الموت يحاصر فتيات صنعاء.. الفقر داخل المنزل والاختطاف خارجه
تواجه الفتيات في صنعاء مصيرا مجهولا بسبب ارتفاع معدلات الفقر وزيادة جرائم الاختطاف، الأمر الذي يجعلن يواجهن الموت داخل ديارهن وخارجها أيضا، وذلك في ظل زيادة حالات زواج القاصرات هربا من الأوضاع القائمة والتي تسبب فيها مليشيا الحوثي بجرائمهم التي يرتكبونها ليل نهار.
وشهدت صنعاء اليوم حادث اختطاف فتاة من وسط صنعاء في ظروف غامضة، وسط تنامي ظاهرة اختفاء واختطاف الفتيات في المدينة التي تعيش حالة من الفوضى الأمنية، وقالت مصادر مقربة من الفتاة - لموقع (المشهد العربي) - إن الفتاة "ردينة حسن حسن قاسم" اختفت بعد خروجها من المدرسة عصر اليوم، ولم تعد إلى المنزل.
وأشار مصادر أمنية في صنعاء بأن ظاهرة اختفاء واختطاف الفتيات تنامت بشكل خطير في صنعاء، جراء حالة الانفلات الأمني بها. وأشارت إلى أن معظم الأهالي يحاولون البحث بصمت عن المختفيات خوفًا من الفضيحة.
وأثارت الظاهرة المنتشرة بشدة منذ سيطرة الحوثي على صنعاء في العام 2014، الخوف والرعب لدى الأهالي، في ظل اختفاء عشرات الفتيات في ظروف غامضة وخلال فترة زمنية قصيرة مع مؤشرات على تورط قيادات انقلابية في شبكات للاتجار بالبشر وبيع الأعضاء.
وكانت هذه الظاهرة بالإضافة إلى زيادة معدلات الفقر أحد الأسباب التي دفعت العديد من الأسر للموافقة على زواج بناتهم في سن مبكرة، وتشير أرقام الإحصاءات إلى أن معدلات زواج الأطفال في اليمن كانت قد انخفضت قبل الحرب، لكنها ارتفعت مرة أخرى بسبب الظروف البائسة التي تعيشها الكثير من الأسر نتيجة الحرب.
كان زواج الأطفال عادة مقبولة في اليمن، لكن النشطاء ومنظمات حقوق الأطفال بذلوا جهودًا حثيثة للحد منه، بالإضافة إلى قضية الرأي العام للطفلة نجود محمد علي التي حصلت على الطلاق عام 2008 وكانت بعمر الـ8 حينها، أدى ذلك كله إلى رفع الوعي بالآثار السلبية لتلك العادة.
لكن الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي عطلت تلك الجهود، فقد كان النشطاء على وشك الضغط لوضع حد أدنى قانوني للزواج عند عمر الـ17 عامًا، حيث اجتمع المحتجون خارج البرلمان في صنعاء، ففي تقرير اليونسكو الصادر عام 2017 تزوجت أكثر من ثلثي الفتيات في اليمن قبل عمر 18 عامًا مقارنة بـ50% قبل عام 2015.
حالات زواج الفتيات القاصرات أكثر شيوعًا في المناطق التي تحتوي على عدد كبير من النازحين، ويعتقد الكثير من الآباء أن تزويج بناتهن سيخفف عنهم التكاليف كما ستقوم أسرة الزوج بحمايتهن بشكل أفضل، أو كما في حالة زهر فبعضهم يستخدم المهر لسد ديونه أو شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية.
يقول تقرير اليونسكو أيضًا إن حالات زواج الفتيات أكثر شيوعًا في المناطق التي تحتوي على عدد كبير من النازحين، أما منظمة أنقذوا الأطفال في اليمن فقد رفضت الحديث عن القضية وقال والتر ماوير مدير الإعلام والاتصالات في المنظمة إن قضية زواج الأطفال “خط أحمر” ولا يمكن الحديث عنها.