طوابير اللحوم .. ظاهرة جديدة تفضح فساد النظام الإيراني
نتيجة الفساد المالي والإداري الذي يتمتع به ملالي إيران، ما أقحمها في وحل العقوبات الأمريكية والدولية نتيجة تجويع الشعب مقابل إمداد مليشياتها الخارجية بالمال والسلاح، حتى يتسنى لها تنفيذ مخطتها ونشر الفوضى بالبلدان العربية.
وانتشرت مؤخراً ظاهرة الطوابير الإيرانية من أجل الحصول على السلع الأساسية، آخرها طوابير من أجل الحصول على اللحوم أو الدواجن أمام المجماعات الاستهلاكية، في صورة فاضحة للاقتصاد الإيراني المتدهور، فيما تذهب أموال الشعب الإيراني للجماعات الإرهابية واليميشيات المسلحة.
وتتحدث صحيفة «آفتاب يزد» عن الوضع المأساوي للشعب، مستشهدة بأزمة اللحوم، قائله : قبل أن يخلد إلى النوم، يضبط ساعته بحيث يكون هناك في تمام الساعة السادسة صباحًا، وهذا بالطبع ما يحدث، إذ يقف في تمام الساعة السادسة صباحًا أمام المتجر ممسكًا سلّته بكلتا يديه، لكن كثيرين كانوا سبقوه، والدليل هو الطابور الطويل الممتد أمامه، فما يقرب من 200 شخص اصطفُّوا فيه في هذا البرد القارس، فيدفعه فضوله إلى الاستفسار، إذ كيف يمكن لمثل هذا الطابور أن يتشكّل في هذه الساعة المبكّرة! فيجيبه حارس المتجر بأنهم يتوافدون إلى هنا منذ الثالثة والنصف فجرًا! ويوصيه بأن لا يضيِّع وقته سُدًى، لأنه لن يحصل على ما يريد، إذ كان عليه أن يحضر في وقت أبكر، إلا أنه يقف وينصت إلى بعض الأحاديث التي يتبادلها من اصطفُّوا في الطابور، فعسى أن يناله شيء، وبعد 3 ساعات من الوقوف يعود إلى بيته خالي اليدين.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام يسعى لتشجيع الناس على عدم أكل اللحم، وتتحدث باستمرار عن مضارّ هذه المادة الغذائية، فلا هذه التوصيات غير المقبولة ولا استيراد اللحوم المجمّدة تمكَّنَ من تقليص حجم الطوابير، وبالتأكيد شاهدنا جميعًا هذه الطوابير الممتدة لعشرات الأمتار، وجرى الحديث عنها في مختلف المجالس، ولنقل صراحة إن لن تعكس أمورًا جيدة، فهي تتسبب في نوع من الإحباط، عندما يختلط مع توقّعات بقدوم أيام أصعب، فسيسلب الأمل من أي موجود حيّ.
ووجهة الصحيفة انتقادات واسعة للمسؤولين الإيرانيين، قائله: لا أعلم حقيقةً فيمَ يفكّر المسؤولون، لكنني أعلم أن ما يمرّ في أذهانهم ليس نفس ما يصرحون به ويوردونه في خُطَبهم، وما يثير تعجُّبي أنا وأمثالي هو كيف تقبل غيرة هؤلاء المسؤولين للشعب الذي عانى الحرمان خلال 40 عامًا من الثورة أن يعجزوا عن الحصول على كيلوجرام من اللحم؟ لو كان هذا الوضع قبل 40 عامًا وإبان الحرب مع العراق لكان مقبولًا، لكنه يحدث بعد مرور 40 عامًا على الثورة، ومع وجود عائدات ضخمة من مبيعات النفط وغيره من الموارد!
وتختتم قائلةً: الجيل الجديد ليس جيل ستينيات وسبعينيات وثمانينيات ولا حتى تسعينيات القرن الماضي، فصبرهم قليل، ويمكن القول إنهم «تليغرامييون» و«تويتريون»، وليس لديهم الصبر لقراءة صحيفة أو كتاب، بل يريدون الوصول إلى كل مكان بعبارة واحدة، الأجيال السابقة كان لديها صبر وحِلْم، لكن الجيل الجديد يجهل معنى هذين المصطلحين، لهذا فإن هذه الطوابير اللعينة سيليها ما سيليها من مصائب، ويجب التفكير في ذلك الآن، فإذا كان من الضرورة تغيير توجُّه أو مدير، فمن الأفضل أن يحدث ذلك الآن لا في الغد. العزة والكرامة ضرورية في كلّ مكان.