قمة شرم الشيخ تكشف عن سلام دافئ ما بين أوربا وإيران

الاثنين 25 فبراير 2019 23:30:42
قمة شرم الشيخ تكشف عن سلام دافئ ما بين أوربا وإيران
كشفت البيان الختامي للقمة العربية الأوربية والتي اختتمت أعمالها، اليوم الاثنين، وكذلك مواقف عدد من الزعماء الأوربيين خلال القمة، عن وجود سلام دافئ ما بين دول الاتحاد الأوربي وإيران، وذلك بعد جاءت مجمل المواقف تحمل موقفاً يبرئ طهران من الإرهاب الذي تقوده في منطقة الشرق الأوسط، في وقت قصدت فيه المملكة العربية السعودية تسليط الضوء على جرائمها بالتعاون مع مليشيا الحوثي باليمن.
ولعل ما يبرهن على ذلك أن البيان الختامي للقمة والذي أولى فقرة خاصة عن اليمن لم يتحدث عن جرائم مليشيا الحوثي من قريب أو بعيد، وجاء فضفاضا ويحمل جميع التأويلات والتفسيرات، إذ نصت المسودة على الترحيب باتفاق استوكهولم وبقراري مجلس الأمن رقم 2451 و2452 والتعبير عن القلق إزاء الوضع الإنساني ودعوة كل الأطراف المعنية من أجل العمل بشكل بناء للوصول إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة تكون لصالح الشعب اليمني".
ماجاء في تلك الفقرة عبًر عنه بشكل آخر رئيس وزراء بلجيكا، شارل ميشيل، والذي أشار إلى أن المنافسة بين السعودية وإيران في المنطقة لها تأثير على الأمن في أوروبا، وأن مصالح أوروبا ليست بالضرورة نفس مصالح الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن أوربا تتغافل الجرائم الإيرانية بالمنطقة، بل أنها تساوي في الوقت ذاته ما بين الضحية والجلاد وتضعهم في كفة واحدة.
وقال ميشيل أمام الصحفيين على هامش القمة الأوروبية العربية، اليوم الاثنين، في شرم الشيخ: "هناك منافسة بين المملكة العربية السعودية وإيران منذ الحرب الباردة، تؤدي إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة، ولكن لها أيضا تأثيرا على أوروبا".
وأوضح: "نحاول أن نجري حوارا مع إيران حول الاتفاق النووي لحماية مصالحنا الجيوسياسية، وهي ليست بالضرورة نفس مصالح الولايات المتحدة".
ويعتبر الموقف الأوربي من الملف النووي الإيراني أحد دلالات التقارب ما بين الجنانين، وهو ما عبًر عنه البيان الختامي للقمة العربية الأوربية أيضا، إذ نصت المسودة فيما خص الموضوع النووي في المنطقة على أهمية المحافظة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وعلى هدف الوصول إلى شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، وهي أيضا جمل فضفاضة لا تشكل رأيا واضحا بشأن الملف النووي الإيراني.
وفي السنوات الأخيرة، غيّرت أوروبا نهجها ولهجتها تجاه إيران، وذلك بعد أن وقعت ثلاثة بلدان داخل الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) اتفاقًا نوويًا مع طهران في أبريل عام 2015، كان رفقة روسيا والصين والولايات المتحدة، إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما.
ورغم تبني الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب نهجًا يسير عكس تيار سلفه أوباما في التعامل مع إيران، فإن بلدان الاتحاد الأوروبي ظلت على موقفها من الحفاظ على ارتباطاتها تجاه إيران، حتى بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي في الحادي عشر من مايو الماضي.
وتفشت الشهر الماضي أزمةٌ دبلوماسيةٌ بين الدنمارك وإيران، وذلك بعد أن اتهمت كوبنهاجن طهران بالتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال في أراضيها بحق قادة الفرع المحلي لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" المعارضة، وهو ما نفته إيران بشكلٍ قاطعٍ.
وعلى ضوء ذلك، استدعت الدنمارك سفيرها لدى إيران، كرد فعلٍ على ما حدث، وقد قال حينها، وزير الخارجية الدنماركي، أنديرس سامويلسن، تعهد بأن تقدم كوبنهاجن على الرد على خطة الاغتيال الإيرانية المزعومة، قائلا إن الحكومة ستبحث الإجراءات المحتملة بهذا الصدد.
وبعد مرور شهرٍ على ذلك الحادث، قررت الدنمارك إعادة سفيرها لدى طهران من جديد لممارسة مهام عمله، وأشارت إلى أن هذه الخطوة أتت بعد التنسيق مع الزملاء الأوروبيين، وهو ما يعكس نهجًا أوروبيًا في عدم إثارة الأزمات مع طهران، وذلك في وقتٍ تؤكد إيران فيه التزامها بالاتفاق النووي، ومواصلة الشراكة خلاله مع الاتحاد الأوروبي.