بدء محاكمة حوثية لهادي وعبدالملك واليماني في صورة نتنياهو (حصري)
عقدت محكمة أمن الدولة التابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء، اليوم الأحد، أولى جلسة ما أسمتها "محاكمة" الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة معين عبد الملك، ووزير الخارجية خالد اليماني؛ بسبب الصورة المثيرة للجدل لـ"الأخير" في مؤتمر وارسو إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتحاول مليشيا الحوثي استغلال حضور اليماني المؤتمر - الذي عُقد مؤخراً في العاصمة البولندية وتطرّق إلى آليات تحقيق السلام في الشرق الأوسط - وجلوسه إلى جوار نتنياهو؛ سياسياً وإعلامياً, لإيهام أتباعها بأنها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا.
وقالت مصادر قضائية ومحامون في صنعاء لـ"المشهد العربي"، إنّ النيابة الجزائية (التابعة للمليشيات) قدّمت لائحة اتهام ضد اليماني تضمنت وما وصفتها بـ"الخيانة والعمالة وانتحال صفة وزير الخارجية"، كما صدرت اتهامٌ ضد هادي بأنّه "قدم مساعدة لليماني، وينتحل صفة رئيس جمهورية", وكذا الأمر لدى رئيس الحكومة معين عبدالملك.
وأضافت المصادر أنّ القاضي الحوثي أمر النيابة بإعلان حضور اليماني و هادي وعبدالملك عبر الصحف للمثول أمامها.
وتسعى المليشيات الحوثية لاستغلال مثل المحاكمات (الصورية) للاستهلاك الإعلامي في إطار ما تُوصف بـ"بروباجندا" تسير عليها المليشيا.
وكانت المليشيات الحوثية قد استغلت ظهور اليماني إلى جانب نتنياهو، محرضةً - عبر أذرعها الإعلامية - إلى تظاهرات للتنديد بالمشاركة في المؤتمر، كما حاولت استمالة مزيدٍ من العناصر للزج بهم في ساحات القتال؛ لتعويض خسائرها الكبيرة التي منيت لا سيّما خلال الفترة الأخيرة.
في الوقت نفسه، أصدرت جهات تابعة للمليشيات العديد من البيانات التي ركّزت خلالها على صورة اليماني بجوار نتنياهو حيث اعتبروها بمثابة تطبيع علني مع الكيان الصهيوني، وقال الناطق الرسمي بما تُسمى حكومة الإنقاذ الوطني التابعة لمليشيا الحوثي ضيف الله الشامي، إنّ "مشاركة اليماني في المؤتمر إلى جانب نتنياهو وصمة عار وتعكس مستوى السقوط الأخلاقي والقيمي للحكومة".
وأضاف أنّ "حكومة (الرئيس) هادي في هذا المؤتمر لا يمثل الشعب اليمني المعروف بمواقفه المساندة والداعمة لكل قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية".
في المقابل، انتقدت الحكومة على لسان المتحدث باسمها راجح بادي استغلال المليشيات الحوثية للقضية الفلسطينية بما يخدم أجندتها باليمن، وقال: "امتطاء عصابات الانقلاب وأدواتها السياسية والإعلامية لما حدث ومحاولة توظيفه في إطالة أمد الانقلاب والدفع بمزيد من وقودها البشري لتغذية حربها الآثمة على الشعب والوطن لن يغير من حقيقة أن الانقلاب لا مستقبل له، وأن هذه العصابات هي أسوأ محام يمكن له تنصيب نفسه للدفاع عن القضية الفلسطينية على مدى تاريخها".
وأضاف: "القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اليمني الأولى، وستظل كذلك حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها أقامت دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. ولقد وافقت القيادة السياسية والحكومة على تمثيل اليمن في مؤتمر وارسو للتعريف بقضية شعبنا وحشد الدعم العالمي لرفع محنته مؤكدين موقف بلادنا الثابت من القضية الفلسطينية".
وصرح المتحدث: "إيران والعدو الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة عنوانها العداء للعرب، وإيران بالذات تفوقت على العدو الإسرائيلي في مسؤوليتها المباشرة عن النكبات التي ألمت ببعض الدول العربية وبينها اليمن، بعد نكبة فلسطين".
وسبق أن برر اليماني هذا الموقف، قائلًا إنّه بمثابة خطأ بروتوكولي من الجهات المنظمة للمؤتمر، في محاولة لتخفيف حدة الهجوم عليه سواء من المليشيات الحوثية أو حتى الجهات التابعة للإصلاح.