هل يُنقذ لوليسغارد بقايا اتفاق السويد؟.. تكهنات وحلول
الأحد 3 فبراير 2019 20:03:00
رأي المشهد العربي
أثار إعلان الأمم المتحدة تعيين الجنرال الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد رئيساً بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الكثير من التكهنات حول مدى نجاحه في تحقيق التطلعات الأممية التي عجز سابقه الجنرال الهولندي باتريك كاميرت في تحقيقها.
ويحاول المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، إنعاش اتفاق السويد بإعلان تمديد الجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاقات حول الحديدة وتبادل الأسرى بسبب ما وصفه بصعوبات على الأرض، قبل أن يفاجئ الجميع باختيار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد، ليحل محل الرئيس الهولندي لبعثة المراقبين الأمميين في اليمن باتريك كاميرت الذي عين قبل شهر واحد فقط، وذلك على خلفية توتر العلاقات مع كل من الحوثيين ومبعوث الأمم المتحدة غريفيث.
وبعيدًا عن توقع البعض بأن كاميرت كان مجرد «كبش فداء» للتغطية على عجز «غريفيث» في إقناع المليشيات الحوثية بالالتزام باتفاق الحديدة على النحو المعد سلفا، فقد رأي الكثيرون أن «لوليسغارد» لن يختلف كثيرًا عن سابقه وسيواجه صعوبات كبيرة في إدارة ملف الانتشار داخل مدينة الحديدة.
ورغم تعيينه بشكل رسمي إلا أن بعض المصادر الدولية تحدثت صراحةً عن وجود معوقات في وصول لوليسغارد إلى مقر عمله الجديد في الحديدة بسبب عدم استخراج المليشيات الحوثية تأشيرات له ولفريقه.
وقالت مصادر محلية: إن الجنرال الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد الذي خلف رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كاميرت يتوقع وصوله خلال أيام قليلة إلى الأردن.
وأضافت المصادر أن لوليسغارد سيصل اليوم الأحد للعاصمة الأردنية عمان، مشيرةً إلى أن فريقه في انتظار التأشيرات الخاصةً بدخول اليمن.
ومع تصريحات لـ لوليسغارد والتي أعرب فيها عن تطلع بلاده إلى تقدم ملموس وتنفيذ الانسحاب من الموانئ وأنه ينتظر خطة الأمم المتحدة الجديدة التي وضعها كاميرت، يرى مراقبون أن كل الأحاديث التي تدور حالياً هي مجرد تطلعات لا يمكن بأي حال تصديقها واعتبارها أمراً واقعياً يمكن الوثوق فيه.
وجاءت تحركات «غريفيث» الأخيرة في ظل الرسائل الجديدة التي بعثتها الأمم المتحدة وأكدت فيها، اعتزامها المضي قدماً في تنفيذ اتفاقات السويد، خصوصاً الجزء الأكثر تعقيداً المرتبط بالحديدة وموانئها الثلاثة، إذ برزت العديد من المؤشرات على إصرار المجتمع الدولي على جعل خطة إعادة الانتشار في الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفي جعل الخطة حجر الزاوية في برنامج دولي ستتضح تفاصيله خلال الأيام القليلة القادمة لفرض تسوية سياسية في الملف اليمني.
واعتبر مراقبون أن فشل الأمم المتحدة في التوصل لحلول لوقف الحرب ليس مرتبط بأشخاص لكنه بسياستها تجاه القضية نفسها.
ووجه الخبير العسكري خلفان الكعبي عدة تساؤلات حول دور الأمم المتحدة خلال الفترة الأخيرة، قائلاً: متى ستسمي الأمم المتحدة الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق ويبدو أنها لا تكترث كثيراً بالمعاناة الإنسانية عكس ما تدعيه هي وبعض المنظمات، الأموال جلها قدمت من التحالف واتفاق وقع في السويد يقضي بإرسال قوافل إغاثية والمليشيات تمنع دخول المواد الإغاثية ولم نسمع إدانة من الأمم المتحدة!.
وأضاف أن الأمم المتحدة فشلت في تقليل تأثير الصراع على الشعب اليمني بالرغم من الدعم اللامحدود الذي قدمته السعودية والإمارات، فيما نجحت في تأخير هزيمة الحوثيين.
وحملت الحكومة، الأمم المتحدة مسؤولية فشل تنفيذ بنود اتفاق السويد، وكذلك فشل انتقال فريقها في محافظة الحديدة إلى مطاحن البحر الأحمر.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة مطالبة بتوضيح الحقائق للرأي العام وسرعة الكشف عن الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
ووافق مجلس الأمن الدولي مؤخراً على تعيين الضّابط الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد ليحل مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كاميرت.
وقاد الجنرال لوليسغارد البعثة الأممية في مالي بين عامي 2015 و2016، قبل أن يُصبح الممثل العسكري للدنمارك في حلف دول شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وولد لوليسغارد في عام 1960، كما كان مستشاراً عسكرياً لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وخدم في بعثات لحفظ السلام بالعراق والبوسنة.
ورغم السيرة المميزة للجنرال لوليسغارد لكنه يواجه أزمة حقيقية في مدى قدرته على إخضاع الحوثيين لتنفيذ اتفاق السويد ووقف تجاوزاتها بحق المدنيين والتحركات الأممية في مدينة الحديدة.