بانتفاضة حجة وعمران .. الحوثي يفشل في تحييد القبائل لصالحه
منذ أن قامت مليشيا الحوثي بالانقلاب على الشرعية في العام 2014، سعت بكافة الطرق إلى تحييد بعض القبائل واستخدام البعض الآخر لتصفية حسابات قديمة مع هذه القبيلة أو تلك المنطقة، غير أن الانتفاضة الأخيرة في عدد من المحافظات اليمنية برهن على فشل عناصر الإنقلاب في مخططتهم، وبدا أن هذه القبائل فهمت اللعبة الحوثية وثارت ضدها.
ويرى مراقبون أن انتفاضة القبائل في محافظات حجة وعمران ومناطق الحشاء ودمت شمال الضالع تعد بداية تحول مهم في المعركة مع مليشيا الحوثي، إذ أن محافظة حجة الواقعة إلى شمال غرب صنعاء، كانت تصنف كمخزن بشري للميليشيا الحوثية لأسباب ترتبط بالنهج السلالي الذي استندت إليه هذه الحركة في تنفيذ مخططها للانقلاب على الدولة اليمنية وإعادة أحياء نظام الأئمة العنصري.
وكذلك فإن ثورة قبائل حجور التي حرصت الميليشيات منذ بداية الانقلاب على تجنب المواجهة معها كسرت هذه الصورة النمطية التي حاولت الميليشيات تكريسها عن حجة التي ذاق سكانها ويلات نظام الحكم العنصري. ومع تحوّل قبائل حجور خاصة ومديرية كشر عامة إلى رمز لقدرة اليمنيين على كسر خرافة الانتصار الدائم للميليشيا.
ويذهب البعض للتأكيد على أن انتقال المعركة إلى مديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران تعيد إلى الأذهان انتفاضة القبيلة ضد حكم الأئمة في مطلع الستينيات وإعلانها الولاء للنظام الجمهوري، والتحاقها بصفوف الثورة وملاحقة بقايا حكم الأئمة حتى هزيمته في نهاية الستينيات.
ووفق مصادر قبلية، فإن الميليشيا وبعد أن عجزت عن إخضاع قبائل حجور ذهبت نحو إرسال تعزيزات مسلحة عبر محافظة عمران بهدف الالتفاف على حجور وضربها من الخلف، إلا أن قبائل عذر في مديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران رفضت السماح بمرور تعزيزات الميليشيا من أراضيها لضرب قبائل.
أمام كل هذه التحركات وجدت المليشيا الانقلابية نفسها في موقف محرج ما دفعها للمزيد من جرائمها للتغطية على فشلها، وراحت لتطلق نيرانها المدفعية، تجاه قبائل أخرى مسالمة فى وسط البلاد وتحديدا فى محافظة أب، تسمى قبائل بنى مفتاح، ما يكشف عن تصعيد حوثي في مديرية القفر بمحافظة إب وسط اليمن.
كما شهدت مدينة القفز توتر حاد عقب مواجهات مع قبائل بني مفتاح، بعدما حاولت مليشيات الحوثي الموالية لإيران، تجنيد أبناء القبيلة بالقوة، فيما جاءت هذه الاشتباكات عقب مواجهات ملتهبة بين قبائل حجور فى محافظة حجة والحوثيين الذين فرضوا عزلة على المنطقة .
بحسب مصادر قبيلة، أثيرت تقارير مؤخرًا، حول محاولة المليشيات الحوثية، شق الصف وإحداث انقسام بين زعماء قبائل حجور من خلال دعم موالين لها من شيوخ القبائل يقيمون في صنعاء والدفع بهم إلى واجهة الأحداث مع استمرار المعارك وسقوط عشرات القتلى في صفوف المليشيات.
وقال أحد شيوخ القبائل إن بعض الشيوخ المحتجزين في صنعاء اتهموا المليشيات بقتل النساء والأطفال انتقاماً من قبائل حجور، والاعتداء على ممتلكات المواطنين وتخريب منازلهم لمجرد رفضهم تحويل منطقتهم إلى ساحة حرب.
ومؤخرا اتهمت منظمة العفو الدولية ميليشيات الحوثي، بارتكاب جرائم جسيمة يرتقي بعضها إلى جرائم حرب، واستخدام السلطة القضائية لتصفية حساباتها السياسية مع المناهضين لها في مناطق سيطرتها، وقالت في لها الأسبوع الماضي، "اقتراف الحوثيين انتهاكات بحق معارضين ذكوراً وإناثاً، منها الإخفاء القسري والتعذيب داخل معتقلاتها، مثل التعليق من السقف لساعات والركل واللكم على الأعضاء التناسلية والتهديد بالاغتصاب والابتزاز المادي".
وأوردت المنظمة حالة امرأة ورجلين اختفوا قسراً، وتعرضوا لسوء المعاملة قبل أن يحكم عليهم بالإعدام، إثر محاكمة بالغة الجور أمام إحدى محاكم العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بتهمة إعانة العدوان، حسب ما زعم الحوثيون.