الأمريكي الذي رأى النور بعد 18 شهرًا في ظلمة الحوثي.. من هو داني بورتش؟
"داني بروتش".. الاسم الأكثر بزوغاً على الساحة اليمنية في الساعات الأخيرة عقب الإفراج عنه من سجون مليشيا الحوثي في صنعاء، بعدما قضى 18 عاماً أسيراً لدى الانقلابيين.
ترامب قال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "يشرّفني أن أعلن أنّ داني بورتش، المواطن الأميركي الذي كان رهينة طيلة 18 شهراً في اليمن، تمّ استرداده وقد تمكّن من العودة إلى زوجته وأولاده".
وأضاف: "أثمّن الدعم الذي قدّمته الإمارات العربية المتّحدة لإعادة داني إلى دياره"، مؤكدًا أنّ استعادة الرهائن الأمريكيين أولوية لإدارته، وأوضح أنّه مع تحرير داني، يكون عدد من تمكنت إدارته من تحريرهم 20 20 محتجزاً منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
ترامب حرص - في هذا الصدد - على الإشادة بدور الإمارات العربية المتّحدة لإعادة داني إلى دياره.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإنّ "داني" نُقل في نهاية يناير من العام الماضي إلى عمان على متن طائرة برفقة أعضاء آخرين في مليشيا الحوثي.
وكان "داني" قد أعلن احتجازه في العام 2017، وبحسب زوجته اليمنية نادية جرى اختطافه أثناء أصطحابه ابنائه إلى المدرسة من قبل المليشيات، وأضافت في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنّ الاختطاف حدث في وضح النهار وأمام مرأى الجميع.
ويعمل الأمريكي المُحرَّر مهندساً في شركة نفطية، وجاء إلى اليمن في عام 2003 للعمل في شركات صناعة النفط، وكان يتنقل بين الولايات المتحدة واليمن قبل أن يستقر في البلاد بشكل دائم، حسبما صرح به ابنه ستيفن من زوجته الأولى، مشيراً إلى أنّ والده طلَّق زوجته الأولى (والدته) ولم يكن له اتصالات معه أو أبنائه الآخرين من الزواج الأول.
واعتادت المليشيات الحوثية على تنفيذ عمليات اختطاف بغية الحصول على أموال من عائلات ضحاياتهم، ضمن أساليبها لتحقيق مكاسب مالية تموّل من خلالها حربها العبثية التي أشعلتها منذ صيف 2014، أو الاستفادة بالزج بهم إلى ساحات القتال.
وبحسب منظمات حقوقية، هناك أكثر من خمسة آلاف يمني يتعرضون لانتهاكات وتعذيب وحشى فى سجون الميليشيات الحوثية، لكن يُعتقد أنّ الرقم الحقيقى أكبر من ذلك بكثير.
ويقول جميع السجناء ممن التقوا المنظمات الحقوقية أو الناشطين، إنّه لا يوجد شخص لم يتعرض للتعذيب داخل معتقلات الحوثيين، ومنهم من بُترِت أطرافه أو فقد بصره.
وفي سبتمبر الماضي، كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أنّه رصد 1354 حالة اعتقال واخفاء قسرى فى مختلف المدن والمحافظات اليمنية خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 يونيو 2018.
وبيّن تقريرٌ خاصٌ أصدره التحالف يتعلق بالاعتقال التعسفى والاخفاء القسري، أنّه تمّ اعتقال 42 طفلاً و23 امرأة و230 سياسياً وناشطاً حزبياً و32 حقوقياً و17 إعلامياً و307 من الفئات العمالية و114 طالباً جامعياً ومتوسطا و81 عسكرياً و64 تربوياً و60 من فئة التجار و44 شيخاً اجتماعياً و21 طبيباً وأكاديمياً و31، واخفاء قسرى لـ 8 نساء و6 أطفال و40 سياسياً وناشطاً حزبياً و7 إعلاميون و5 نشطاء حقوقيون، و76 من فئات عمالية و35 عسكرياً و32 طالباً و27 شيخاً اجتماعياً و10 تجار و3 أطباء وأكاديميين و14 توزعوا بين فئات أخرى.
وأوضح التقرير أنّ صنعاء نالت النصيب الأكبر فى تلك الانتهاكات، إذ بلغ عدد المعتقلين فيها 152 تلتها محافظة المحويت بواقع 124 معتقلاً ثم محافظة البيضاء بواقع 111 معتقلاً ثم محافظة تعز بواقع 87 معتقلاً ومحافظة الحديدة بواقع 79 معتقلاً ومحافظة ذمار بواقع 77 معتقلاً ومحافظة عمران بواقع 75 معتقلاً ومحافظة عدن 62 معتقلاً ثم أمانة العاصمة بواقع 60 معتقلاً ومحافظة لحج بواقع 54 معتقلاً ومحافظة حجة بواقع 39 معتقلاً ومحافظة الضالع بواقع 29 معتقلا ومحافظة إبين بواقع 28 معتقلا، وسجل اعتقال 52 مناصفة بين محافظتى اب وحضرموت، ومحافظة الجوف 11 معتقلاً ثم محافظة مارب10 معتقلين ومحافظة ريمة 9 معتقلين و8 معتقلين توزعوا بين محافظتى صعدة وشبوة مناصفة بينهما.
وكانت الأمم المتحدة قد طالبت بالعمل على استخدام كافة الوسائل المتاحة من أجل الضغط للإفراج عن المعتقلين والمختفين قسرياً واعتبار ذلك خطوة أولى فى طريق تحقيق سلام شامل، وتخصيص فريق يعمل على زيارة المعتقلين وتحسين ظروف اعتقالهم والتواصل مع منظمات المجتمع المدنى لكشف السجون السرية.
كما دعت، المليشيات الحوثية للكشف عن أماكن احتجاز المختفين قسرياً والإفراج الفورى عنهم وعن كافة المعتقلين تعسفاً فى سجونها المعلنة والسرية، والتوقف عن الممارسات المهينة بالمعتقلين بما فيها سوء المعاملة والتعذيب الجسدى أو النفسي، والسماح للمعتقلين بالتواصل مع ذويهم، والكشف عن كافة السجون السرية وإغلاقها والسماح للمنظمات الحقوقية والدولية بما فيها الصليب الأحمر الدولى بزيارة السجون الخاضعة لسيطرتها.