حربٌ على العلم والقلم.. كيف دمّرت المليشيات مدارس اليمن؟

الأحد 24 فبراير 2019 03:34:43
حربٌ على العلم والقلم.. كيف دمّرت المليشيات مدارس اليمن؟
بعدما فُضِحت الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية واستهدفت ضرب العملية التعليمية سواء بحرمان التلاميذ من الدراسة أو قصف المدارس من الأساس، لجأت المليشيات إلى ترويج أكاذيب ومزاعم حول دعمها لهذا المجال.
ادعت المليشيات عبر أبواق إعلامية موالية لها، بأنّ تحرص على توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال، بينما الحقيقة على الأرض تكشف مدى الإجرام الحوثي ضد المنشآت التدريسية.
ارتكب الانقلابيون سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد مؤسسات التعليم، سواء مدارس أو جامعات، منذ الحرب التي أشعلوها في صيف 2014، فضلاً عن محاولاتهم المستمرة لـ"حوثنة التعليم" وذلك عبر تغيير المناهج التعليمية حتى توافق أفكارهم الطائفية.
وفي العام الماضي، كشف تقريرٌ صدر عن منظمة "اليونيسيف" عن تضرُّر آلاف المدارس اليمنية جرَّاء الهجمات الحوثية على المناطق المدنية، حيث أجبرت أعمال العنف التي ارتكبها الحوثيون أكثر من 3600 مدرسة على إغلاق أبوابها وتهجير الطلاب وأسرهم، موضحًا أنّ ما لا يقل عن 248 مدرسة تضررت بصورة مباشرة، في حين تحولت 270 مدرسة أخرى لأماكن لإيواء النازحين و68 مدرسة احتلها الانقلابيون، فضلاً عن تعرض نحو 22 جامعة حكومية وأهلية لأضرار مباشرة وغير مباشرة، وحرمت المليشيات الحوثية أكثر من 2.5 مليون طالب يمني من التعليم.
أيضًا، كشف مركز "سمت" للدراسات خلال العام الماضي أيضاً، في ورقة بحثية بعنوان "الاضطهاد، أداة الحوثيين للقمع في اليمن"، عن تعمُّد المليشيات إفقار قطاع التعليم، حيث أوقفت صرف رواتب المعلمين منذ سبتمبر 2016، ما اضطرهم إلى البقاء عاماً كاملاً بلا راتب، وانتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم، بعدها نظموا إضرابا للمطالبة بحقوقهم.
كما اختطفت مليشيا الحوثي مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهمتهم بالخيانة والعمالة، ودمَّرت مئات المدارس وأجبرت الطلاب على المشاركة في القتال بتجنيدهم بطرق مختلفة، ونتيجة لذلك تضاعفت أعداد المتسربين من المدارس، وبحسب أرقام رسمية، فإنّ عددهم وصل إلى 3.5 مليون، مقارنة بـ1.5مليون كانوا قبل الانقلاب الحوثي.
وفيما يتعلق بأساتذة الجامعات الرافضين للانقلاب الحوثي، فقد كشف المركز عن قيام المليشيات باختطاف رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء خلال تظاهرات واحتجاجات سلمية في 23 أغسطس 2015، كما تم فصل 66 أستاذاً جامعياً في الجامعة نفسها، وأوقفت المليشيات رواتب أساتذة الجامعات وحولت إيراداتها لعملياتها الإرهابية.
وبحسب إحصاءات نشرها المركز الإعلامي للثورة اليمنية، فقد ارتكبت المليشيات الحوثية 279 جناية في حق التعليم في صنعاء خلال عام 2016، أخطرها القيام بحملة زيارات مكثفة لعناصر حوثية إلى المدارس لجباية أموال من الطلاب مباشرة تحت مسمى "دعم المجهود الحربي" و"دعم البنك المركزي"، في إشارة إلى تمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية. 
وكشفت الإحصائيات عن 24 حالة اختطاف لمدرسين، و24 حالة اعتداء جسدي مباشر، و18 حالة فصل تعسفي، و19 انتهاكاً في مجال تغيير المناهج التعليمية لجعلها متوافقة مع أفكار الحوثيين الطائفية، و29 اعتداء نفذه مسلحو الحوثي ضد طلاب المدارس، وذلك كله في عام واحد فقط.