استقالة ظريف.. وزير الخارجية الإيراني يقفز من سفينة طهران الغارقة
الثلاثاء 26 فبراير 2019 01:54:29
قدم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استقالته مساء الاثنين، دون توضيح الأسباب وتزامناً مع زيارة رئيس النظام السوري إلى طهران للقاء المرشد خامنئي والرئيس حسن روحاني، في خطوة تبرهن على موت الدبلوماسية الإيرانية وغرفها في مستنق الأزمات التي تعانيها المنطقة
ونشر ظريف تدوينة عبر حسابه على موقع "انستغرام"، قائلاً: "أشكر أبناء الشعب الإيراني العزيز والشجاع في إيران والمسؤولين خلال الـ67 شهراً الماضية وأعتذر بصدق عن عدم قدرتي على مواصلة الخدمة وعن جميع أوجه القصور أثناء الخدمة".
قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" إن ما تم نشره عبر صفحة ظريف حول استقالته صحيح.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد لاحظت غياب ظريف عن مراسم استقبال رئيس النظام السوري سواء خلال لقاءه مع المرشد خامنئي الذي حضره كبار المسؤولين، أو لقاء الأسد بروحاني.
ويرى مراقبون أن نظام الملالي في ايران انه ميت سريريا ويحاول ان يتشبث بحياته السياسبة لكنه يتلقى الضربات تلو الاخرى على الصعيدين الدولي والمحلي فاليوم يعيش اسوأ حقبة من تاريخه الذي بناه على جثث الشهداء من ابناء الشعب الايراني الصابر.
ولم يعد المجتمع الدولي يثق بنظام يعيش على الازمات والاضطربات التي يفتعلها في المنطقة وبسببه دمرت اليمن وبسببه دمرت سوريا وسببه دمر العراق لكن كل ذلك تكشف امام العالم الحر وبدأ يخسر معاركه الميدانية وكذلك يفشل في دبلوماسيته العقيمة ولم يعد باستطاعته اقناع اصغر دولة بسياسته التعسفية التي يحاول التستر عليها وما فضحته اكثر موجة الاحتجاجات المستمرة والمتصاعدة منذ انهيار العملة الايراني بسبب العقوبات الامريكية المفروضة على الملالي.
بالإضافة إلى نجاح المقاومة الايرانية في مقبوليتها عالميا خاصة بعد كشفها لشبكات ارهابية من مخابرات النظام الحاكم في طهران تلك الشبكات التي حاولت القيام بعمليات اجرامية في بلدان عدة اخرها المحاولة الفاشلة لتفجير مؤتمر المقاومة الايرانية الذي نظم في باريس في الشهر الماضي.
واذا راجعنا سريعا قائمة العمليات الارهابية التي نفذها النظام الايراني سنرى مدى خطورته على السلم العالمي وهو يدفع باتجاه تصاعد اعمال العنف في جميع دول العالم وخاصة المنطقة الاقليمية ففي عام ٢٠١٧ قد أقدم النظام على اغتيال معارضين اثنين في اوروبا وفي عام 2018 عمليات الاغتيال اربعة الآن هناك ٨ مؤامرات إرهابية تم تنفيذها هذا العام من قبل النظام الديني وكان لوزارة المخابرات يد ضليعة فيها.
وتعد عملية طرد الدبلوماسيين الإيرانيين المتكررة، دليلًا على وجود أزمة في السياسة الخارجية لإيران، إلى جانب التدليل على وجود أزمة تقاسم سلطات وصراعات على الزعامة داخل إيران؛ فجهاز الدبلوماسية الإيراني لا يخلو من السقوط في دائرة الهيمنة من جانب الاستخبارات والمؤسسة الأمنية والعسكرية في إيران. وهو ما يخالف طبيعة هذا الجهاز.
وكانت وزارة الخارجية الألبانية قد أعلنت، الأربعاء الماضي 19 ديسمبر الماضي ، طرد السفير الإيراني في العاصمة الألبانية تيرانا، لاتهامهما بالضلوع في هجوم إرهابي أثناء مباراة لكرة القدم في تيرانا بين منتخبي إسرائيل وألبانيا.
وشهدت الأشهر الأخيرة طرد واعتقال كثير من الدبلوماسيين الإيرانيين في دول أوروبية مختلفة بتهم الإعداد لمخططات "إرهابية" على الأراضي الأوروبية، حيث أعلن مسؤولون أمنيون، بداية شهر يوليو السابق، عن "اعتقال دبلوماسي إيراني في ألمانيا شارك في التخطيط للعملية الإرهابية التي استهدفت الاجتماع السنوي لمنظمة مجاهدي خلق في ضواحي باريس".
وأعلنت وزارة الخارجية الهولندية، في شهر يوليو نفسه، أنها طردت دبلوماسيين إيرانيين اثنين من البلاد. وفي أكتوبر، أعلنت الحكومة الفرنسية أيضًا أنها "قامت بطرد دبلوماسي إيراني متورط في "العملية الإرهابية" نفسها في ضواحي باريس.
کما أدانت الدول الإسكندنافية إلى جانب الحكومة الدنماركية، في نوفمبر الماضي، نظام الجمهورية الإسلامية بتهمة التخطيط لاغتيال أحد معارضيها في الأراضي الدنمارکية.
يقول المحلل السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق، حسين عليزاده، في مقال نشره موقع ايران انترنشنال: يمكن رؤية شدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين إيران والبلدان الأخرى، من خلال قطع 11 دولة لعلاقاتها مع الجمهورية الإسلامية، وهي: الصومال، وجزر القمر، وجيبوتي، وجزر المالديف، والسودان، والبحرين، والمملكة العربية السعودية، والمغرب، ومصر، وكندا، والولايات المتحدة الأميركية.
اللافت أن إسرائيل غير مدرجة في هذه القائمة، ربما لأن الجمهورية الإسلامية لم تقم علاقة دبلوماسية معها منذ البداية حتى تقطعها.
هناك أيضًا دول خفضت مستوى علاقاتها، من السفير إلى القائم بالأعمال- وهي ليست قليلة- لم يتم ذكرها في هذه القائمة. والمعروف أن خفض العلاقات الدبلوماسية دليل على عدم وجود علاقات جيدة بين الدول.
من خلال إلقاء نظرة على عدد الدول التي تقطع علاقاتها السياسية مع طهران- باستثناء البلدان التي تشهد حالة من تخفيض العلاقات- يمکن القول إن إيران تحمل الرقم القياسي في مثل هذه الوضعية. ربما لا يمكن ذکر أي دولة أخرى تمر بمثل هذه "الأزمة الدبلوماسية".
لكن هذا ليس كل القضية. فلا تتمتع علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحميمية مع بعض الدول الأخرى التي يبدو أن علاقاتها مع إيران عادية، فعلى سبيل المثال، مع انتهاء مهمة السفير الفرنسي الأخير في طهران، لم ترسل باريس إلى الآن سفيرها الجديد لعدة أشهر متتالية.