بتغريدة محذوفة.. كاتب تونسي يفضح تدخل الحمدين في أزمة التعليم الثانوي
بتغريدة محذوفة.. كاتب تونسي يفضح تدخل "الحمدين" في أزمة التعليم الثانوي
أكد الكاتب والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية التونسية الصافي سعيد، تمسكه بما ورد في تدوينته عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي كشف فيها عن تدخل نظام الحمدين في الدوحة وذراعه الإخواني راشد الغنوشي، في أزمة التعليم الثانوي بتونس، مشيرا إلى أنه حذفها رأفة بالقلوب الضعيفة – بحسب منصة قطريليكس التابعة للمعارضة القطرية-.
الصافي سعيد كتب تدوينته "المحذوفة" بعد الحديث عن التوصل لاتفاق بين حكومة يوسف الشاهد والجامعة العامة للتعليم التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ينهي الأزمة، مشيرا إلى أن النظام القطري قرر دفع الزيادة في رواتب المعلمين والأساتذة بتدخل من الغنوشي.
السعيد الذي ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014، لم يخف امتعاضه من دخول دولة قطر على خط أزمة التعليم الثانوي وسيطرة الإخوان على مقاليد الدولة، إذ أصر على أنه متمسك بما كتبه، لكنه أشار إلى أنه سحبها رأفة بالقلوب الضعيفة، معبرًا عن أسفه "حيث أصبحت تونس تقتات من الجيف الخليجية".
وجاء في نص تدوينة الصافي المحذوفة "أزمة التعليم الثانوي أوشكت على الانتهاء بوساطة من الغنوشي، وذلك بوعود من قطر يقضي بدفع فارق الزيادات لمدة سنتين ما قولكم يا جماهير المدرسين؟ نحن أيضا دولة حداثوية يحكمها الإخوان وهذا من باب الأرقام القياسية التي يحبها التونسيون حتى و إن كانت في أكل الجيفة إني آسف".
وكانت الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي بتونس، قد أعلنت سابقا التوصل إلى اتفاق مع الحكومة ينهي أزمة التعليم الثانوي التي استمرت لعدة أشهر، وذلك بتعديل 4 نقاط أبرزها المقترح المتعلق بالتقاعد في سن 57 ومنح المدرس مجموعة من المكافآت.
تدوينة المرشح السابق للرئاسيات رغم أنه حذفها، إلا أنها حملت معانٍ وتأكيدات كثيرة، تشير إلى التغلغل الخبيث لنظام الحمدين داخل أروقة الحكومة التونسية، عن طريق أذنابه في حركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي، المتغولة على القرار السياسي في البلاد والداعمة لحكومة الشاهد.
وأثار قرار الصافي سعيد سحب تدوينته جدلا أكثر مما حوته التدوينة نفسها من تهم واضحة لقطر ولتنظيم الإخوان من التدخل في أدق الملفات الداخلية التونسية، وسط تهم متكررة للدوحة بالهيمنة على القرار الداخلي، حيث تناقل الرأي العام التونسي أخبارا عن وجود ضغوطات سياسية مورست على الكاتب التونسي.
وتعرض الصافي سعيد لانتقادات واسعة من قبل أذناب الحمدين في حركة النهضة وصلت إلى التهديد من خلال التعليقات التي رافقت التدوينة قبل سحبها، توازيا مع نفي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وجود دور لقطر في تمويل الزيادة في أجور المدرسين.
ورغم نفي الغنوشي تدخله في الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم الثانوي، إلا أنه ناقض نفسه وأقر بمعرفته المسبقة بالاتفاق الحاصل بين الطرفين قبل إعلانه رسميا، مدعيا أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أبلغه خلال لقاء جمعهما اليوم أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن حل أزمة التعليم الثانوي.
المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل أعرب عن استغرابه من ادعاء الغنوشي معرفته بالاتفاق مسبقا، مشيرا إلى أن الاتفاق مع الحكومة لا فضل فيه سوى لنضالات الأساتذة والمربين، وأوضح أن المفاوضات جرت رأسا مع الحكومة دون سواها وإن عدا ذلك ليس إلا محاولة يائسة للركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحة.
تدوينة السعيد حتى وإن كانت محض تخمين لغياب دلائل ملموسة، إلا أنها تبدو من المنطقية بمكان بالنظر إلى الصعوبات التي تعرفها المالية التونسية، وهو الأمر الذي كانت تتحجج به رئاسة الحكومة ووزارة المالية ووزارة التربية منذ أيام لاستحالة تلبية مطالب المكتب الجامعي للتعليم الثانوي.
كما أن زيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي منذ أيام ومقابلة مسؤولين قطريين علاوة على لقاء الغنوشي برئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل أن يخرج ليبشر عبر وسائل الإعلام بانفراج أزمة التعليم الثانوي، كلها قرائن قد تدعم تدوينة الصافي سعيد الصحفي والكاتب المخضرم المعروف بشبكة علاقاته الخارجية.
يذكر أن تونس بدأت في التدقيق بحسابات حركة النهضة المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، حيث وجه محافظ البنك المركزي مروان العباسي، خطابا سريا إلى البنوك العاملة في تونس، للتأكد من حسابات حركة النهضة وعدد من الناشطين فيها، في إطار مقاومة التدفقات المالية المشبوهة التي تتلقاها أحزاب وجمعيات تونسية، من بينها حركة النهضة التي تحيط بها العديد من الشبهات منذ عام 2011.