في مدارس المحويت.. جريمة حوثية مروّعة ضد الأطفال
الأحد 24 فبراير 2019 19:20:37
في خطوة حوثية جديدة للزج بالأطفال في خضم الحرب التي أشعلتها في البلاد منذ صيف 2014، وغرس أفكار إرهابية في عقولهم منذ الصغر، نظّمت المليشيات الانقلابية وقفات في مدارس محافظة المحويت لغرس أفكارها السامة في عقول الأطفال، تمهيداً للزج بهم في ساحات القتال.
قيادات حوثية نظّمت الوقفات اليوم الأحد في مدارس مديرية الخبت، وغرست سمومها في عقول الأطفال ناقلة إليهم أفكاراً مغلوطة عن التحالف العربي، ومحاولةً لاستخدام الأطفال في حربهم العبثية.
ارتكب الانقلابيون سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد مؤسسات التعليم، سواء مدارس أو جامعات، منذ الحرب التي أشعلوها في صيف 2014، فضلاً عن محاولاتهم المستمرة لـ"حوثنة التعليم" وذلك عبر تغيير المناهج التعليمية حتى توافق أفكارهم الطائفية.
ارتكب الانقلابيون سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد مؤسسات التعليم، سواء مدارس أو جامعات، منذ الحرب التي أشعلوها في صيف 2014، فضلاً عن محاولاتهم المستمرة لـ"حوثنة التعليم" وذلك عبر تغيير المناهج التعليمية حتى توافق أفكارهم الطائفية.
أبشع صنوف الانتهاكات الحوثية يتمثل في تجنيد الأطفال، وهو خطر مروّع يدفع ثمنها الآلاف، بين طفلٍ تُسرق منه طفولته قسرًا، وأبٍ يرثي الحال وهو مكبل بيدي الخوف والتهديد، وأمٍ ثكلى تموت مرةً في كل لحظة؛ رثاءً لفلزة كبدها الضائع، وقد شهدت هذه الظاهرة زيادةً كبيرةً في الفترة الأخيرة.
وفي نهاية يناير الماضي، كُشف النقاب عن جريمة حوثية مروّعة في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، بقيادة محمد حسين القاري الذي عيّنته المليشيات مديراً لمكتب التربية في مديرية جبل الشرق، إذ يفرض على مدراء المدارس تجنيد خمسة أطفال من كل فصل بالمدارس الابتدائية والثانوية والزج بهم في ميادين القتال ضمن ما يُسمى بـ"لواء صماد3" التابع للمليشيات.
وقالت مصادر أهلية في المحافظة إنّ هذا القرار راجعٌ بالأساس لما تعانيه المليشيات من نقصٍ في عدادها جرّاء تزايد قتلاها من جهة، ورفض الأهالي الانضمام إلى صفوفهم من جانب آخر بعدما فضحت ممارساتهم وانتهاكاتهم حقيقة توجّههم أمام الشعب اليمني.
وفي يوليو من العام الماضي، كشفت الحكومة - على لسان وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال - أنّ المليشيات الحوثية قامت بتجنيد نحو 25 ألف طفل خلال العام الماضي فقط وزّجت بهم إلى ساحات القتال، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية وقوانين حماية حقوق الطفل".
وتتبع مليشيا الحوثي طرقاً ملتوية لاستقطاب الأطفال عبر وعود بالمال وتوزيع السلاح، والإجبار والاختطاف من المدارس، وإكراه عدد منهم على القتال مقابل إطلاق أقربائهم من سجون المليشيات، ويضطلع الأطفال بأدوار أساسية فى القتال، مثل حراسة نقاط التفتيش، وحمل السلاح، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة.
وفي العام الماضي، كشف تقريرٌ صدر عن منظمة "اليونيسيف" عن تضرُّر آلاف المدارس اليمنية جرَّاء الهجمات الحوثية على المناطق المدنية، حيث أجبرت أعمال العنف التي ارتكبها الحوثيون أكثر من 3600 مدرسة على إغلاق أبوابها وتهجير الطلاب وأسرهم، موضحًا أنّ ما لا يقل عن 248 مدرسة تضررت بصورة مباشرة، في حين تحولت 270 مدرسة أخرى لأماكن لإيواء النازحين و68 مدرسة احتلها الانقلابيون، فضلاً عن تعرض نحو 22 جامعة حكومية وأهلية لأضرار مباشرة وغير مباشرة، وحرمت المليشيات الحوثية أكثر من 2.5 مليون طالب يمني من التعليم.
أيضًا، كشف مركز "سمت" للدراسات خلال العام الماضي أيضاً، في ورقة بحثية بعنوان "الاضطهاد، أداة الحوثيين للقمع في اليمن"، عن تعمُّد المليشيات إفقار قطاع التعليم، حيث أوقفت صرف رواتب المعلمين منذ سبتمبر 2016، ما اضطرهم إلى البقاء عاماً كاملاً بلا راتب، وانتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم، بعدها نظموا إضرابا للمطالبة بحقوقهم.
كما اختطفت مليشيا الحوثي مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهمتهم بالخيانة والعمالة، ودمَّرت مئات المدارس وأجبرت الطلاب على المشاركة في القتال بتجنيدهم بطرق مختلفة، ونتيجة لذلك تضاعفت أعداد المتسربين من المدارس، وبحسب أرقام رسمية، فإنّ عددهم وصل إلى 3.5 مليون، مقارنة بـ1.5مليون كانوا قبل الانقلاب الحوثي.
وفيما يتعلق بأساتذة الجامعات الرافضين للانقلاب الحوثي، فقد كشف المركز عن قيام المليشيات باختطاف رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء خلال تظاهرات واحتجاجات سلمية في 23 أغسطس 2015، كما تم فصل 66 أستاذاً جامعياً في الجامعة نفسها، وأوقفت المليشيات رواتب أساتذة الجامعات وحولت إيراداتها لعملياتها الإرهابية.
وبحسب إحصاءات نشرها المركز الإعلامي للثورة اليمنية، فقد ارتكبت المليشيات الحوثية 279 جناية في حق التعليم في صنعاء خلال عام 2016، أخطرها القيام بحملة زيارات مكثفة لعناصر حوثية إلى المدارس لجباية أموال من الطلاب مباشرة تحت مسمى "دعم المجهود الحربي" و"دعم البنك المركزي"، في إشارة إلى تمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية.
وكشفت الإحصائيات عن 24 حالة اختطاف لمدرسين، و24 حالة اعتداء جسدي مباشر، و18 حالة فصل تعسفي، و19 انتهاكاً في مجال تغيير المناهج التعليمية لجعلها متوافقة مع أفكار الحوثيين الطائفية، و29 اعتداء نفذه مسلحو الحوثي ضد طلاب المدارس، وذلك كله في عام واحد فقط.