تقرير أمريكي يعدد خسائر العراق في حال إخراج القوات الأجنبية
حذر مركز أبحاث أمريكي العراق من خسارة المنافع الاقتصادية والعلاقات السياسية القوية مع الدول الغربية، في حال قرّرت إخراج القوات الأجنبية من أراضيها بعد مساعدته في هزيمة تنظيم داعش خلال السنوات الماضية.
وأشار معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن المناقشات التي سيجريها البرلمان العراقي قريبًا بشأن سحب قوات التحالف الأجنبية هي حق سيادي للبلد العربي، لكنه اعتبر أن ”أي قرار بإخراج تلك القوات قد يؤثر بشكل كبير على اهتمام الدول الغربية به“.
وقال في تقرير نشره أمس الخميس، ”إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المتواجدة في العراق تعتبر أقوى حلف يشهده هذا البلد، إلا أن الاهتمام العالمي القوي والدعم المستمر الذي صاحب هذا التواجد قد يتبخّر في حال انسحاب تلك القوات“.
وأكد بأنه ”من المهم جدًا للعراق أن يفهم بأن ما يقوله ويفعله سيؤثر بكل تأكيد على قوات التحالف، وفي حال كان القرار بإخراج هذه القوات فإنه سيخسر المنافع الاقتصادية وغير العسكرية الأخرى، إلى جانب التحالفات العسكرية التي أبرمها“.
ولفت إلى أن الاهتمام العالمي بالعراق تزايد بشكل كبير بعد دخول قوات التحالف لمحاربة داعش، وأن التركيز لم يكن أبدًا بسبب ”الاعتقاد الخاطئ بأن العراق هو شريك لا غنى عنه“، مشيرًا إلى أن معظم دول التحالف لم تكن مهتمة بالعراق من قبل.
ووفقًا للتقرير، فإن ”تزايد ذلك الاهتمام تجلّى في الزيارات الكثيرة والمتكررة لزعماء الدول المشاركة في التحالف إلى العراق في الفترة الأخيرة“.
ورأى التقرير، أن تلك الزيارات ”تمثل بالنسبة لقادة الدول الغربية استثمارًا كبيرًا للوقت والجهد والمال والتخطيط الأمني، ما يعني أنها مؤشر قوي على التزامهم بالعراق“.
وأشار المعهد الأمريكي، إلى ”ضرورة قيام الولايات المتحدة بحشد تأييد شركائها في التحالف لتأكيد ثلاث حقائق للعراق، أولها أنه ورغم تحسّن قدرات القوات العراقية بشكل كبير، إلا أنها لا تزال غير مؤهلة وغير مستعدة للقضاء على داعش الذي عاود الظهور في بعض المحافظات العراقية وخاصة نينوى وكركوك وديالى.
أما الحقيقة الثانية، فهي أن محاولات بعض القوى في العراق التفرقة بين الولايات المتحدة وحلفائها ”لن تنجح، وأنه إما أن تبقى قوات التحالف في العراق أو ترحل جميعها“.
وتتمحور الحقيقة الثالثة، وفق التقرير، حول اهتمام الدول الغربية بالعراق ستيراجع بشكل كبير في حال رحلت قوات التحالف عن أرضه، ولن تكون هناك أية منافع اقتصادية وغيرها.
وأضاف التقرير، بأن ”على الولايات المتحدة أن تتأكد من أن جميع دول التحالف تقوم بإيصال هذه الحقائق لقادة العراق حتى يدركوا خطورة الموقف، ويعرفوا أن الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من قبل دول التحالف مرتبط تمامًا باستمرار مهمة هذه الدول، وتواجدها في العراق في هذه الفترة.“