بعيداً عن المزايدة .. ظهور اليماني بجانب نتنياهو فضيحة
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
الجدل الدائر حول ظهور وزير خارجية الشرعية خالد اليماني بجانب رئيس وزراء إسرائيل في مؤتمر وارسو يكشف عن حساسية الموقف اليمني من الصراع العربي الإسرائيلي وقضيته المركزية ـ قضية فلسطين ـ ومصير القدس في ظل السياسات الصهيوينة التوسعية الاستيطانية التي بلغت ذروتها في عهد ناتنياهو.
هناك أقاويل كثيرة يجري تسويقها في محاولة للتغطية على فضيحة وزير الخارجية منها قول الوزير نفسه أن المؤتمر ليس لمناقشة القضية الفلسطينية وإنه لمناقشة الخطر الإيراني وأن إسرائيل واليمن متضررين من هذا الخطر، وهو عذر أقبح من الذنب، إذ يبدو وكأن الوزير يقول لو أن اللقاء يخص قضية فلسطين لما جلست في هذا الموقع، أو أننا مخيرين إما أن نقبل إيران أو أن نقبل إسرائيل وأن إسرائيل أقرب لنا من إيران، وهذه فضيحة أكبر من فضيحة الجلوس بجوار ناتنياهو.
القول الثاني أن الخطأ خطأ المعدين للمؤتمر، وكأن الوزير الجهبذ لا يعلم أن المنظمين لا يعيرون اهتماما لموقف اليمن من إسرائيل وأن هذا الموقف يخص اليمن ولا يصنعه لها غيرها وأن من حق وفد أي بلد أن يختار الموقع اللائق بسياساته ومواقفه ولا يختار له غيره هذا الموقع.
والقول الثالث أنه خطأ بروتوكولي، وهذا القول يمكن تسويقه لمن لا يفهم في قضايا المراسيم والطقوس البروتوكولية في مثل هذه الملتقيات، فالعادة المعروفة أن لدى كل رئيس وفد موظف مراسيم يتولى الإعداد البروتوكولي للجوانب الإجرائية للجلسة أو الفعالية المعنية، والمفروض أن رئيس مراسيم الوزير كان حاضرا عند توزيع المقاعد، وغالبا في الملتقيات الدولية يجري ترتيب مقاعد الوفود وفقا للحروف الأبجدية الإنجليزية أو لنقل اللاتينية، واليمن التي أول أحرف اسمها (Y) لا ترتبط بأي طريقة باسم إسرائيل (I) .
أما الذين يبررون هذه الفضيحة بالقول بأن العرب كلهم قد أعلنوا التطبيع مع إسرائيل بما في ذلك السلطة الفلسطينية، أو الذين كانوا يتمنون لو أن اليماني قام بمصافحة نتانياهو، فهم يقولونها بوضوح: أن اليمن في الطريق إلى التطبيع، لكن البلدان التي يتحدثون عنها قد اتخذت قرارا سياسيا معلنا وكلها أبرمت اتفاقات مع إسرائيل ولكل بلد مبرراته التي لسنا بصدد مناقشتها، فإذا كان لدى اليمن قرارا بالتطبيع، فلتعلنه إذن ولا داعي للمراوغة والتستر والعمل من تحت الطاولة.
أغلب الظن أن وزير الخارجية، الذي كل خبرته تقتصر على الوقوف في الصف الثاني في جلسات الأمم المتحدة، وقذفت به الصدفة إلى أن يكون رئيسا للوفد اليمني لدى المنظمة الدولية تنقصه الحنكة السياسية والبروتوكولية وثقافة المراسيم ناهيك عن الشجاعة الأخلاقية التي يفترض أن تدفعه إلى الانسحاب من الورطة التي يقول أن المنظمين وضعوه فيها. وزيرٌ كهذا سيكون من العار بقاؤه في هذا المنصب الخطير .
أحد الظرفاء علق على الحادثة بالقول: يبدو أن الرئيس هادي قد قرأ بتمعن قصة الكاتب السوري الساخر زكريا تامر والمعنونة “السلطان عندما يختار وزراءه” حيث يختار لكل وزارة الأكثر جهلاً والأقل كفاءةً والأتفه خلقا والأسوأ تأهيلاُ لمتطلبات تلك الوزراة.
د. عيدروس نصر