دلالات خسارة المليشيات حربها العبثية في اليمن (تفاصيل)
السبت 23 فبراير 2019 18:42:00
يعاني ممثلو المنظمات الإغاثية المحلية والعالمية من تهديد يصل إلى حد الاعتقال والقتل من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية، والتي تريد سرقة المساعدات وعدم وصولها إلى المحتاجين في البلاد، ما يؤكد أن المليشيات خسرت فعليا معاقلها في اليمن.
المليشيات تسبّبت في أكبر أزمة إنسانية في تاريخ البلاد، تمثّل الجانب الأبرز فيها سرقة المساعدات، حيث تورّط الحوثيون بسرقة شحنات مساعدات الإغاثة والأغذية المخصصة للشعب الذي يواجه معاناة إنسانية.
وذكر بيانٌ صدر عن برنامج الغذاء العالمي أنّ الحوثيين يسرقون الأغذية من أفواه الجائعين ويحوِّلون شحنات الطعام، مؤكدًا وجود أدلة على استيلاء الانقلابيين على شحنات الإغاثة، وارتكابهم هذه الانتهاكات فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وطالب البرنامج، بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن، وأضاف: تمّ الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية، في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وأجريت هذه المراجعة بعد ازدياد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق صنعاء.
اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها، المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وكشفت الحكومة نقلا عن موظفي الإغاثة والخبراء قولهم: أحد أسباب تصعيد الحوثيين ضد عمال الإغاثة، هو أنهم يستخدمون إيصال المساعدات كوسيلة لإثراء أنفسهم وتعزيز سلطتهم، وخسارة الحرب ببطء ما يجعلهم يعتقلون موظفي المنظمات الإنسانية ظنًا منهم أن ذلك الفعل المشين يمنحهم ورقة مساومة في المفاوضات السياسية.
ونشرت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية، تقريرا عن المخاطر التي تتعرض لها المنظمات العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية بمناطق سيطرة المليشيا الحوثية الإيرانية، والتي تشمل صنعاء والأجزاء الغربية من البلاد.
وأكد التقرير، أن الهجمات الحوثية التي تزايدت مؤخرا قد تؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد.
ونقل التقرير عن عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، إنهم يستهدفون بشكل متزايد من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على نطاق يمكن أن يهدد الجهود الرامية إلى مساعدة ملايين المدنيين الذين وقعوا في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهو ما يعرض الملايين للخطر.
وأشار التقرير إلى احتجاز المليشيا الحوثية، أوفي النعامي، وهي المدير القطري لسيفرورلد، وهي منظمة غير ربحية مقرها في بريطانيا أواخر يناير، وإطلاق سراحها في 16 فبراير بعد ضغوط دبلوماسية مستمرة.