جرائم حوثية بصبغة فارسية.. من يقطع يد إيران العابثة؟
رأي المشهد العربي
أمس الأول، وخلال مؤتمر صحفي، كشف المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي، "سموماً" تغرزها إيران من خلال دعم الانقلابيين بغية تصعيد الأزمة وإطالة أمدها، حيث عرض صوراً أظهرت بوضوح أسلحة وذخائر إيرانية، مكتوب عليها باللغة الفارسية، تم ضبطها مع تنظيمات إرهابية في مقدمتها مليشيا الحوثي.
هذا الكشف الفاضح للجرائم الإيرانية قاد إلى سلسلة من المطالب بتدخل دولي يردع طهران عن سياساتها التي تعبث بأمن اليمن والمنطقة بصفة عامة، حيث أنّ هذا الدعم المسلح للمليشيات الإرهابية يطيل أمد الحرب على الأرض.
ويمكن القول إنّ الجرائم الحوثية التي تأتي تنفيذاً لسياسات إيرانية تجهض أي محاولات للحل السياسي، ويؤدي ذلك إلى إفشال أي جهود دولية لاستعادة الاستقرار في البلاد.
وتحاول إيران من خلال هذه السياسات أن يظل اليمن في المربع الأول، فطهران كشفت عن وجهها "القبيح" ولا تلقي بالاً بأي اتفاقات دولية أو مشروعات إغاثة أممية، ترسيخاً لنظامها الذي يوصف بأنّه "عنصري" يكره العرب إجمالاً، وتحديداً في شبه الجزيرة، حيث تطمع في السيطرة على المقدسات الإسلامية والثروات وكذا القضاء على الهوية العربية، وهي أطماعٌ لن تزول إلا بزوال نظام الملالي نفسه.
ولا يمكن الحديث عن هزيمة للمليشيات الحوثية إلا من حسم وردع للسياسات الإيرانية التي تدعم وتموّل الإرهاب الذي يرتكبه الانقلابيون، ولذلك فإنّ الكثير من الآمال تعلق على المجتمع الدولي من أجل ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على نظام طهران، والعمل على تعريته أمام المجتمع الدولي وكشف حقيقة ممارساته.
وفي خضم عديد البيانات التي فضحت الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية وغيرها من التنظيمات الإرهابية، برز تساؤل عن موقف دولي يردع نظام طهران عن تلك الممارسات التي لا تقتصر على تدخل في شؤون الدول بل العبث بأمنه واستقراره.
من بين الأدلة التي فضحت هذا التطور، ما عرضته الولايات المتحدة قبل أشهر من بقايا أسلحة إيرانية زودت طهران المليشيات، لتؤكد بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في إطار مشروعها القائم على ضرب استقرار دول المنطقة عبر أذرعها الطائفية.
وشملت تلك الأدلة بقايا متفحمة، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنّها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر 2017 على مطار الملك خالد الدولي خارج العاصمة السعودية الرياض، إضافة إلى طائرة بدون طيار وذخيرة مضادة للدبابات.
وذكر تقريرٌ صدر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة أنّ الطائرات بدون طيار تمّ تجميعها من مكونات مصدرها خارجي (طهران) وتم شحنها إلى اليمن، وأنّ طراز "قاصف" أو "المهاجم" متطابق تقريبًا في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.
وفي دليل آخر على التورط الإيراني، كشفت مجموعة "أبحاث التسلح في الصراع"، بعد فحص طائرات بدون طيار استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لتحطيم بطاريات صواريخ باتريوت في المملكة العربية السعودية، أنّ أحد الأرقام ينتمي لطائرة مماثلة تملكها الميليشيات الإيرانية في العراق.
تفضح هذه الجرائم عديد الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإيرانية وهو ما يستدعي ردعًا عاجلًا من قبل المنظمات الدولية، تجاه ما بات يُوصف بالعبث الانقلابي في البلاد.