ماذا يعني وصول الأمم المتحدة إلى مخازن الحبوب بالبحر الأحمر في الحديدة؟
الثلاثاء 26 فبراير 2019 19:06:03
بارقة أمل لليمنيين أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وهي وصول المنظمة الدولية للمرة الأولى منذ سبتمبر إلى مخازن الحبوب قرب خط الجبهة في الحديدة اليمنية.
وجاء حديث الأمين العام للأمم المتحدة ليكون الحل المؤقت لإنقاذ قرابة 3 ملايين يمني من الجوع حيث يكفي القمح المتواجد في تلك المخازن من تقليل وتيرة الجوع التي تسببت فيها المليشيات الكهنونية.
وقال غوتيريس خلال مؤتمر للجهات المانحة لليمن في جنيف "لقد تلقيت للتو نبأ ساراً: أخيراً تمكنا من الوصول إلى مخازن مطاحن البحر الأحمر".
ومنذ الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية في أواخر 2014، دأب الانقلابيون على تأزيم المأساة الإنسانية من خلال قصف المليشيات مطاحن البحر الأحمر للغلال المليئة بكميات كبيرة من القمح، لتحرم ما لا يقل عن ثلاثة ملايين يمني من مساعدات غذائية.
ويتسبب القصف الحوثي في تجويع متعمد لليمنيين وتحقيق كارثة إنسانية هدفها أن يتدخل المجتمع الدولي للضغط على التحالف العربي من جهة، وإرغام الحكومة من جهة أخرى على القبول بحل سياسي ضعيف يضمن بقاء المليشيات كونها نسخة مكررة من "حزب الله" في لبنان.
وتلك السياسة الخبيثة ظهرت خيوطها بعرقلة وتعنت المليشيات تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة وهو ما يؤكد أن مبدأ التسويف الذي تنتهجه المليشيات يأتي لكسب المزيد من الوقت لكي ترتب صفوفها من جديد وتراوغ الأمم المتحدة.
وتتعرى يوماً بعد يوم المليشيات الحوثية أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية وينكشف زيفها بعد أن تبين للجميع إصرارها على تحقيق سياسة التجويع ما عجزت أن تحققه عسكرياً في ميادين القتال.
وللمرة الرابعة خلال بضعة أسابيع، قصف الانقلابيون - الخميس الماضي - بقذائف هاون، مطاحن البحر الأحمر الواقعة في الأحياء الشرقية للحديدة، وسقطت قذيفة بجوار صوامع الغلال المليئة بكميات كبيرة من مادة القمح والتابعة لبرنامج الغذاء العالمي والتي تلبي احتياجات أكثر من ثلاثة ملايين جائع.
وفي 25 يناير الماضي، قصفت المليشيات شركة مطاحن البحر الأحمر ما أسفر عن احتراق إحدى صوامع الغلال وتلف كميات كبيرة من مادة القمح، ووقع الهجوم الثاني في أول فبراير الجاري حين جدّدت المليشيات استهداف المطاحن، بقذائف مدفعية أطلقتها من كلية الهندسة وباحة معهد التدريب المهني شمالي المدينة، متسببة بحدوث أضرار في الصوامع.
المليشيات تعلم جيدا أهمية تصعيد الأزمة الإنسانية ومضاعفة معاناة المدنيين، في محاولة واضحة منها لإطالة أمد الأزمة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية والسياسية وذلك على حساب ملايين المواطنين، ويثبت الاستمرار الحوثي في قصف الصوامع أنّ المليشيات أدركت يقينًا بأنّ المجتمع الدولي سيقف صامتًا ما يمنحها رخصةً للاستمرار في انتهاكاتها.
برنامج الغذاء العالمي أكد أنّ الحوثيين يسرقون الأغذية من أفواه الجائعين ويحوِّلون شحنات الطعام، مؤكدًا وجود أدلة على استيلاء الانقلابيين على شحنات الإغاثة، وارتكابهم هذه الانتهاكات فى المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى.. يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي".