التصعيد العكسري.. هدف حوثي إيراني لقلب موازين القوى بالحديدة
الاثنين 25 فبراير 2019 20:45:34
لم يكن التراجع الحوثي عن تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، مرتبطا فقط بعدم الرغبة في الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية فحسب، لكنه يرتبط تحديدا برغبة حوثية إيرانية للتصعيد العسكري مرة أخرى في المدينة الساحلة في محاولة جديدة لقلب موازين القوى لصالحها بما يكمنها بالبقاء داخل المدينة.
قبل أن تذهب الأطراف اليمينة إلى اتفاق السويد كان هناك تفوقا واضحا لألوية العمالقة المدعومة من التحالف العربي في الحديدة في حين كانت المليشيا الحوثية في أشد الحاجة إلى وجود اتفاق لوقف إطلاق النار رغبةً في إعادة ترتيب أوراقها، والآن هي تسعى للتصعيد العسكري من جديد أملا في تحقيق انتصارات تغير من الواقع الحالي على الأرض.
ولعل ما صًرح به عبدالملك الحوثي، اليوم الاثنين، أكبر دليل على ذلك بعدما أعلن توقعه اندلاع وشيك في المعارك بالحديدة، غير أنه كعادته تهرب من مسؤولية هذا التصعيد وحمله للتحالف العربي الذي التزم حتى آخر لحظة بتطبيق المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة.
وتجاهل الحوثي بناء المتارس وحفر الطرقات التي تقوم بها جماعته في الحديدة متهما ما وصفه بـ "الطرف الآخر يتحرك بأطماعه"، في حين أن الأمم المتحدة أعلنت أنها ستقود جولة مفاوضات أخرى مع الحوثي لإقناعها بتطبيق الاتفاق وبالتالي فأن الرغبة في التصعيد وإفشال الاتفاقيات الدولية تعد رغبة حوثية بالأساس.
وقال مصادر عسكرية، اليوم الاثنين، أن رئيس لجنة الرقابة الأممية الجنرال مايكل لوليسغارد ابلغ الجانب الحكومي تأجيل تنفيذ الاتفاق والذي كان مقررا أن يبدأ صباح اليوم بانسحاب الطرف الآخر (جماعة الحوثي) على مدى خمسة أيام من ميناءي الصليف وراس عيسى.
وبعدها صعًدت جماعة الحوثي عسكريا داخل مدينة الحديدة بما يعزز الشكوك حول عدم استعدادها تنفيذ اتفاق ستوكهولم، إذ حاولت المليشيات الحوثية حاولت التسلل صوب الأحياء السكنية المحررة في شارع الخمسين مستخدمة مختلفة الأسلحة الرشاشة وسلاح القناصة.
كانت مليشيات الحوثي قد أجلت أمس الأحد، تنفيذ المرحلة الأولية من عملية بدء إعادة الانتشار في الحديدة (غرب اليمن) إلى اليوم الاثنين.
وبررت ميلشيات الحوثي أمس عدم بدء انسحابها بحسب الاتفاق "بعدم نزعها الألغام من الموانئ"، في مماطلة جديدة تمارسها الميلشيات لعرقلة تنفيذ الاتفاق، إلا أن تعطيل تنفيذ الاتفاق اليوم يؤكد عدم نية المليشيات في التنفيذ ومواصلة المراوغة، وعدم الانصياع لمجلس الأمن أو تنفيذ مقترح رئيس لجنة المراقبة الأممية مايكل لوليسغارد بإعادة الانتشار.
وكانت مليشيات الحوثي حالت دون تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة منذ أكثر من شهرين بعد وقف إطلاق النار، في مسعى منها للالتفاف عليه ومحاولة تنفيذ انسحاب صوري لا يضمن عودة الحديدة وموانئها الثلاثة إلى كنف السلطات الحكومية الشرعية