انتهاكات في سجون الحوثي.. القمامة التي لن يمحوها التاريخ

الأحد 10 فبراير 2019 03:01:00
انتهاكات في سجون الحوثي.. "القمامة" التي لن يمحوها التاريخ
"أن يتم تنفيذ حملة نظافة في سجنٍ ما يُنظر إلى الأمر بإيجابية شديدة وتفاؤل منشود، لكن ماذا إذا تلك السجون بمثابة مسالخ يواجه فيها المعتقلون صنوفاً مختلفة من التعذيب والانتهاك".
يحدث ذلك في سجون تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية، ففي الوقت الذي تخرج شهادات مروعّة عن فظائع ترتكبها المليشيات ضد المعتقلين، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، حاول الانقلابيون إخراج مشهد سينمائي، لا يخلو من "الكوميديا السوداء"، معلنةً عن تنظيم حملات نظافة في سجونها وزعمت إجراء كشوف صحية على المعتقلين.
كثيرةٌ هي التقارير التي كشفت جانباً من الانتهاكات الحوثية المروعّة ضد المعتقلين في السجون القابعة في مناطق سيطرتها، ففي ديسمبر الماضي كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أنّها وثّقت عمليات تعذيب وحشية ضد معتقلين احتجزوا في سجون يديرها الانقلابيون الحوثيون.
بحسب التقرير، تحدّثت الوكالة مع 23 شخصاً نجوا من عمليات تعذيب أو كانوا شهوداً عليها في مواقع خاضعة للمليشيات الحوثية، كما التقت ثمانية من أقارب المعتقلين وخمسة من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين أمنيين عن السجون.
تقول الوكالة إنّ أحد المعتقلين عُثر عليه "بعد عام" ملقى في جدول مائي وعليه آثار تعذيب وحشي وحروق جراء الأحماض وسترته ملتصقة بشدة بجلده الذائب.
كما وثّق التقرير أنّ هناك 126 معتقلاً على الأقل قد لقوا حتفهم جراء التعذيب الشديد منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الحرب في البلاد 2014.
وسبق أن استخدمت المليشيات الحوثية، المساجد والقلاع القديمة والكليات والنوادي، وغيرها من المنشآت المدنية كمراكز استقبال مبدئية لآلاف المعتقلين قبل نقلهم إلى شبكة السجون الرسمية لدى المليشيات، بحسب شهادات الضحايا وإفادات وكالات حقوق الإنسان. 
وفي 2016، اعترفت المليشيات بارتكاب وقائع تعذيب، وشكّل يحيى الحوثي، شقيق قائد الحوثيين، لجنة للتحقيق في ارتكاب انتهاكات وتعذيب واحتجاز مفتوح المدة.
وفي إحصائية أخرى، وثّقت رابطة أمهات المختطفين في اليمن أكثر من ألف حالة تعذيب في شبكة من السجون السرية تابعة للمليشيات الحوثية.
كما نالت النساء نصيباً مروعاً من الانتهاكات في سجون المليشيات، ففي نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن اعتداء على المعتقلات بالتشويه والتحرش الجسدي واللفظي والاغتصاب.
كما فرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.