على جدران جامعة صنعاء..الحوثيون يرسمون مستقبل قتلاهم
رسمت مليشيات الحوثي نهاية مستقبل الكثير من الشباب على جدران جامعة صنعاء، وذلك بعدما عادت بهم من ساحات القتال ولم يتبقى منهم إلا صور جثثهم لتعلق على جدران الجامعة.
وأظهرت صور القتلى الكثيرة التي وضعهتا مليشيا الحوثي الانقلابية على جدران جامعة صنعاء الوجه القبيح للمليشيات التي استدرجت آلاف الطلاب من محاريب العلم إلى جبهات القتال، لتعود بهم جثث هامدة مرتدية الأكفان بدلاً من غطاء الرأس أو طاقية التخرج.
وتواصل مليشيا الحوثي تجنيد طلاب الجامعات اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر سياستها المستهدفة لليمنيين عن طريق الحشد والدفع بهم في محارق الموت الجماعي في معاركها الطائفية، في انتهاك واضح وصارخ للقوانين والأعراف الدولية والقيم الإسلامية.
التغرير بالطلاب
وحولت المليشيات الحوثية جامعة صنعاء، أكبر صرح علمي في اليمن، إلى ثكنة عسكرية وطائفية تعمل من خلالها على التغرير بالطلاب واستدراجهم إلى جبهات القتال.
يقول الطالب (ع.م.م)، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أحد طلاب جامعة صنعاء :" منذ سيطرة مليشيا الحوثي ونحن نعاني الأمَرين من أفعالها، كل يوم يأتي إلينا مشرف حوثي أثناء المحاضرات لبث السموم المذهبية بيننا موضحاً أنه يمنع الأستاذة من مواصلة شرح محاضرتهم ويقوم بإلقاء كلمة تحثنا على الجهاد ويحرضنا على مقاتلة ما أسموه بالعدوان".
وأضاف في حديث خاص لـ"المشهد العربي"،: "كل كلمة يقولونها لابد أن تجد فيها تحريض وكراهية وعنصرية ومايجلب التفرقة وفي آخر الكلمة التي يلقيها يطلب من الدكتور إعطائه كشف بأسمائنا".
حوثنة الجامعات
لم يقتصر الأمر على جامعة صنعاء فقد قامت المليشيا بفرض مناهجها المتطرفة وشعاراتها المزيفة والكاذبة في جميع الجامعات الواقعة في مناطق سيطرتها وتهدف المليشيا إلى فرض فكرها على الجامعات بواسطة التعبئة والحشد الطائفي.
وكانت ميليشيا الحوثي قد نشرت في وقت سابق قائمة بأسماء 280 طالباً من جامعة صنعاء قالت إنهم قُتلوا في صفوفها في جبهات القتال، غير أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، ففي كلية الشريعة لقي 100 طالب مصرعهم خلال العام الماضي، بينهم أربعة من أعضاء هيئة التدريس.
السحر لتغيير القناعات
ويؤكد الطالب (ا.ع.م) في جامعة صنعاء أن المليشيا تستخدم السحر في التجنيد والتعبئة.
فيما يقول (ا.ع.م):" كان لديا زملاء أعرفهم حق المعرفة وندرس في نفس التخصص، ونسكن في غرفة واحدة كانوا لا ينتمون إلى أي حزب أو طائفة بل كانوا يبغضون الحوثيين ويقولون إنهم مليشيا مسلحة لكن سرعان ما تحولوا إلى زنابيل (متحوثين) خلال أقل من إسبوع".
ونوه إلى أن أوضاعهم المادية كانت ليست جيدة، مشيراً إلى أن الحوثيين استغلوا حاجاتهم ، وأغروهم بالمال لحضور دوراتهم وبعد إنتهاء الدورات عادوا إلينا ولكن بعقول غير عقولهم التي ذهبوا بها فقد تغيرت معاملتهم معنا وتوجهاتهم وانتمائاتهم.
وأضاف:" أصبح كل حديثهم عن الجهاد والحرب والمناقشة فيه بدل من مناقشتنا في دروسنا، بعد اسبوع أختفوا فجأة وسألنا عنهم دون جدوى وبعد مايقارب الشهر بالصدفة رأينا صورهم معلقة على جدران الجامعة".
ويشهد اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي قبل أربع سنوات، حربا عنيفة، قتل خلالها الآلاف من الشعب، فيما وتسببت الحرب في أزمة اقتصادية اعتبرتها منظمات دولية هي الأسواء في العالم.