لماذا تزايدت حدة الانشقاقات في صفوف المليشيات الحوثية؟

الاثنين 11 فبراير 2019 19:54:00
لماذا تزايدت حدة الانشقاقات في صفوف المليشيات الحوثية؟
رأي المشهد العربي
فتحت الخلافات والانشقاقات في صفوف المليشيات الحوثية خلال الفترة الأخيرة الكثير من التكهنات حول أسبابها والنتائج الخاص بها على ساحة المواجهات العسكرية والسياسية.
وتراوحت أسباب تلك الخلافات بين الانشقاق العسكري والذي لم يتوقف فقط على هروب العناصر الحوثية عند حد الانقسام لكنها وصلت إلى إقدام أحد الضباط العسكريين على الانتحار في أحد المعسكرات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي في صنعاء.
والانشقاقات الحوثية يقف ورائها عدة أسباب في مقدمتها تراجع المليشيات الحوثية في الجبهات أمام قوات الجيش والتحالف، وكذلك ضغوط المجتمع الدولي على المليشيات في الحديدة، إلى جانب الخلاف حول الانتخابات التكميلية التي أصر رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي مهدي المشاط على تمريرها.
الانتحار أو الهرب
وانتحر الضابط في معسكر معهد الموسيقى العسكرية محمد سرور، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، والتمييز الذي مورس ضده من قِبل المليشيات الإرهابية، لكن يبدو أن حملات الاضطهاد التي تمارسها المليشيات الحوثية ضد العناصر الشرطية والعسكرية التابعة لها دفعت بعض العناصر إلى الهرب من المعسكرات والانضمام إلى قوات الجيش التابعة للشرعية أو الهروب من الحياة عبر الانتحار. 
ورغم محاولة المليشيات الحوثية عدم الكشف عن أرقام المنتحرين وحالاتهم لمحاولات إخفاء تلك الجرائم بصورة كبيرة خلال الفترة الحالية، لكن مصادر تؤكد أن ضباطاً برتب رفيعة في قوات الحرس الجمهوري وصلوا إلى مأرب بعد تمكنهم من الإفلات من قبضة الميليشيات الانقلابية، بعد رحلة طويلة استمرت لأيام.
وفجر الضباط مفاجأة مدوية بإعلانهم الانضمام إلى صفوف الجيش للقتال ضد الميليشيات الانقلابية، حيث شملت القائمة "العميد ركن عبدالكريم عبدالله علي مظفر، والعميد ركن عبد الله علي ناجي الذيب، والعميد ركن عبدالوهاب مرشد نهشل، وجميعهم ينتمون لمديرية همدان وهي إحدى قبائل طوق صنعاء.
الانتخابات التكميلية 
وبعيداً عن ملف الخلافات والانشقاقات العسكرية فإن ملفاً آخر لاح في الأفق يتعلق بارتفاع حدة الخلافات بين قيادات الميليشيات الحوثية بسبب الانتخابات التكميلية التي أصر رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي مهدي المشاط على تمريرها، الأمر الذي كشف عنه اجتماعات عاصفة جرت خلال اليومين الماضيين وأظهرت الخلافات الواسعة بين رئيس حكومة الانقلاب عبدالعزيز بن حبتور والبرلمانيين من جهة.
ووصلت حدة الخلافات إلى توعد المشاط بتطهير المؤسسات من ما وصفه بـ"بقايا مخلفات" نظام الرئيس السابق وإحلال عناصر حوثية موالية جرى تدريبها لتولي هذه المهمة، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون ارتفاع لحدة الخلافات بين القيادات ليحمل اسم "تصفية الحسابات".
الضغوط الدولية
سبب آخر نتجت عنه الخلافات الحوثية وهو الضغوط التي تمارس على المليشيات الحوثية من الخارج فدفعت وفدها خلال جلسات اجتماع العاصمة الأردنية عمان حول ملف الأسري التصريح بالموافقة المبدئية قبل أن تخرج قيادات حوثية وتنفي توافقها على أية حلول وتمسكها بمقترحاتها الجديدة.
 وسارعت المليشيات الحوثية في عقد لقاءات مع ممثلين من الأمم المتحدة لإيجاد حاضنة دولية لها بالتزامن مع المشاورات التي تجرى في العاصمة الأردنية عمان. 
وعقدت المليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية 6 لقاءات مع ممثلين من الأمم المتحدة بعدة اصعدة في إطار خطتها للخروج من أزماتها والاتهامات الدولية باستهداف المواطنين في مدينة الحديدة ومنع دخول القوافل الإغاثية والسفن المحملة بالمساعدات. 
ويبدو من خلال الاجتماعات الثلاث التي عقدت أن المليشيات الحوثية تحاول إيحاد أي حاضنة دولية لها من خلال إظهار مدى تضرر المباني التي تقع تحت إدارتها من المواجهات العسكرية مع التحالف والجيش، وكذلك محاولة إصباغ نفسها بصبغة الشرعية والحديث بلسان الشارع. 
واعتبر مراقبون أن الأسباب الثلاثة كفيلة بانهيار المليشيات الحوثية في بعض الجبهات أمام قوات الجيش، وكذلك القبول ببعض المقترحات الدولية والتنازل عن مكاسب لها في بعض المناطق مثل الحديدة وصنعاء.
لكن يبقى الحديث عن أسباب الخلافات والانشقاقات الحوثية ونتائجه مرهون بطريقة استغلاله من قبل المعسكر الآخر المتمسك بالشرعية وهو الأمر الذي سيتضح خلال الفترة المقبلة.