القَدر الرحيم والحظ السعيد.. أسيرة قضت 40 يوماً فقط في سجون الحوثي (تفاصيل مثيرة)

السبت 9 فبراير 2019 23:31:00
"القَدر الرحيم والحظ السعيد".. أسيرة قضت 40 يوماً  "فقط" في سجون الحوثي (تفاصيل مثيرة)
بعدما قضت 40 يومًا في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، استنشقت "ذكرى عبدالله" نسيم الحرية من جديد، ليرحمها القدر من انتهاكات دأب الانقلابيون على ممارساتها ضد المعتقلين.
"ذكرى" تعمل ناشطة في إحدى المنظمات الحقوقية، يولي عملها اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الإنساني، وكشفت الكثير من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد الأسر الفقيرة، ويبدو أنّ ذلك كان سبباً كافياً اتخذه الانقلابيون ذريعةً من أجل اعتقالها والتنكيل بها.
اعتُقلت "ذكرى" في مطلع يناير الماضي واتهمتها المليشيات بدعم الحكومة والتحالف العربي، لكنّ الناشطة الحقوقية كان قدرها رحيماً وحظها سعيداً إذ أفرج عنها بعد مرور شهر، وهي فترةٌ ليست بالكبيرة قياساً بمعتقلين رجالاً ونساءً قست عليهم زنازين الحوثي وبطشها.
العميد أحمد الكوكباني قائد النخبة التهامية وعضو الوفد الحكومي لإعادة انتشار الأمن في الحديدة أعلن تفاصيل مثيرة في رحلة الإفراج عن "ذكرى".
أُبلغ "الكوكباني" باعتقال ذكرى أثناء مزاولتها العمل في إحدى المنظمات الإنسانية في التاسع من يناير الماضي، بعد اختطافها من قِبل المليشيات الحوثية، وفور علمه أبلغ رئيس فريق المراقبين الأمميين (السابق باتريك كاميرت) وكذا الفريق الحكومي بالأمر.
كانت "ذكرى" حاضرةً بقضيتها في اجتماعات السفينة، التي عقدت الأسبوع الماضي قرب موانئ الحديدة وناقشت آليات تنفيذ اتفاق السويد وتثبيت وقف إطلاق النار.
في أول "اجتماعات السفينة"، يوضح "الكوكباني" أنّه طالب وفد الحوثيين بالإفراج عن الناشطة المعتقلة، ومع استمرار الضغط من الفريق بدأت تلوح في الأفق الموافقة، ومع ما تمّ في نهاية الأمر بالاتفاق على الإفراج عن أسير في مقابلها.
لم تنتهِ قصة الإفراج عن الناشطة الحقوقية، فقد كان الاتفاق هو نصف المشوار، بينما التحدي الأصعب تمثّل في تنفيذ ذلك على الأرض، حيث كان من اللازم أن تحصل الفتاة على موافقة من منظمة الغذاء العالمي (المالكة للسفينة التي استضافت الاجتماعات) حتى تتمكن من صعود السفينة والمغادرة رصيف الميناء الخاضع لسيطرة المليشيات.
رفض قائد السفينة طلباً بالسماح بصعود الفتاة قدّمه كاميرت الذي وصل الأمر بأن تعهّد بصعودها على مسؤوليته الخاصة، لكنّ "القائد" تمسّك بالرفض، وهو ما قاد المسؤول الأممي (السابق) لأن يهدّد بأنّه لن يصعد السفينة طالما مُنعت الفتاة من المغادرة رفقتهم، وهو موقف تبعه فيه الوفد الحكومي، حتى صدر الإذن بالسماح للمعتقلة بالسفر.
إجمالاً، منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الحرب في البلاد، لم تتوقف عن الانتهاكات البشعة ضد النساء، ما رسّخ يقيناً أمام العالم أجمع بمدى الوحشية التي اتخذها الانقلابيون سلاحاً ضد الشعب اليمني. 
وقبل أيام، اعتقلت المليشيات أوفى النعامي مدير شؤون اليمن بالإنابة في منظمة "سيفرورلد" البريطانية، إذ اقتحمت المليشيات مقر المنظمة، وقامت باختطافها واقتادتها إلى جهة معلومة. 
اللافت لم يكن فقط بهذه الطريقة في الاختطاف، حيث وجّهت المليشيات لاحقاً اتهامًا غريبًا لـ"أوفى" يتعلق بتنفيذ برامج لبناء السلام وتمكين المرأة. 
اعتبرت المليشيات الحوثية الترويج للسلام في ظل الحرب بأنّه تنفيذ لأجندة غربية وصهيونية من خلال حث الناس عن التقاعس على القتال.
وبات من الواضح أنّ المليشيات تعتبر الدعوة للسلام جريمةً، في وقتٍ تملأ العالم ضجيجًا بأنّها تسعى لتحقيق السلام في اليمن ودعم الجهود الأممية الرامية في هذا الصدد، بيد أنّ جرائمها التي تتكشف يومًا بعد يوم، توضح زيف الحوثيين وتفضح سعيهم نحو استمرار الحرب وإغراق البلاد في أتون حربٍ لا تنتهي. 
ورُصدت آلاف الحالات من الانتهاكات الحوثية ضد النساء في البلاد، ما يفرض ضرورة تدخل عاجل من قِبل المجتمع الدولي لصد هذه الجرائم. 
ففي نهاية نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة. 
التحالف وصف ممارسات الحوثيين بـ"أبشع أنواع الانتهاكات"، وتشمل التشويه والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر. 
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر قالت هي الأخرى، إنّ ميليشيا الحوثي الموالية لإيران ترتكب انتهاكات خطيرة بحق النساء في صنعاء، وتختطف العشرات منهن.
وأكّدت المنظمة أيضًا، أنّ الحوثيين يمارسون وبشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، أبشع أنواع التعذيب بحق النساء المختطفات. 
كذلك، تعد الألغام المضادة التي يزرعها الحوثيون من أهم الوسائل التي تحصد أرواح النساء كما غيرهم من الشعب اليمني، كما تعرّضت نساء كثيرات لإعاقات دائمة جرّاء ذلك. 
وبحسب تقرير صدر عن منظمة "رايتس رادار" الحقوقية، فإنّ سيدات تعرضت من قِبل مليشيا الحوثي لحالات عنف وتحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل وحالات زواج قاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، وكذا الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، وإعاقة المرأة عن الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية. 
وبيّن التقرير ارتكاب نحو 20 ألف انتهاك ضد اليمنيات ارتكبتها مليشيا الحوثي بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، وتضمّن ذلك عمليات قمع مروعة، وهدرًا لكرامة المرأة اليمنية، وحرمانها من أبسط الحقوق.