتماء إلى الأسر الهاشمية، ومن هذه الشخصيات محمد علي الحوثي الذي لا يملك شهادة تؤهله لأن يكون حتى "جامع قمامة"، فلقد عين رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي وكان يعمل بائعاً للقات قبل سيطرة الحركة على مفاصل الدولة في 21 سبتمبر 2014.
وكذلك حسن زيد الذي عين في منصب وزير الشباب والرياضة وهو لا يعرف شيئا عن الرياضة، وأطلقوا عليه إسم حسن زيد الدين زيدان نسبة إلى لاعب كرة القدم الشهير ومدرب المنتخب الاسباني زيد الدين زيدان ازدراء له وسخرية منه.
ومع انقطاع رواتب الموظفين منذ مايزيد عن عامين ونصف العام في المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات انتشرت النكات الساخرة على جماعة الحوثيين، ومن ضمن تلك النكات عمل إعلان جاء فيه" هام لموظفي الدولة المقطوعة رواتبهم بأن وزارة الخدمة المدنية وبالتنسيق مع وزارة المالية والبنك المركزي اليمني تدعو جميع موظفي الدولة مدنيين وعسكريين المتضمنين في كشوفات عام 2014 إلى الالتزام بالصلاة وصلة الرحم وبر الوالدين حتى يدخلوا الجنة إن شاء الله، مش بعدين لا دنيا ولا آخره، وجزاكم الله خيرا".
وتعليقا على المشاورات بين أطراف النزاع اليمني تقول النكتة "إن حوار السويد مثل عرس الأخدام أو ما يطلق عليهم (المهمشين)، فالصباح خطوبة، والظهيرة عقد، وبعد العصر زواج وعرس، والمغرب شجار واشتباك، والعشاء طلاق، ولم تخرج بنا تلك المشاورات إلى نتيجة".
محافظة ذمار الفكاهية
وتعتبر محافظة ذمار اكثر المحافظات اليمنية شهرة بالنكات نظراً لما يتمتع أهلها بروح الفكاهة والمرح فالبعض منهم وظفها في نقد حكومة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وحكومة الحوثي الغير معترف بها دولياً.
يذكر أن أحد سكان مدينة ذمار ونشطائها تزوج فقام مجموعة كبيرة من أصدقائه بإهدائه بدلا من المال والمواشي كما هو معروف في العادات والأعراف القبلية عبوة بلاستيكية ممتلئة بالماء تزن 20لتر بمناسبة زواجه مكتوباً عليها "إهداء المؤسسة العامة لقَطْع المياه وسد المجاري في ذمار" تعبيراً عن أزمة المياه وانقطاعها منذ سيطرة جماعة الحوثي على البلاد، والمضحك في الأمر أن المدعوين إلى الزفاف كان من ضمنهم عدد من المسؤولين في مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافطة ذمار، الأمر الذي أحرجهم أمام الحضور.
الصحافي اليمني صادق الرتيبي قال إن النكات هي المتنفس الوحيد والآمن للمواطنين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وفي ظل سياسة الجماعة في مصادرة الحريات وتكميم الأفواه والاعتقالات وقمع كل من يعارض سياستها.
وأضاف لـ"المشهد العربي"، : تعتبر النكتة مجهولة المصدر ولهذا السبب تجدها تتداول بين الناس دون خوف موكداً أن الحرب الدائرة في البلاد جعلت من المواطن اليمني فكاهي ليس لأنه سعيد وإنما محاولة لإيجاد السعادة التي فقدها الشعب بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها الحرب.
وأشار الرتيبي إلى أن جماعة الحوثي مهما بلغت من القوة لن تستطيع منع الشعب من التعبير عن مافي داخله ولو استطاعت منع الفكاهة الساخرة لاخترع الشعب وسيلة أخرى وأسلوب آخر يجد فيه حريته دون قيود.