السلاح والإفراجات يكشفان التعاون الخفي ما بين الحوثي والقاعدة في اليمن

الأحد 24 فبراير 2019 21:03:33
السلاح والإفراجات يكشفان التعاون الخفي ما بين الحوثي والقاعدة في اليمن
على مدار السنوات الماضية كان هناك تعاونا خفيا ما بين تنظيم القاعدة والمليشيا الحوثية لكن هذا التحالف كان خفيا ولم يظهر للعلن سوى خلال الأشهر الماضية، بعد أن انكشفت العلاقة ما بين طهران والتنظيم الإرهابي، ثم توالت الأدلة والبراهين التي تثبت هذه العلاقة إلى العلن.
وكشف رئيس لجنة الأسرى والمختطفين في الفريق الحكومي اليمني المفاوض، هادي هيج، أن ميليشيات الحوثي أطلقت سراح قيادات في تنظيم القاعدة، واصفا العملية بأنها تعد "الأكثر إجراماً" والأكثر دناءة من الخطف نفسه، الذي يرتكبه الحوثي بشأن معارضية. 
وكتب الهيج في تغريدة على حسابه في “تويتر”، أمس السبت: “أن يطلق الحوثي قيادات القاعدة أمر يخصه، لكن غير مقبول أن يصف معارضيه السياسيين من المخطوفين تعسفاً والمخفيين قسراً بالإرهاب والقضايا الجنائية”.
وملف الإفراج عن الأسرى نص عليه اتفاق السويد المبرم في ديسمبر الماضي بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين، إلا أن تنفيذه يتأخر بسبب عرقلة الميليشيات، وذلك رغم سلسلة اجتماعات في عمّان لحلحلة الموضوع.
وقبل أيام أفادت الولايات المتحدة الأمريكية، بوجود تواصل محتمل بين ميليشيات الحوثي الانقلابية، وتنظيم "القاعدة" الإرهابي؛ لتعزيز الفوضى في اليمن، إذ أشار سفير واشنطن لدى اليمن، ماثيو تولر، إلى احتمال تواصل الحوثي مع تنظيم "القاعدة"؛ لتعزيز الفوضى
وقال تولر: إن "إيران تسعى لزعزعة الاستقرار في اليمن؛ من خلال دعم الحوثي.. والحوثيون استغلوا الانقسامات؛ لبسط سيطرتهم على عدد من المحافظات"، ولفت إلى أن الحوثيين يستفيدون من الانقسامات، ويعملون على تغذيتها.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، العثور على أسلحة إيرانية مع تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي في اليمن.
وعرض المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده في السابع من فبراير الماضي، صورا لأسلحة ومنشورات طائفية تم العثور عليها مع المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، لافتا إلى أنه جرى "العثور على أسلحة إيرانية لدى تنظيم القاعدة في اليمن، فيما تمت مصادرة أسلحة ومنشورات إيرانية طائفية كانت لدى ميليشيات الحوثي".
واقعة ضبط أسلحة إيرانية بحوزة إرهابيي القاعدة في اليمن، تسلط الضوء مجددا على علاقة ليست حديثة بين نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران منذ 4 عقود والتنظيم الإرهابي الأشهر عالميا خلال مطلع الألفية الحالية.
فتحديدا في عام 2001، ومع اشتداد وطأة الضربات الأمريكية التي استهدفت "القاعدة" في أفغانستان، فرّ عدد كبير من إرهابيي التنظيم إلى إيران؛ ما أثار حينها استغراب الخبراء ممن لم يتمكنوا من استيعاب الصلة بين الطرفين.
وبعد سنوات عديدة تتكشف خيوط العلاقة السرية بين التنظيم الإرهابي الأشهر وطهران، بعد أن أكدت آلاف الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل عامين سخاء الإيرانيين مع عناصر القاعدة الفارين إليها، غير أن الجانب الظاهر منه للعلن هو استغلال إيران تنظيم القاعدة في شنّ هجمات إرهابية عدة، فضلا عن تمرير أجندتها التخريبية في سوريا وبلدان مجاورة أخرى.
وعرضت أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وفقا لوثائق الاستخبارات الأمريكية، توفير دعم نقدي ولوجيستي ومعلوماتي مقابل استهداف تنظيم القاعدة المصالح الأمريكية في دول خليجية.
وأشارت الوثائق التي جرى نشرها مطلع نوفمبر عام 2017، إلى أن مسلحي القاعدة الذين فروا إلى إيران خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان ما بين عامي 2001 و2002، استقروا في طهران بكل سهولة تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وغضت طهران أعينها لسنوات عديدة عن عبور إرهابيي تنظيم القاعدة لأراضيها للانضمام لمليشيات مسلحة في العراق، بل حتى لقتال المليشيات الشيعية المدعومة من إيران نفسها.

وكانت محكمة أمريكية قضت في مايو الماضي بتوقيع غرامات باهظة على حكومة طهران تقدر بنحو 6 مليارات دولار، كتعويضات لصالح أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر عام 2001 التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء.