مؤامرة حوثنة المجتمع .. كيف اتخذ التطييف الشيعي طابعاً مؤسسياً؟

الأحد 24 فبراير 2019 14:47:17
مؤامرة " حوثنة المجتمع ".. كيف اتخذ التطييف الشيعي طابعاً مؤسسياً؟

لا يقتصر جُرم المليشيات الانقلابية في حق الوطن على قتل أو تجويع أم إمراض، لكنّه إحدى أبشع آلياته تمثّل فيما بات يُطلق عليها "حوثنة المجتمع".

تقريرٌ جديدٌ أصدره مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، بيّن توسّع المليشيات في إجراء عملية "حوثنة" للمجتمع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

في إطار هذه المهمة، تستخدم المليشيات المساجد والمنابر الدينية وتقوم بتحويلها إلى مراكز طائفية تخدم أفكارها المستقدمة من إيران، كما أخذت عملية "التطييف الشيعي" تكتسي طابعاً مؤسسياً، حيث تقوم المليشيات بتغيير المناهج والكتب المدرسية بشكل جذري، وفرضوا أيديولوجياتهم، كما أضفوا طابعاً طائفياً على مناهج التاريخ والدين.

وقد صرّح وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية - في هذا السياق - بأنّ المليشيات الحوثية هجّرت أكثر من 1200 عالم دين واعتقلت 170 خطيباً، وفي المقابل عملت على دخول 70 شخصاً من الجنسيتين اللبنانية والإيرانية إلى الأراضي اليمنية بشكل مخالف للأنظمة ومن خلال التهريب بهدف غرس الأفكار الإيرانية بين شرائح المجتمع.

وأضاف أنّ المليشيات الحوثية لم تأتِ بمشروع سياسي بل جاءت بمشروع عقائدي لا يرتبط بما سار عليه اليمنيون منذ نحو ألف عام، وأن ما يحدث من قبل المليشيات هو تجريف لمناهج التعليم وغزو لبث الأفكار والمعتقدات الإيرانية خصوصاً مع رصد نقل بعض الحوزات الإيرانية إلى اليمن.

ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية باتت تفرض حرباً طائفية الهدف منها هو تفخيخ عقول النشء منذ سن صغيرة بأفكارهم الهدامة، وتعمل على استغلال النواب الخاضعين لها في صنعاء، لتمرير قانون إنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي؛ بهدف تسخير الأموال التي ستجنيها للإنفاق على طباعة الملازم الخمينية، وتمويل عناصرها الذين فرضتهم في مفاصل العمل التعليمي والتربوي.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ يحيى الحوثي شقيق قائد المليشيات الحوثية المعين من قِبلهم وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يضغط على النواب الموجودين في صنعاء من أجل تمرير قانون إنشاء الصندوق الذي يريد تحويله إلى رافعة مالية لتحقيق أهداف الجماعة الطائفية.

عمدت المليشيات - عبر "ملازم الخميني" - إلى غرس بذرة الطائفية في وعي النشء لخلق جيل جديد بقناعات طائفية سوداء، لا يعترف ببلده، ويكون ولاؤه الأوحد وانتماؤه العقائدي لإيران بصفتها وطنه الأم ومرجعه الديني.

وخلال العامين الماضيين، أجرت المليشيات تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات اليمنية، حيث أدخلت على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.

يتفق ذلك مع ما جاء في تقرير مركز صنعاء، الذي أوضح أنّ المليشيات قامت بنشر الأيديولوجية الحوثية في المخيمات الصيفية لأطفال المدارس، فيما وضع الانقلابيون كاميرات مراقبة بشكل منتظم في المساجد التي يؤمّها خطباء غير منتمين مذهبياً المليشيات، مشيراً إلى أنّها قامت في شهر رمضان الماضي، بمنع المساجد من بث صلاة التراويح على مكبرات الصوت.

في سياق متصل أيضاً، أكّد التقرير أنّ المليشيات كثفت من القيود على الحياة الاجتماعية في جميع أنحاء الجغرافيا التي تسيطر عليها، حيث قامت بحظر مهرجان سينمائي وإغلاق المقاهي بذريعة منع الاختلاط بين الجنسين.

وبيّن أنه في العام 2018، أجبر الانقلابيون، الموظفين الحكوميين على حضور "دورات ثقافية"، حيث يستمعون إلى خطابات قائد المليشيات عبد الملك الحوثي ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.

وكثّفت مليشيا الحوثي أيضاً، من ضغوطها على موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية، ووجه مكتب رئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى، بحظر إصدار أو تجديد تراخيص أي منظمات غير حكومية أو اتحادات أو نقابات أو مؤسسات أو جمعيات، مع السماح باستثناءات طارئة، ما يعني ضمنا المنظمات المرتبطة بالحوثيين، وفق التقرير.