عند خور المكلا يا قلبي تسلى
د.عبده يحيى الدباني
- الجنوب وحرب الأمراض القاتلة !!
- حين تكون الشجرة وطنا
- نحررهم اليوم ليحتلونا غدا !!
- قطرات من سماء الوطن
ثلاثة أيام قضيناها في المكلا عروسة البحر العربي، مدينة ساحرة مسالمة وجدناها تنعم بهدوء واستقرار إلى حد مقبول ومعقول ومشجع، فلا مظاهر مسلحة منتشرة هنا وهناك كما هو هنا في عدن وغيرها من مدن الجنوب، ولا زحمات مفتعلة وغير مفتعلة حتى أجرة المواصلات بدت لنا أرخص مما هو في عدن بكثير... لم نسمع إطلاقا للرصاص خلال وجودنا هناك، حتى ثقافة المطبات غير شائعة هناك.. ولا تجد تشوهات عشوائية وسطواً على الشوارع والأماكن العامة كما هو شائع في عدن. على ضفاف خور المكلا ينتعش الناس عصرا ويزدحم الخور إلى منتصف الليل، أجواء منعشة وحضارية افتقدناها من زمان. تشعر وأنت هنالك بأنك في مدينة جنوبية حقيقية بدأت تتشكل وتتخلص من آثار حكم صنعاء القبلي والقاعدة التابعة لأطرافه المتناحرة.
سمعنا من المواطنين هنالك قصصا عجيبة وغريبة عن حكم القاعدة للمدينة لمدة عام كامل، حيث أدخلوا المدينة في رعب وألبسوها ثوبا أسود، وتخلصت من ذلك الكابوس بحمد الله تعالى وفضله وببسالة أبناء حضرموت وإخوانهم من أبناء الجنوب في النخبة الحضرمية التي أنشأها وبناها التحالف العربي.
تكاد المكلا تخلو من القات ولم نرَ تجمعا وازدحاما بسببه في أي شارع من شوارعها لا في الظهيرة ولا في المساء.. لقد خصصت المحافظة مكانا بعيدا عن المدينة بعشرات الكيلو مترات لبيع القات، وقد كنت واحدا من مرتاديه ومن الذين شدوا الرحال إليه، ولكنني أثني على هذه الخطوة المسئولة التي تشجع أولا على ترك القات، وثانيا تخلص المدينة من المشاكل التي تسببها أسواقه المتخلفة المزدحمة.
وجدت هنالك عددا من زملائي المناضلين بعد انقطاع من أعضاء الجمعية ومن الضيوف الذين جرت دعوتهم من كل محافظات الجنوب لاسيما حضرموت نفسها.
وكنت أرد مبتسما لو كنت عضوا معكم فقد عرفتم من قبل، لكن ذلك لا يهم فنحن معكم ومنكم وفيكم وإليكم على كل حال.
وجدنا الناس يتوقعون نصرا قريبا بتحرير وادي حضرموت وصحرائها من قوات القاعدة وألوية علي محسن المفرخة لها.
سلاما لحضرموت عمق الجنوب التاريخي وللمكلا خير قبلة وداع.