في حضرموت لا مكان لـ«يمن اتحادي»!
د. سعيد الجريري
- لا مستقبل لوطن يضرب فيه المعلم !
- لسنا شرقاً ولا جنوباً لليمن السياسي وكهنوته
- أنور الحوثري من غرابة "الامبريالية" إلى غربة الدار
- حضرموت النفط .. السرطان .. العاهات
فكان الانقلاب كـ «قفلة بالشيش»، حتى ابتهج شيبة في أقاصي حضرموت، بعد أن عمر البوري، متمتما: (منك يا جامع)..
لا خوفَ اليوم على حضرموت، فهي التي تحدد معالم المسار، ولا تستجدي أحداً، لا نسبةً في الثروة ولا شراكة في السلطة، فهي الإقليم النموذج، وفي عمقها مفاعيل قوتها، لا مستعدية ولا مستعلية، ولا مستجدية ولا مستخذية، فرصيدها في مقاومة نظام 7 يوليو مشهود، كان البسطاء الأنقياء عنوانه الرئيس في التضحية والمواجهة والملاحقة التي كانت تواجه أحياناً بالمهادنة والتواطؤ والتخاذل، لكن مسار أولئك الأنقياء هو الدرب الذي تدافعت إليه الجموع أفواجاً عاماً بعد عام. ولا غرابة أن تكون اللحظة حضرمية، لا تقبل بأنصاف التحولات، فتسعى إلى تحسين شروط الانتهاء، وإنما بأن يخرج من لا يزال في المربع الرمادي، لتستأنف حضرموت المسار برؤية مستقبلية لا صلة لها بإعادة إنتاج الاحتلال أو التبعية، بأي شكل من الأشكال، وبأي حال من الأحوال.
لا مجال للحديث بأريحية في حضرموت عن أي صيغة ليمن اتحادي مما يزعمون، فهذا «الاتحادي» الافتراضي هو الدوبلير السياسي لذاك «الوحدوي» الذي شاهت صورته بما قدمت يداه، ثم أتى ما سُمّيَ بالانقلاب فكان (قفلة بالشيش)، حتى ابتهج شيبة في أقاصي حضرموت، بعد أن عمّر البوري، متمتماً: (منّك يا جامع).