زلزال 1.. يد إيران العابثة في قبضة الحوثي الباطشة
اشتركت إيران ومليشيا الحوثي الانقلابية (الموالية لها) في "كذبة" ملأت العالم ضجيجاً، ففي الوقت الذي نفت فيه طهران دعمها للحرب العبثية التي تشعلها المليشيات في البلاد، إلا أنّ "الأخيرة" اعترفت بذلك صراحةً وعلى الملأ.
اليوم الأحد، أقرّت المليشيات عبر أبواق إعلامية مروجة لسياساتها الإرهابية، استخدامها صاروخ "زلزال 1" في الحرب التي أشعلتها منذ 2014.
تباهت المليشيات بالتصعيد العسكري الذي تمارسه يوماً بعد يوم ضد الجيش والتحالف العربي؛ إجهاضًا منها لسبل الحل السياسي في البلاد، لكنّ اعترافها حمل الكثير من المفارقات، فالمليشيات قالت على لسان أبواقها، إنّها تشن غارات مستخدمةً هذا الصاروخ الذي وصفته بأنّه "محلي الصنع"، وهو ما يفرض ضرورة ردع الانقلابيين إذ كيف يمكن لمليشيات تعيث في الأرض قتلاً وإفسادًا لأن تصنع أسلحة لا يجب أن تمتلكها إلا الجيوش النظامية، وهذا بافتراض صحة هذه المزاعم الحوثية.
على الجانب الآخر، وبالتنقيب عن "زلزال 1" الذي تستخدمه المليشيات في عدوانه، فإنّه صاروخ مدفعي ثقيل إيراني الصنع ذو مدى مقدر بحوالى 150 كيلو متراً، وهو ما يؤكد التورط الإيراني في دعم المليشيات الحوثية بغية تعميق الأزمة في البلاد.
لا يقتصر الدعم الإيراني على "زلزال 1"، فهناك أدلة كثيرة على التسليح الإيراني للحوثيين، بينها ما عرضته الولايات المتحدة قبل أشهر من بقايا أسلحة إيرانية زودت طهران المليشيات، لتؤكد بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في إطار مشروعها القائم على ضرب استقرار دول المنطقة عبر أذرعها الطائفية.
وشملت تلك الأدلة بقايا متفحمة، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنّها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر 2017 على مطار الملك خالد الدولي خارج العاصمة السعودية الرياض، إضافة إلى طائرة بدون طيار وذخيرة مضادة للدبابات.
وآنذاك، عبّرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عن ثقتها في أن طهران تتحمل مسؤولية نقل تلك الأسلحة للحوثيين في اليمن، وقالت - في مؤتمر صحفي في قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن: "هذه الأسلحة إيرانية الصنع.. وأرسلتها إيران.. ومنحتها إيران".
كما عرضت الوزارة شرحًا مفصلًا بكل الأسباب التي دفعتها للاعتقاد بقدوم الأسلحة من إيران، لافتةً إلى علامات تجارية إيرانية على أجزاء أسلحة والطبيعة المميزة لتصميم الأسلحة الإيرانية، وشمل ذلك تصميمات صواريخ "قيام" البالستية قصيرة المدى، حيث حصلت على أجزاء لصاروخين من هذا الطراز أطلق أحدهما يوم الرابع من نوفمبر على المطار وأطلق الآخر يوم 22 يوليو.
واستشهدت مستشهدةً بوجود علامات تجارية قالت إنها مطابقة لعلامات شركات دفاع إيرانية على أجزاء تستخدم في توجيه محركات الصواريخ وعلى لوحة دوائر كهربائية تستخدم في نظام توجيهها.
وفي مسار آخر، تحدّثت مجلة "جاينز" البريطانية عن تقارير أمنية في محافظة مأرب، أشارت إلى ضبط طائرات بدون طيار كانت في طريقها إلى الحوثيين يتم تخزينها بشكل جيد في مواد حساسة إلكترونية وغيرها، وأفادت مصادر عسكرية بأنّ الحوثيين يحصلون على الطائرات كقطع غيار ثمَّ يعاد تركيبها داخل الأراضي اليمنية.
وذكر تقريرٌ صدر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة أنّ الطائرات بدون طيار تمّ تجميعها من مكونات مصدرها خارجي (طهران) وتم شحنها إلى اليمن، وأنّ طراز "قاصف" أو "المهاجم" متطابق تقريبًا في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.
وفي دليل آخر على التورط الإيراني، كشفت مجموعة "أبحاث التسلح في الصراع"، بعد فحص طائرات بدون طيار استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لتحطيم بطاريات صواريخ باتريوت في المملكة العربية السعودية، أنّ أحد الأرقام ينتمي لطائرة مماثلة تملكها الميليشيات الإيرانية في العراق.
تفضح هذه الجرائم عديد الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإيرانية وهو ما يستدعي ردعًا عاجلًا من قبل المنظمات الدولية، تجاه ما بات يُوصف بالعبث الانقلابي في البلاد.