بمواجهة تسييس المناهج.. الانتقالي الجنوبي يًصوب سهامه في الاتجاه الصحيح
أنهت الجمعية الوطنية الجنوبية للمجلس الانتقالي الجنوبي دورتها الثانية، مساء الأحد، والتي عُقدت بمدينة المكلا، وخرجت بجملة من التوصيات الهامة على كافة الأصعدة، غير أنها وجهت هذه المرة سهامها إلى أخطر قضية تهدد الجنوب اليمني والتي ترتبط بتسييس المناهج التعليمية وهو ما عهدت عليه الأنظمة السياسية المتعاقبة ويمارسه الحوثي بحرفية شديدة في المناطق التي يسيطر عليها.
وأوصت الجمعية الوطنية اللجنة القانونية في الجمعية والدائرة القانونية في الأمانة العامة باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة للتصدي للعبث بالمناهج التعليمية ووقف تجييرها السياسي ومخاطبة المنظمات العربية والدولية المختصة لوقف هذه الانتهاكات.
وبدا من الواضح أن هناك خطة شاملة للارتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي في مدن الجنوب، الأمر الذي وضح أيضا من خلال توصية الجمعية الوطنية بتمكين الشباب والمرأة في كل مفاصل القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي ودعم دورهم في المجتمع بما يتوافق مع المواثيق الوطنية والدولية وجعلهم عنصراً فاعلاً في صناعة الحاضر والمستقبل.
وتدرك قيادة المجلس الانتقالي جيدا أن الإعداد الجيد للكوادر الشبابية والنسائية لا يمكن أن يتم من خلال بيئة تعليمية مسيسة بالأساس، وهو ما دفعهم للتوجه نحو إصلاح التعليم وإخراجه من دوامة السياسية التي يدور في فلكها منذ سنوات طويلة.
الارتقاء بالتعليم وإخراجه من دائرة السياسية يصب مباشرة في مواجهة مليشيا الحوثي والتي عمدت على الإهمال في حق التعليم وتسيسه في الوقت ذاته، وذلك من خلال عشرات القرارات التي تصب في هذا الاتجاه والتي كان أبرزها توجيه وزير التربية والتعليم، في حكومة الانقلاب، تعميمًا لمدراء التعليم في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة بالاحتفاء بمناسبة سنوية خاصة بقتلى الجماعة.
وأظهرت وثيقة توجيه الوزير الحوثي بالاحتفال بما سمي "يوم الشهيد" (قتلى الحوثيين في الجبهات) الذي تحتفل بهم الجماعة كل عام . ووفقا للوثيقة فقد وجه القيادي الحوثي بإقامة الندوات الفكرية في المدارس الحكومية والأهلية، وتفعيل دور الإذاعات المدرسية للحديث عن المناسبة المذكورة.
وتتهم الحكومة اليمنية، جماعة الحوثيين في تسيس التعليم باليمن منذ سيطرتها على العاصمة في21 من سبتمبر 2014 ومحاولة تغيير مناهجه التعليمية، بمناهج ومواد طائفية تغذي فكرة الجماعة الطائفي.
وفشل الحوثيون في طباعة الكتاب المدرسي بعد تعديلات جوهرية في الصفوف الأساسية، حيث تظهر التعديلات رؤية الجماعة السياسية والدينية، ونتيجة لذلك أوقفت الأمم المتحدة دعماً أقرته لطباعة الكتاب المدرسي العام الماضي.
وتسببت التغييرات الأخيرة على المنهج الدراسي التعليمي، إلى سحب المانحين للمخصص الخاص بدعم طباعة الكتاب المدرسي بسبب تجاوزات جماعة والحوثي وتجاهلها لتحذيرات الأممية بالاكتفاء بطباعة المنهج السابق وعدم المساس أو تغيير أو استبدال المنهج المعتمد وإقحامه في الصراع السياسية والمذهبي والمناطقي.
وأكد محللون سياسيون سعوديون ويمنيون، أن المنحة المالية التي قدمتها الإمارات والسعودية لدعم رواتب المعلمين في اليمن بمبلغ 70 مليون دولار، هي استمرار لدور البلدين في دعم التعليم كبقية القطاعات الأخرى في اليمن، والذي يواجه سلسلة من العمليات التخريبية، بدءاً من محاولة تغيير المناهج بهدف تشييعها، وزرع الحوثيين تعليماتهم وأجنداتهم في أدمغة الطلاب، وتكريس تعليمات وصور مؤسس الميليشيات الإرهابية الهالك "حسين بدر الدين الحوثي"، فضلاً عن تغيير مديري معظم المدارس بمديرين موالين لهم.
وتم استبدال الكثير من مدراء المدارس والمعلمين بموالين يحملون أيديولوجية الجماعة، وقد كشف عن أهداف هذه الخطوة المبكرة ما تم اتخاذه لاحقا من خطوات هدفت في مجملها إلى إيجاد مبررات واهية لتغيير المناهج الدراسية في كل مراحل التعليم واعتماد مناهج جديدة.