مواجهات الـ9 ساعات.. كيف أفشلت قبائل حجور هجمات للمليشيات من 3 جبهات؟
في مواجهات استمرّت تسع ساعات، سطّرت قبائل حجور ملحمة بطولية تمكّنت خلالها من إفشال هجمات من ثلاثة محاور شنّتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
فضائية "العربية" نشرت شهادات ومعلومات ميدانية - اليوم الأربعاء - بأنّ القبائل أفشلت هجوماً واسعاً للمليشيات من ثلاثة اتجاهات في الجبهة الجنوبية، واستعادوا ثلاثة مواقع وغنمو أسلحة.
استمرّت المعارك الطاحنة لمدة تسع ساعات متواصلة وانتهت بسيطرة قبائل حجور على ثلاثة مواقع وطرد الميليشيات منها.
بحسب "العربية"، هاجمت قبائل حجور، مواقع مليشيا الحوثي من جهتين، الأولى من جهة قرية بني رسام عبر أربع هجمات متتالية، والثانية من جهة النيد أفلح الشام، حيث أخذوا ثلاثة مواقع للمليشيات الحوثية، وتمّ اغتنام 13 قطعة سلاح كلاشنكوف وثلاثة معدلات برجنيف وثلاث بوازيك آربي جي.
وأخفقت ميليشيات الحوثي خلال هجومها الفاشل في الاستيلاء على قلعة بني شهر في الحد الشمالي لمديرية كشر، بجانب محاولاتها المستميتة لاستعادة المواقع التي خسرتها في منطقة جمانة.
وفي وقتٍ سابق من اليوم، استجاب التحالف العربي لمطالبات وجهها مشايخ وأعيان قبائل حجور بضرورة التدخل العاجل بإسنادهم بالإمكانات لمواجهة المليشيات الانقلابية التي تستخدم مقدرات وعتاد دولة لسحق وحصار القرى في حجور.
وكشفت مصادر قبلية، عن قیام قوات التحالف بأول عملیة إنزال دعم لوجستي لإسناد قبائل حجور التي تخوض معارك عنیفة مع ميلیشیا الحوثي الانقلابیة في محافظة حجة.
شكّلت انتفاضة القبائل في محافظات حجة وعمران والضالع، تحوّلاً مهماً في وجه مليشيا الحوثي الانقلابية، ما ينذر بتغيير كبير في المشهد خلال المرحلة المقبلة، سياسياً وعسكرياً.
وعملت المليشيات الموالية لإيران منذ بداية الانقلاب على تحييد بعض القبائل، واستخدام البعض الآخر لتصفية حسابات قديمة مع هذه القبيلة أو تلك المنطقة.
وكانت محافظة حجة تُصنَّف كمخزن بشري للمليشيات الحوثية لأسباب ترتبط بالنهج السلالي الذي استندت إليه هذه الحركة في تنفيذ مخططها للانقلاب على الدولة اليمنية وإعادة أحياء نظام الأئمة العنصري.
وحرصت المليشيات على تجنّب المواجهة مع قبائل حجور، إلا أنّ الانتفاضة الراهنة كسرت هذه الصورة النمطية التي حاولت المليشيات تكريسها عن حجة، لتتحوّل قبائل حجور بشكل خاص ومديرية كشر بشكل عام إلى رمز لقدرة اليمنيين على كسر خرافة الانتصار الدائم للميليشيا.
وبعد أن عجزت المليشيات عن إخضاع قبائل حجور ذهبت نحو إرسال تعزيزات مسلحة عبر محافظة عمران بهدف الالتفاف على حجور وضربها من الخلف، إلا أن قبائل عذر في مديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران رفضت السماح بمرور تعزيزات المليشيات من أراضيها لضرب قبائل.
لكنّ المليشيات "المتغطرسة" ردّت على ذلك بالترهيب والقوة، ولَم تكن تدرك أنّ القبيلة التي كان رموزها في قادة الصف الجمهوري لن تركع، حيث خاضت مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، ودمّرت عدة آليات وتعزيزاتها، وأعلنت الانتفاضة عليها، ونقلت المعركة إلى عمران التي لا تبعد عاصمتها عن صنعاء سوى 50 كيلومترًا.
ولأنّ المليشيات لا تفي بعهد فقد حاولت إيهام الرأي العام بعقد اتفاق سلام مع قبائل حجور بواسطة بعض إتباعها في المنطقة، لكن القبائل لم تنطلِ عليها هذه اللعبة، فكانت جاهزة لصد أي محاولة للهجوم عليها وهو ما حدث، لكن النتيجة لم تكن كما توقعتها المليشيات.
الأمر ذاته في مديرية الحشا في أطراف محافظة الضالع مع محافظة إب، فبعد الخسائر التي مُنيت بها المليشيات بعد اقتحامها المديرية وتفجير منزل شيخ المنطقة دفعت بوسطاء محليين لعقد اتفاق ينص على انسحاب مقاتلي الطرفين إلى المواقع التي كانوا متواجدين فيها قبل مواجهات الأسبوع الماضي، لكنها عادت ونقضت ما التزمت به.
وبحسب مصادر قبلية، فإنّ المليشيات غدرت بالقبائل وهاجمت قرى نجد المكلة بمنطقة الأحذوف ومواقع رجال القبائل في تلك المنطقة، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال شملت عربات مدرعة وعربات تقل جنوداً وأسلحة والعشرات من مسلحيها إلى جبهتي الأحذوف والطاحون، موقع الخضراء.