الإصلاح والحوثي يرقصان على أنقاض القضية الفلسطينية

الاثنين 18 فبراير 2019 00:22:08
الإصلاح والحوثي يرقصان على أنقاض القضية الفلسطينية
حاولت كلا من مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب التجمع اليمني للإصلاح، توظيف الصورة اللافتة لخالد اليماني وزير الخارجية بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال قمة وارسو، لصالحهما وبدا أن الطرفين الذين يعملان لصالح إسرائيل بالأساس عبر مخطط تقسيم البلدان العربية وتفتيها يرقصان على أنقاض القضية الفلسطينية التي اتخذها الجميع مسرحا لتحقيق شعبية زائفة.
ما إن ركزت وسائل الإعلام المحلية والعالمية على صورة وزير الخارجية اليمني حتى خرجت عشرات البيانات من هنا وهناك للإدانة والشجب، لكنها بيانات في ظاهرها دفاعا عن قضية عادلة، وباطنها يحمل أهدافا سياسيا يسعون من خلالها كسب أرضية على حساب الحكومة الشرعية التي أضحت في موقف لا تحسد عليه منذ تلك الواقعة.
وشدد حزب الإصلاح، في بيان له، خرج على لسان مصدر مسئول في الأمانة العامة للحزب التابع لتنظيم الإخوان على موقفه الثابت والمبدئي الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن هذا الموقف نابع من إيمان الاصلاح العميق باعتبارها قضية الأمة العربية والإسلامية المركزية التي لا تخضع للمساومة أو التفاوض.
واللافت هنا أن هذا المصدر المجهًل سخر من متاجرة عصابة الحوثي بالقضية الفلسطينية وتسخيرها وقودا لاستمرار حربها الإجرامية ضد الشعب اليمني، وهو أمر عهد عليه تنظيم الإخوان منذ نشأنه وبنا شعبيته الزائفة عليه داخل العديد من البلدان العربية حتى انكشف بعد ثورات الربيع العربي وتوليه مقاليد الحكم في كلا من تونس ومصر.
ولعل ما يثبت الهدف السياسي من البيان أنه لعب على وتر الشعب، وقال إن الشعب اليمني ينظر لنضال الشعب الفلسطيني باعتباره مصدر الهام لكل أحرار العالم، مؤكدا في الوقت ذاته على أن السياسات التي يقوم عليها المشروع الإيراني واذرعه التخريبية قد أفضت الى إضعاف الأمة العربية والإسلامية وتعتبر خدمة مجانية للعدو الصهيوني.
وقال المصدر: "لقد حرص الاصلاح ان يبدو الموقف اليمني من القضية الفلسطينية بكل مكوناته الرسمية والشعبية والقوى السياسية متماسكا ومنسجما، اذ لا فائدة ترجى للقضية من وراء تفتيت هذا الموقف نحو قضية لطالما كانت محل اجماع يمني".
أما المليشيا الحوثية فإنها كانت أكثر استغلالا للحدث بعد أن سيًرت تظاهرات في مناطق متفرقة تسطير عليها ترفض التطبيع مع إسرائيل وحولت الموقف لهجوم ضد التحالف العربي والحكومة اليمنية، في حين أنها لم تقدم أي شيئ يذكر ضد القضية الفلسطينية بل أن شعارها الكاذبة والتي ترددها في مناسب عدة ثبت بالدليل القاطع كذبها وعدم جديتها في وقت تقوم به بتشريد وقتل ملايين اليمنيين.
ولم يعد ينطلي على أي متابع في الشأن السياسي، التعاون الذي تقوم به مليشيا الحوثي مع إسرائيل، لضمان بقاءها واستمراريتها، وهو جزء من المخطط الإسرائيلي القديم الحديث والذي يقوم على تقوية الأقليات وتغذيتها لتطويل أمد الصراعات بين الشعوب العربية التي تشكل خطراً على الكيان الصهيوني، تلك الشعوب الرافضة لهذا المحتل الغاصب للأراضي العربية الفلسطينية.
ووفقا للمخطط الكبير فقد تم دعم الأقليات الشيعية لضرب القوى الممانعة للمشروع الصهيوني، وذلك من خلال الوقوف مع إيران لضرب القوى السنية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ويأتي المشروع الحوثي ألإمامي امتدادا طبيعياً للمشروع ألإمامي الذي كان يتزعمه الإمام يحي والذي قاومه اليمنيون وانتصروا بثورة 26 سبتمبر 1962م.
أما عن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية الراعي الرسمي للمليشيا الحوثي فحدث ولا حرج، إذ أنها تبلغ ٣٠ مليار دولار وهو رقم ليس بهيين، كما أن أكثر من ٢٠٠ شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع ايران وتعمل في مجال الطاقة، بالإضافة إلى علاقة المرجع اليهودي الوطيدة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني.
وكانت المليشيات الحوثية قد استغلت ظهور اليماني إلى جانب نتنياهو، محرضةً - عبر أذرعها الإعلامية - إلى تظاهرات للتنديد بالمشاركة في المؤتمر، كما حاولت استمالة مزيدٍ من العناصر للزج بهم في ساحات القتال؛ لتعويض خسائرها الكبيرة التي منيت لا سيّما خلال الفترة الأخيرة.
 في الوقت نفسه، أصدرت جهات تابعة للمليشيات العديد من البيانات التي ركّزت خلالها على صورة اليماني بجوار نتنياهو حيث اعتبروها بمثابة تطبيع يمني علني مع الكيان الصهيوني، وقال الناطق الرسمي بما تُسمى حكومة الإنقاذ الوطني التابعة لمليشيا الحوثي ضيف الله الشامي، إنّ "مشاركة اليماني في المؤتمر إلى جانب نتنياهو وصمة عار وتعكس مستوى السقوط الأخلاقي والقيمي للحكومة".